الأحد، 16 نوفمبر 2014

تعرف على مرض الخرف


شمل مُصطلَح "الخَرَف" مجموعةً من الأعراض الناتجة عن اضطراباتٍ تصيب الدماغ. ليس الخَرَفُ مرضاً محدَّداً بذاته. ومن الممكن أن يكون الشخصُ المُصاب بالخَرَف عاجزاً عن التفكير جيِّداً إلى الحدِّ الكافي للقيام بالنشاطات المعتادة، وذلك من قبيل ارتداء الملابس أو تناول الطعام مثلاً. كما قد يفقد الشخصُ الخَرِف قدرتَه على حلِّ المُشكِلات أو على التحكُّم في انفعالاته. ويُمكِن
أن تتغيَّر شخصيته أيضاً. وقد يُصاب بالانزعاج، وتثيره أشياء بسيطة، كما يُمكِن أن يرى أشياء غير موجودة في الواقع. يكون فقدانُ أو نقص الذَّاكِرة أحدَ أعراض الخَرَف عادة. لكنَّ فقدان الذَّاكِرة وحده لا يعدُّ مؤشِّراً كافياً على الإصابة بالخَرَف. يعاني الأشخاص المُصابون بالخَرَف من مُشكِلات كبيرة فيما يتعلَّق بوظيفتين أو أكثر من وظائف الدماغ، وذلك كالوظائف المتعلِّقة بالذَّاكِرة أو اللغة مثلاً. هناك أمراضٌ مختلفة كثيرة يُمكِن أن تُسَبِّب الخَرَف، ومن بينها مرضُ ألزهايمر، وكذلك السكتات. وهناك أدوية متوفِّرة لمعالجة بعض هذه الأمراض. صحيحٌ أنَّ هذه الأدوية لا تستطيع الشفاء من الخَرَف أو لا تستطيع إصلاح الضرر الذي أصاب الدماغ، لكنَّها يُمكِن أن تخفِّف الأعراض وأن تُبطئ من تطوُّر الحالة. 
مقدِّمة
يشمل مصطلح "الخَرَف" مجموعةً من الأعراض الناتجة عن اضطراباتٍ تصيب الدماغ. وهو ليس مرضاً محدَّداً بذاته. تؤثِّر أعراضُ الخَرَف في قدرات المريض العقلية والاجتماعية. وهو يؤثر على جميع الناس من كل الأعمار. قد تبلغ حالة الخَرَف مقداراً من الشدة يؤدِّي إلى مُشكِلات وصعوبات من حيث النشاطات اليومية، وذلك من قبيل الذهاب إلى الحمام أو تذكُّر أسماء ووجوه الأشخاص المحيطين بالمريض دائماً. يقدِّم هذا البرنامجُ التثقيفي شرحاً لأسباب الخَرَف وأعراضه. وهو يتناول كيفية تشخيص حالات الخَرَف ومعالجتها، كما يتضمَّن معلومات عن طرق الوقاية من الخَرَف. 
الخَرَف
لا يُعدُّ الخَرَفُ مرضاً محدَّداً بذاته، بل تُستخدَم كلمة "الخَرَف" للدلالة على مجموعة من الأعراض يُمكِن أن تكونَ ناتجة عن عدد من الاضطرابات التي تصيب الدماغ. يؤدِّي الخَرَف إلى ضعفٍ خطير في القدرات العقلية لدى المريض. وهذا ما يؤثِّر في نشاطاته وعلاقاته المعتادة. قد يفقد الشخصُ المُصاب بالخَرَف قدرته على حل المُشكِلات وعلى ضبط انفعالاته. كما قد يعاني المريض أيضاً من تغيُّرات في الشخصية ومن مُشكِلات سلوكية، وذلك من قبيل سرعة التهيُّج والأوهام و الهَلوَسة هناك أمراضٌ يُمكِن أن تُسَبِّبَ ظهورَ أعراض الخَرَف. ويرد في هذا البرنامج شرحٌ تفصيلي لهذه الأمراض. من الحالات الصحِّية التي يُمكِن أن تُسَبِّب الخَرَف أو التي يُمكِن أن تُسَبِّب أعراضاً تشبه الخَرَف:
ردود الفعل على بعض الأدوية.
مُشكِلات استقلابية و شذوذٌ في الغُدَد الصم.
حالات العَوَز الغذائي.
العدوى.
التَّسَمُّم.
الأورام الدماغية.
وجود سوائل في الدماغ، وهو ما يعرف أيضاً باسم "مَوَه أو استسقاء الرأس".
المُشكِلات القلبية والرئوية.
صحيحٌ أن الخَرَف أمرٌ شائعٌ لدى المتقدمين كثيراً في السن، إلاَّ أنَّه ليس جزءاً طبيعياً من عملية التقدُّم في السن نفسها. 
الأعراض
تعتمد أعراضُ الخَرَف على سبب كل حالة. لكن هناك أعراض مشتركة يُمكِن أن ترتبط بالخَرَف على نحوٍ عام. إنَّ العرضَ الأكثر شُيوعاً في الخَرَف هو فقدان الذَّاكِرة. ومن المألوف بالنسبة للشخص المُصاب بالخَرَف أن ينسى بعض الأشياء ولا يعود قادراً على تذكُّرها من جديد. وقد يقوم الشخص المُصاب بالخَرَف بطرح السؤال نفسه مرةً بعد مرة رغم تلقيه إجابةً عليه. من الممكن أن ينسى الشخص المُصاب بالخَرَف الكلمات البسيطة، أو يُمكِن أن يستخدم كلمات خاطئة. وهذا ما يجعل فهمَ ما يقوله أو ما يريده أمراً في غاية الصعوبة. يعاني الأشخاصُ المُصابون بالخَرَف من صعوبة في أداء المهام اليومية المألوفة، وذلك من قبيل إعداد الطعام أو تنظيف الأرض. وعلى سبيل المثال، فإن الشخص المُصاب بالخَرَف يُمكِن أن يقوم بتحضير الطعام لكنه ينسى تقديمه، أو يُمكِن أن يقوم بتنظيف الغرفة نفسها مرةً بعد مرة. من الممكن أيضاً أن يعاني الشخص المُصاب بالخَرَف من تشوش فيما يخص الزمان والمكان. وهذا يعني أنَّ المريض يُمكِن أن يضيع في شارعٍ يعرفه جيداً على سبيل المثال. ويُمكِن أيضاً أن ينسى كيف وصل إلى مكانٍ ما وكيف يعود إلى بيته. إنَّ وضع الأشياء في غير مواضعها الصحيحة على نحوٍ متكرر يعدُّ أحد أعراض الخَرَف أيضاً؛ فمثلاً، من الممكن أن يقوم الشخص المُصاب بالخَرَف بوضع المكنسة في خزانة الملابس، ويُمكِن أن يضع ساعة يده بين الملاعق والسكاكين. إن سوء اتخاذ القرار عرضٌ من أعراض الخَرَف أيضاً. من الممكن أن يخرج الشخص المُصاب بالخَرَف من بيته في طقس شديد البرودة من غير ارتداء معطف، كما يُمكِن أن يخرج تحت المطر من غير حمل مظلة. وقد يقوم بتكرار هذه التصرُّفات على نحو منتظم. قد يعاني الأشخاصُ المُصابون بالخَرَف أيضاً من مُشكِلات فيما يتعلق بالتفكير المجرَّد؛ فعلى سبيل المثال، يُمكِن أن يجد المريض صعوبةً في استخدام دليل الهاتف، لأنَّه نسي معنى الأرقام وما الذي يُمكِن أن يفعله بها. يعدُّ فقدان روح المبادرة أحد أعراض الخَرَف أيضاً. يصبح بعض المرضى سلبيين إلى حدٍّ كبير، وقد لا يرغبون في الذهاب إلى أي مكان لرؤية الناس الذين كانوا يستمتعون برؤيتهم من قبل. إنَّ تقلبات المزاج المفاجئة عرضٌ آخر من أعراض الخَرَف. ومن المألوف أن نرى الشخصَ المُصاب بالخَرَف يضحك فرحاً في لحظةٍ من اللحظات، ثم يبكي حزناً في لحظةٍ أخرى. من الممكن أن يعاني الشخص المُصاب بالخَرَف من تغيُّرات شديدةً في الشخصية؛ فقد يتحوَّل الشخصُ الذي يكون مرناً سهل المعشر إلى شخصٍ منزعج أو خائف من أفراد أسرته وأصدقائه، أو يُمكِن أن يشك فيهم. 
الأسباب
ليس الخَرَف مرضاً في حد ذاته. يُستخدم مصطلح "الخَرَف" لوصف مجموعة من الأعراض التي يُمكِن أن تكون ناتجةً عن عددٍ من الاضطرابات التي تصيب الدماغ. ولهذا السبب، فإنَّ هناك أنواعاً مختلفة كثيرة من الخَرَف. عندَ تصنيف أنواع الخَرَف، أو عند تعدادها، فمن الممكن توزيعها إلى مجموعات اعتماداً على الخصائص المشتركة فيما بينها؛ فعلى سبيل المثال، فإنَّ الخَرَف المتطور هو مجموعةٌ من حالات الخَرَف التي تتفاقم مع مرور الزمن. وتشمل أنواع الخَرَف المتطور:
مرض ألزهايمر.
الخَرَف الوِعائي.
خرف أجسام ليوي.
الخَرَف الجبهي الصُّدغي.
هناك أنواع أخرى كثيرة من الاضطرابات ذات الصلة بالخَرَف. ومن هذه الاضطرابات:
داء هنتنغتون.
خرف الملاكمين.
الخَرَف المتعلِّق بالإيدز.
داء كروتزفيلد – يعقوب.
لا تتطوَّر حالات الخَرَف كلها. وهناك أسباب للخرف يُمكِن إزالتها. تُعرف هذه الحالات باسم الخَرَف غير المتطور. يُمكِن أن تنتج حالات الخَرَف غير المتطور عن:
الإصابة بالعدوى، أو اضطراب في المناعة.
مُشكِلات استقلابية.
الجفاف أو سوء التغذية.
رد فعل على الأدوية.
الورم الدموي تحت الجافية.
السُّموم.
مُشكِلات تتعلَّق بالأكسجين.
أورام دماغية.
إذا جرت معالجة الأسباب المؤدية إلى الخَرَف غير المتطور ، فمن الممكن أن يزول الخَرَف. إن تراكم السائل الدماغي الشوكي في الدماغ يُمكِن أن يسبِّب مَوَه أو استسقاء الرأس، أي وجود سائل في الدماغ. وهو سببٌ آخر من الأسباب المؤدية إلى الخَرَف. يترافق ذلك عادةً مع صعوبة في المشي ومع حالة من السَّلَس البولي. وهو يتطلَّب معالجةً جراحية من خلال وضع تحويلة توجه السائل الفائض في الدماغ إلى البطن. 
التشخيص
من الممكن أن يكونَ تشخيصُ سبب الخَرَف أمراً في غاية الصعوبة. وقد يتطلب ذلك زيارات متعددة إلى عيادة الطبيب. ولا وجود لاختبارٍ أو فحصٍ واحد يُمكِنه تشخيص سبب الإصابة بالخَرَف، لأنَّ هناك أسباباً محتملة كثيرة لظهور الأعراض المتعلِّقة بالخَرَف. يُمكِن للطبيب أن يتوصَّل إلى تشخيص الإصابة بالخَرَف في حالة توفر اثنين أو أكثر من المظاهر الواضحة التي تدل على قُصور وظائف الدماغ، بدون فقدان الوعي. ومن الأمثلة على هذه المظاهر فقدانُ الذَّاكِرة والمهارات اللغوية معاً. يبدأ الطبيبُ باستعراض ومراجعة التاريخ الطبي للمريض. وهذا ما يشمل تاريخ بدء الأعراض وكيفية بدء ظهورها. كما يتضمن الاستفسار عن أيَّة مُشكِلات صحية، لأنَّ هذا يساعد الطبيب في تحديد سبب الخَرَف. على سبيل المثال، يُمكِن أن يشير حصول إصابة في الرأس في الآونة الأخيرة إلى سببٍ محتمل من أسباب الخَرَف. عندَ تشخيص حالة صحية تُسَبِّب مُشكِلات في الذَّاكِرة، يُمكِن أن يجد الطبيب حاجةً إلى التحدث مع أصدقاء المريض وأفراد أسرته والأشخاص الذين يعتنون به. إن هؤلاء الناس قادرين على إعطاء معلومات عن التغيرات التي شاهدوها، والتي يُمكِن أن يكون المريض غير منتبهٍ إليها. يُجري الطبيبُ أيضاً فحصاً جسدياً للمريض. إن من الممكن أن يكتشف الطبيب في هذا الفحص علامات تشير إلى حدوث سكتة، أو غير ذلك من الاضطرابات التي يُمكِن أن تُسَبِّب أعراضاً تشبه أعراض الخَرَف. من الممكن أيضاً أن يخضع المريض إلى اختباراتٍ ترمي إلى تحديد قدرته على التذكُّر والتفكير والمحاكمة المنطقية. ومن الممكن أيضاً أن يجري تقييم لصحة المريض الانفعالية. تستطيع هذه الفحوص والاختبارات تحديد وجود الخَرَف وشدته، كما تستطيع أن تُبيِّن الجزء المتضرِّر من الدماغ. هناك نوعٌ آخر من الفحوص التي تستطيع تقييم توازن الشخص ووظائفه ومنعكساته الحِسِّية. يجري الطبيبُ صوراً للدماغ وبعض الفحوص الأخرى لاكتشاف الأورام والسكتات وغير ذلك من المُشكِلات الصحية التي قد تكون سبباً للخرف. وتشمل هذه الفحوص:
التصوير المقطعي المحوسب (CT).
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
التخطيط الكهربائي للدماغ (EEG).
يُمكِن أن يستخدم الطبيبُ أيضاً الفحوص المختبرية من أجل تشخيص الخَرَف. وهناك فحوصٌ كثيرة يُمكِنها أن تساعد الطبيب على استبعاد الأسباب الأخرى، وذلك من قبيل الفشل الكلوي مثلاً. يُمكِن أن يكون لهذه المُشكِلات دورٌ في ظهور الأعراض على المريض. وهناك حالات صحية كثيرة قابلة للعلاج تكون على صلةٍ بأعراض الخَرَف. قد يطلب الطبيب أيضاً إجراء تقييم نفسي للمريض من أجل معرفة ما إذا كان هناك اضطراب نفسي كامن خلف الأعراض، كالاكتئاب مثلاً. 
المعالجة
لا وجودَ لمعالجة قياسية من أجل الخَرَف. ولابدَّ من معالجة سبب الخَرَف إن أمكن العثور عليه. وقد تساعد أشكال المعالجة التالية على إبطاء تفاقم أعراض الخَرَف أو تخفيفها إلى أقصى حدٍّ ممكن. يُمكِن استخدامُ الأدوية التي تفيد فيما يخص الذَّاكِرة والمحاكمة المنطقية والتعلُّم. من الممكن أن يلجأ الطبيب أيضاً إلى معالجة الأسباب الكامنة وراء الخَرَف من أجل إبطاء تفاقم الحالة أو من أجل إيقافها. وعلى سبيل المثال، يُمكِن للأدوية التي تضبط ضغط الدم المرتفع أو التي تُستخدم في الأمراض القلبية أن تساعد على منع حدوث السكتة، ممَّا يعني الحماية من أحد أسباب الخَرَف. يُمكِن معالجةُ بعض الأعراض والمُشكِلات السلوكية من خلال أدوية محددة. وقد يصف الطبيب مضادات الاكتئاب أو المهدئات أو غير ذلك من الأدوية من أجل تخفيف المُشكِلات ذات الصلة بأعراض الخَرَف. إذا ظن الطبيبُ أن الخَرَف ناتجٌ عن ورمٍ في الدماغ، أو بسبب نزف دماغي أو نتيجة تراكم السوائل في الدماغ، فإنَّ الجراحة قد تكون ضرورية. 
عواملُ الخطورة
عاملُ الخطورة هو كل ما يزيد احتمال إصابة الشخص بالمشكلة الصحية المعنية. لكن توفُّر عوامل الخطورة الخاصة بالخَرَف عند شخصٍ من الأشخاص لا يعني أنَّ هذا الشخص سوف يصاب بالخَرَف؛ فهناك أشخاصٌ لا تتوفر لديهم عوامل الخطورة، لكنهم يُصابون بالخَرَف أيضاً. هناك عوامل خطورة ذات صلة بالخَرَف لا يستطيع الإنسان أن يغيرها أو أن يحمي نفسه منها. ومن هذه العوامل:
السن.
التاريخ العائلي.
متلازمة داون.
لا يعدُّ الخَرَفُ جزءاً طبيعياً من عملية التقدم في السن. لكن مخاطر الإصابة بمرض ألزهايمر وبالخَرَف الوعائي وبكثيرٍ من حالات الخَرَف الأخرى تزداد مع التقدُّم في السن. إن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بالخَرَف معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بالخَرَف أيضاً. لكن هذا لا يعني أنَّ كل شخصٍ لديه هذا التاريخ العائلي سوف يصاب بالخَرَف. وهناك حالات من الأمراض الوراثية، كداء هنتنغتون مثلاً، تزيد مخاطر الإصابة ببعض أنواع الخَرَف. هناك بعض عوامل الخطورة المرتبطة بالخَرَف والتي يُمكِن تغييرها أو الوقاية منها. إنَّ استهلاك الكحول يُمكِن أن يكون أحد عوامل المخاطرة الخاصة بالخَرَف. إن تراكم الدهون وغير ذلك من المواد في الشرايين وعلى جدرانها يزيد من مخاطر الإصابة بالخَرَف الوعائي. كما أنَّ فرط ارتفاع الضغط الدموي، أو فرط انخفاضه، يُمكِن أن يجعل الشخص معرضاً للإصابة بالخَرَف. يؤدي التدخينُ إلى زيادة صعوبة جريان الدم عبر الشرايين. وهو يزيد من مخاطر ظهور أنواع مختلفة من الأمراض الوعائية. وهذا ما يجعل التدخين أحد عوامل الخطورة الخاصة بظهور بعض أنواع الخَرَف. إن وجود مستويات مرتفعة من الكولستيرول "السيء"، أو الكولستيرول منخفض الكثافة (LDL)، يُمكِن أن يؤدي إلى زيادةٍ كبيرة في مخاطر ظهور الخَرَف الوعائي، إضافةً إلى احتمال الإصابة بمرض ألزهايمر. كما أنَّ الإصابة بالداء السكري من النوع الثاني تزيد أيضاً من مخاطر الخَرَف الوعائي و مرض ألزهايمر. إنَّ وجود مستويات مرتفعة من حمض هوموسيستين يُمكِن أن تزيد خطر الإصابة بمرض ألزهايمر وبالخَرَف الوعائي. ويستخدم الجسم فيتامينات معيَّنة عادةً من أجل تفكيك الهوموسيستين. يؤدي وجود مستويات مرتفعة من هذه المادة إلى جعل الجسم غير قادر على تمثُّل الفيتامينات جيداً، أو غير قادر على الحصول على حاجته من هذه الفيتامينات بسبب حالة سوء التغذية التي تنتج عنها. 
الوقايةُ من الخَرَف
لا توجد طريقةٌ مضمونة للوقاية من الخَرَف. لكن هناك خطوات يستطيع المرء القيام بها من أجل تقليل خطر الإصابة بالخَرَف. حتى تتوصل إلى تقليل احتمال إصابتك بالخَرَف عليك أن تحرصَ على استمرار نشاط ذهنك. حاول ممارسة ألعاب الكلمات والأحجيات. وتعلم لغةً جديدة، أو حاول أن تتعلَّمَ استخدام أجهزة جديدة لم تكن تعرفها من قبل. احرص على مواصلة القراءة والكتابة، وعلى الرسم أيضاً. إن هذه النشاطات قادرةٌ على تأخير بدء ظهور أعراض الخَرَف أو على تقليل آثار الخَرَف على حياتك. هناك طريقةٌ أخرى لتأخير بدء أعراض الخَرَف ألا وهي أن يحافظ الإنسان على استمرار نشاطه الجسدي والاجتماعي. إنَّ ممارسة المشي والهرولة والسباحة أساليب جيدة للمحافظة على الصحة البدنية. كما أن الذهاب إلى المتاحف وممارسة الألعاب الذهنية من وقتٍ لآخر يعدَّان من طرق المحافظة على النشاط الاجتماعي. من الممكن أن يكونَ تقليل مستوى الكولستيرول في الدم مفيداً في تقليل مخاطر الإصابة بالخَرَف. يُمكِن أن تتشكَّل "مخازن" من الكولستيرول في الدماغ، فتُسَبِّب الخَرَف الوعائي. وهناك أدويةٌ معينة يُمكِنها أن تساعد على تخفيض مستوى الكولستيرول.اسأل الطبيب عن الأساليب الممكنة لتخفيض الكولستيرول. إنَّ تناول أطعمة غنية بالفاكهة والخضار وبعض أنواع الأسماك والمكسَّرات يُمكِن أن يساعد على تقليل مخاطر الإصابة بالخَرَف. يعدُّ الإقلاعُ عن التدخين طريقةً أخرى لتقليل مخاطر الإصابة بالخَرَف. كما أن تخفيض ضغط الدم، أو إبقاءَه ضمن المستويات الطبيعية، يُمكِن أيضاً أن يقلل كثيراً من مخاطر الإصابة بالخَرَف. 
الخلاصة
الخَرَفُ كلمةٌ تستخدم في وصف مجموعة من الأعراض التي يُمكِن أن تكون ناتجةً عن عددٍ من الاضطرابات التي يُمكِن أن تصيب الدماغ. ومع أنَّ الخَرَف حالةٌ شائعة لدى المتقدمين كثيراً في السن، إلاَّ أنه ليس جزءاً طبيعياً من عملية التقدم في السن. يؤدِّي الخَرَفُ إلى إضعاف قدرات المريض الذهنية. وقد يفقد الشخص المُصاب بالخَرَف قدرتَه على حل المُشكِلات وعلى ضبط الانفعالات والعواطف. كما يُمكِن أيضاً أن يتعرَّض إلى تغيرات في الشخصية وإلى مُشكِلات في السلوك، وذلك من قبيل سهولة الاستثارة، والإصابة بالهلوسات والأوهام. هناك أسبابٌ كثيرة لفقدان الذّاكِرة ولغير هذا من الأعراض التي ترتبط بالخَرَف عادةً. ومن الممكن أن يكونَ تشخيص الإصابة بالخَرَف أمراً صعباً. وهو يتطلب زياراتٍ كثيرة إلى عيادة الطبيب. من الممكن أن يكون للخرف أيضاً تأثيرٌ على وظائف مختلف أنظمة الجسم. وقد يؤدِّي هذا إلى مُشكِلات في مهام الحياة اليومية التي يقوم بها الشخص عادةً. تعتمد معالجةُ الخَرَف اعتماداً كبيراً على أسبابه. لا توجد طريقةٌ مضمونة للوقاية من الخَرَف. لكن هناك خطوات يستطيع المرء القيام بها لتقليل خطر الإصابة بهذه الحالة. إنَّ المحافظة على نشاط الذهن والجسم يُمكِن أن تساعد على تقليل مخاطر الإصابة بالخَرَف.

0 التعليقات: