القمح والشعير
Wheat & Barley
Citrullus vulgaris
القمح Triticum. Monococcum، والشعير Hordeum vulgare ، هما من النباتات ذات الأهمية القصوي والتي لعبت دورا كبيرا في الحياة الإنسانية منذ بدأ الخليقة
وهما من النباتات التي رفعت أقوام، وخفضت أقوام أخري في الميزان. حين أضحي من يملك الخبز، فإنما قد ملك كل شيء.
والشعير كان صاحب اليد الطولي منذ مهد التاريخ في إطعام الجياع من الفقراء والمساكين، حتى أنه كان الأشهر في ذلك والأكثر شعبية. بينما القمح أو الحنطة كان حكرا علي الأغنياء دون سواهم.
وما يهمنا في هذا الشأن هو الحصول علي الفائدة المرجوة من كل من القمح والشعير، وبيان منافعهما للناس، بعد أن أصبح كل منهما في متناول يد الجميع من غني أو فقير.
فالشعير، وماء الشعير علي وجه الخصوص، هي علاج نافع لأمراض المعدة والجهاز الهضمي عموما، بدأ من قرحة المعدة والأثني عشر المسببة للحموضة والغثيان، أو الرغبة في القيء، وعسر الهضم، وهي بذلك قد تغني عن تناول مضادات الحموضة العديدة والمتعارف عليها في الأسواق، وما لها من أثار جانبية غير مستحبة أحيانا.
ولعمل ماء الشعير، يوضع 60 جرام من الشعير في 6 أكواب من الماء، ويغلي الجميع حتى يصير مقدار الماء إلي النصف، يصفي ويحلي حسب الرغبة، ويشرب، وتلك الطريقة متبعة في علاج أمراض المعدة منذ 2000 عام، ومازالت حتى الوقت الحاضر.
وماء الشعير هي علاج حاسم ومؤكد للشفاء من مرض الصفراء الذي يصبغ الجلد، وبياض العينين باللون الأصفر، وهذا المرض ناجم عن تسرب الزائد من العصارة الصفراوية إلي تيار الدم، نتيجة حدوث بعض أمراض الكبد، أو نتيجة لانسداد القنوات الصفراوية بالحصى أو الأورام أو الأمراض الأخري المختلفة.
ويعد شرب مغلي الشعير، وتحضيره كما يلي: كوب من الشعير، يوضع في 6 لتر من الماء، ويغلي الجميع، حتى يصير الماء إلي نصفه، وتنضج حبوب الشعير به، ويصفي المغلي، ويشرب بعد التحلية أو حسب الرغبة.
ويشرب بمعدل 3 أكواب أو كاسات في اليوم، فإن الأعراض المصاحبة لمرض الصفراء ما تلبث إلا أن تخبو قليلا قليلا حتى تزول، حين يعود البول إلي صورته ولونه الطبيعي الذي كان عليه من قبل، ويختفي اللون الأصفر من الجلد، وبياض العين.
وشرب البيرة الخالية من الكحول، ما هو إلا شرب لماء الشعير بعد تصنيعها.
وعصير وريقات الشعير الخضراء التي في طور النمو إلي سنابل الشعير، هو أمر صحي مستحب تناوله، وعلي درجة كبيرة من الأهمية للصحة العامة، وهذا أمر أصبح ذائع الصيت، ويلقي قبولا حسنا لدي من يعرفون قيمة ذلك.
ونسوق تلك القصة عن تجربة شخصية لأحد مرضي سرطان الجلد من النوع الخطر، وندعها تحكي تجربتها الشخصية مع المرض، وأثر نبات الشعير علي إعطائها الأمل وفرصة أخري للحياة، وعلي لسانها تقول " أنا أسمي لندا، وعمري 33 عاما. لقد عاينت منذ 8 أشهر من تغير في لون الجلد وصباغته باللون البني المشوب بالسواد في فخذي الأيمن، والذي بدأ يمثل لي بعض المتاعب الصحية والنفسية ".
وقد توجهت إلي العديد من أطباء الجلد المتخصصين وشخصوا الحالة علي أنها سرطان في الجلد من النوع الخطر (Melanocarcinoma). وقد أجمعوا علي إرسالي إلي مركز طبي متخصص في العلاج بالإشعاع والعلاج الكيماوي. وما أن علمت بالمساوئ العديدة التي سوف تنجم عن السير في هذا الاتجاه، فعدلت عن الفكرة، وقررت الاتجاه نحو طريقة أخري أكثر أمانا من العلاج بالكيماوي والإشعاع.
وقد أشار عليها البعض من الأصدقاء بتناول ذلك المستحضر الطبيعي والذي هو عبارة عن عصير وريقات الشعير المجففة وليس إلا، والذي يطلق عليه أسم (باكيوريوكوسو Bakuryokuso) وهو مصنع في اليابان، وكانت تتناوله بمعدل ملعقة صغيرة تذاب في الماء أو أي عصير، وتؤخذ مع الأكل 3 مرات في اليوم.
وللعلم بأن عصير وريقات الشعير يوجد في الصيدليات العامة في المنطقة العربية، تحت أسم (جرين ماجما) ولربما تحت أسماء أخري تعني ذات الأمر.
وفي خلال 7 أسابيع، وجدت أن الورم قد أضمحل، وتواري من مكانه بشكل يبعث علي الراحة النفسية والاطمئنان لجدوى المعالجة بعصير وريقات الشعير.
والعلاج من الأمراض المختلفة بواسطة عصير وريقات القمح والشعير، هو أمر شائع في بلدان شرق آسيا علي العموم، وفي الصين واليابان علي وجه الخصوص، ويحمل الأسم التجاري كايو جرين (Kyo-Green) وهو مركب يحتوي علي وريقات القمح والشعير الغضة الصغيرة مضافا إليها بعض الأعشاب البحرية الغنية باليود (Kelp) والأرز العضوي الغير مبيض، وبعض الطحالب البحرية (Chorella) الغنية بالمعادن.
ويعزي الفضل لعمل وريقات القمح والشعير علي هذا النحو إلي أن تلك الوريقات تحتوي علي كم ذاخر من مادة الكلورفيل أو اليخضور، وكذلك علي مركب يعرف بأسم - مثبط أنزيم البروتييز - الذي يمنع الأثر السيئ لهذا لأنزيم (البروتييز Protease) الذي تنتجه تلك الخلايا السرطانية في الجهاز الهضمي للإنسان.
كما أن العلماء اليابانيين، قد اكتشفوا وجود نوع من البروتين يطلق عليه أسم (P4-D1) في عصير وريقات الشعير، ويعزي الفضل لهذا البروتين في حماية خلايا الجلد من الأشعة فوق البنفسجية، وبعض العناصر المحددة التي تسبب سرطان الجلد، حيث أن هذا البروتين يعزي إليه الفضل أيضا في تصحيح ما تلف من الحمض الأميني (DNA) نتيجة للعوامل السرطانية التي تعرض لها الجلد.
وكلا من بروتين (P4-D1) وأيضا بروتين أخر موجود في وريقات الشعير الخضراء يعرف بأسم (D1-G1)، كلاهما له أثر فعال في منع حدوث الالتهابات في أعضاء الجسم المختلفة، عندما تحقن بهم حيوانات التجارب في المعمل، وكلاهما مأمون وليس له أي مضاعفات جانبية تذكر.
والكلوروفيل الموجود بوريقات الشعير، يعتبر بمثابة العصا السحرية التي تؤمن سلامة أنسجة الجسم من التلف الناجم عن ما يحيط بها من السموم والأمراض المختلفة, وإن تعددت أسمائها، وبقي لها الهدف واحد، ألا وهو النيل من الجسم. ولكن تلك العصا السحرية (الكلورفيل) تقلب السحر علي رأس الساحر، فتفشل هدف العوامل الضارة بالجسم، وتذهب مساعيها عن الإضرار به بتوفيق من الله وفضله.
وفي عام 1988م، أفاد الدكتور (شو نان لي) بالمركز الطبي لجامعة تكساس، بأنه كلما كثرت كميات الكلورفيل في الخضراوات التي نأكلها، كلما كانت الحماية أكبر لأجسادنا من أثر المواد المسببة للسرطان والتي تحيط بنا الأن من كل اتجاه. ووريقات الشعير الغضة مليئة بالكلوروفيل علي أية حال.
كما وجد أن الكلورفيل يعادل أثر تلك المواد السرطانية الموجودة في بعض الأطعمة، مثل اللحم المشوي علي الفحم، وأدخنة السجائر وغيرها من التي تحتوي علي النيكوتين وغيره من المواد السرطانية. ويعتبر الكلوروفيل في هذا المقام أكثر كفاءة من عمل كل من فيتامينات (A-C- E) مجتمعة للحد من أثر تلك المحفزات للخلايا علي التحول إلي الحالة السرطانية.
ومن المعروف أن الكلوروفيل يسرع شفاء القروح والجروح، ويعيد إصلاح ما تلف من أنسجة مختلفة في الجسم، ويمنع نمو الجراثيم والبكتريا المختلفة بالجسم.
والكلوروفيل يساعد علي الإسراع بالشفاء في الأحوال الصحية التالية: الجروح والقروح المختلفة بعد إجراء العمليات الجراحية، الكسور المضاعفة للعظام، التهاب العظام الصديدي، قرحة الفراش، والقطوع والخدوش التي تحدث بالجلد، الحروق المختلفة للجلد، ومنع الجسم لرفض رقع الجلد التي تستعمل في الجراحات التكميلية وذلك قبل تواجد الأدوية الحديثة التي تقوم بذلك. حتى أن الكلوروفيل قد أنقذ ساق أحد المرضي من مصير بائس، وهو البتر الجراحي.
ويبقي أن نعلم أن الكلوروفيل ليس له أي مضاعفات جانبية تذكر عند استعماله في أشكاله المختلفة.
وقد استعمل الكلوروفيل بنجاح في علاج التهاب الأنسجة المحيطة بالقلب بنوع خاص من البكتريا المسببة لذلك، وأيضا يستخدم الكلورفيل بنجاح في علاج الحالات الحادة والمزمنة من التهابات الجيوب الأنفية، وعدوي قناة المهبل، والالتهابات المزمنة حول فتحة الشرج.
والكلورفيل يمنع التهابات اللثة والفم، والتهابات اللوزتين الحاد، وهو أيضا يمنع الألم ويقلل من الالتهابات المختلفة، ويزيل الرائحة النتنة من الفم، نتيجة لعوامل مرضية تعتريه.
ومن المعروف أن الكلورفيل يعالج ويسرع في شفاء القروح المعد معوية، وخصوصا قرحة المعدة والجروح الأخري الداخلية، والتي تقاوم العلاج الطبي التقليدي الذي يوصف في مثل هذا الشأن.
حتى أن الشفاء التام من قرحة المعدة التي تعالج بالكلورفيل وحده، قد تأخذ فترة من الوقت تتراوح ما بين 2 – 7 أسابيع، وهذا ما يمكن متابعته بأخذ الأشعات المختلفة للمعدة في أوقات متعاقبة لمعرفة مراحل الشفاء من جراء تناول الكلوروفيل كعلاج.
كما أن الكلوروفيل يأتي بنتائج طيبة عند معالجة التهاب البنكرياس، حيث أنه يكون له اليد العليا في التحكم في عمل وخط سير بعض الإنزيمات التي قد تضر بالحالة وتسبب تفاقمها، لذا فإن الكلوروفيل يمنع حدوث ذلك، وينظم عمل البنكرياس، ويسرع بشفائه.
والكلوروفيل يمنع الكبد من تصنيع الكولستيرول السيئ (LDL)، وهذا ما كان يشغل بال العلماء والباحثين عن السبب، بأن هؤلاء الأفراد النباتيين في مأكلهم يتمتعون بصحة جيدة، ولا تصيبهم الأمراض المزمنة الخطيرة، مثل: النوبات القلبية، ومرض السكر، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة الكولستيرول، وخصوصا الكولستيرول السيئ (LDL) والأمراض السرطانية المختلفة.
وقد أفاد أحد الأطباء الباكستانيون الدكتور - آصف قريشي - بأن المزارعين الذين يعيشون في البنجاب في الباكستان، يتمتعون بصحة جيدة، ومن النادر أن تصيبهم أمراض القلب المختلفة، ويعزي السبب في ذلك إلي أنهم يكثرون من تناول الشعير في مأكلهم.
وقد تمكن الدكتور – قريشي - من عزل المادة النشطة في نبات الشعير والتي تثبط عمل الكبد من تصنيع المزيد من الكولستيرول ومن ثم ضخه في الدم والتي تسمي (توكوترينول Tocotrienol) أو (المثبط رقم 1).
كما وجد أيضا مادتين أخريان في نبات الشعير تقوم أيضا بعملية تثبيط إنتاج الكولستيرول من الكبد. وكل تلك المثبطات الثلاث، توجد في الطبقة الخارجية للغلاف الخارجي لحبوب الشعير والشوفان ونبات الجاودار.
وهذه هي الفكرة وراء إنتاج بعض الحبوب الدوائية، المضادة للكلسترول
(ميفاكورMevacor ) والتي تعيق عمل بعض الإنزيمات الموجودة في الكبد المتخصصة في تصنيع الكولستيرول السيئ (LDL).
وربما يكون الفضل الأكبر في خفض نسبة الكولستيرول يرجع إلي نبات الشوفان في الأصل، بأفضلية عن الشعير والجاودار في ذلك.
بينما الألياف الموجودة في الشعير وباقي تلك الحبوب النباتية، تعمل علي الإزاحة السريعة لمادة الكولستيرول المتدفق إلي الأمعاء، سواء كان مصدره الكبد أم مواد الطعام المختلفة، وبذلك تقلل زمن وسعة الامتصاص من الأمعاء.
والعامل الثاني المفيد من جراء تناول حبوب الشعير، هو أن الشعير يحتوي علي تلك المثبطات الثلاث لتخليق الكولستيرول السيئ في الكبد، وبالتالي تحمي شرايين الجسم المختلفة من السدد الناجم عن هذا الكولستيرول السيئ، وفي نفس الوقت فإنها تعزز من زيادة نسبة الكولستيرول الجيد في الجسم المعروف بأسم (HDL).
كما أن تلك المثبطات الثلاث، توجد بنسب متفاوتة في باقي أنواع الحبوب، والخضراوات المختلفة، ومن هنا يتضح أن النباتيون من الناس، هم أقل عرضة لأمراض القلب، والأمراض الأخرى المزمنة، بسبب تناولهم الدائم لتلك الأطعمة التي تحد من تصنيع الكولستيرول في الكبد، ومن ثم إطلاقه إلي الدم.
وتناول تلك المعجنات المصنعة من الحبوب الكاملة للشعير يمنع الإمساك المزمن، ويقلل من تلك الغازات المتراكمة في الأمعاء، وذلك أفضل كثيرا مما قد تقوم به حبوب القمح الكاملة في هذا الصدد.
وتناول حبوب الشعير الكاملة هو أكثر أمانا، ولا يسبب أي إزعاج لهؤلاء المرضي الذين يعانون من التحسس لمادة (الجلوتين) الموجودة في حبوب القمح مثلا، والذي يعرف بمرض التجويف البطني (Celiac disease).
بل أن تناول وريقات الشعير الخضراء أو البودرة المصنعة من تلك الأوراق (Kyo-Green) في صورة عصير أو خلافه، فإنها تعمل علي تخفيف الأعراض المصاحبة للتحسس من مادة الجلوتين الموجودة في حبوب القمح ومنتجات القمح المختلفة.
والاعتياد علي تناول الشعير في أي من الصور التي يمكن أن يكون عليها، سواء كان وريقات خضراء غضه أو بودرة مصنعة لتلك الأوراق مع العصائر المختلفة، فإن ذلك يحقق نشاط جسماني واضح، وأداء للمتطلبات البدنية بشكل جيد، ويشعر الفرد بالنشاط ومزيد من الحيوية.
ومن أبرز العاملين في مجال عصير وريقات القمح والشعير والتي أثرت كثيرا في حياة الناس بما كانت تطرحه من محاضرات وأشرطة سمعية ومرئية هي السيدة (آن ويجمور Ann Wigmore). والتي وصلت إلي الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1917، وكان عمرها في ذاك الوقت 8 سنوات قادمة من إحدى قري لوتونيا، بأوروبا، والتي مزقتها الحرب العالمية الأولي، حيث كانت لها جدة تمارس طب الأعشاب والتداوي بالطبيعية، وعلاج المصابين من الجنود في تلك القرية.
وعملت - آن ويجمور - مع والدها لمدة 10 سنوات والذي كان يمتلك مخبزا في إحدى ضواحي ولاية ماسوتشيس الأمريكية.. وقد عملت بدون أجر، وبدون تعليم، وفي ظروف صعبة للغاية، وبدون حتى إقامة أي علاقات اجتماعية من أي نوع مع الآخرين.
ومع ذلك فقد تعلمت القراءة والكتابة عن طريق إحدى المعلمات المتقاعدات، والتي كانت توصل لها الطلبات من المخبز إلي بيتها.
وبينما هي في عمر الثامنة عشر، تقود العربة ذات الأحصنة لتوصيل الطلبات إلي الزبائن، فقد انقلبت العربة في حادث عارض، وأفاقت - آن ويجمور - في المستشفي علي ساقيها وقد كسرا معا بفعل الحادث، وقد تورمت ساقيها فوق مستوي الجبيرة، وأخر ما كانت تتوقعه هو حدوث مرض (الغرغرينا) بساقيها، وأجمع الأطباء علي قطع الساقين من أسفل الركبة.
وفي أوروبا التي قدمت منها، كانت تلحظ أن جدتها كانت تعالج هذا المرض الخطير بدون بتر أو أي إجراء جراحي من هذا القبيل. وعليه فأنها رفضت فكرة بتر ساقيها نتيجة ما حدث، بالرغم من أن والدها كان يؤيد عملية البتر.
وعادت إلي منزلها والحالة تزداد سوء، وأنتشرت (الغرغرينا) في مساحات واسعة من الساقين وأصبح الألم لا يطاق ولا يحتمل.
وفي تلك الأثناء كانت تحاول أن تتذكر ما كانت تقوم به جدتها في أوروبا بمشفاها الخاص لعلاج الجنود المرضي من أثار الحرب، تذكرت أن تؤكل كل شيء أخضر ينبت من الأرض، بدأ من الحشائش حتى الأزهار المتوفرة في ذلك الفناء.
وبعد عدة أسابيع من تناولها تلك النباتات الخضراء المختلفة، تحسنت حالتها الصحية، وكان العجب أن تلك الجراح الخطيرة بدأت في الإبراء، وعاد لها اللون الوردي تدريجيا، وزالت عنها الآلام المبرحة التي كانت تصاحب هذا المرض اللعين، وما هي إلا أشهر معدودات حتى شفيت تماما من مرض الغرغرينا الخطير، وعادت العظام إلي لحمتها الأولي قبل الحادث الذي تعرضت له، والفضل في ذلك يرجع إلي أنها عكفت علي تناول كل ما هو أخضر وطبيعي تنبته الأرض.
ولم يمضي الوقت الطويل بعد ذلك بعد أن تعافت - آن ويجمور - حتى ذهبت للعمل مرة أخري ما بين عاملة في مطعم، ثم متطوعة بالأعمال الخيرية في إحدى المستشفيات، وقد أحبت عمل المستشفي، وأحبت أن تساعد الآخرين الذين هم في حاجة إلي المساعدة، وفي المستشفي التقت لأول مرة مع فتي أحلامها وزوجها المرتقب.
وكانت لها أهداف وأحلام أكبر لمساعدة الناس، فانتقلت إلي (بوسطن)، للعمل في جريدة تكتب عن الصحة العامة، وتتقاضى عن ذلك أجرا ضئيلا لا يقيم لها أود.
وتدهورت صحتها من قلة الطعام، وخف وزنها كثيرا من قلة ما تناله من الطعام، حتى قادها القدر إلي معرفة فوائد وريقات القمح الغضة الخضراء، والتي أعادت لها الحيوية ووافر الصحة بعد ذلك، حتى أنها قالت في شهادتها عن ذلك: بعد محاولات عدة من الفشل والخطأ، توصلت في النهاية إلي الحصول علي طعام أعاد إلي ما فقد من وزن، وقوي عضلات جسمي، وشحذ ذهني، وأجلي عقلي.
وليس الأمر أصبح قاصرا علي المنفعة الشخصية من استعمال عصير وريقات الشعير، بل أن الأمر قد تعدي ذلك بتعميم المنفعة للغير والمحتاجين لهذا الأمر. فكان هناك من المرضي من هم في أوضاع صحية سيئة لا يحسدون عليها، ولم تعد تجدي معهم الجراحات المختلفة، ولا حتى التداوي بالعلاج التقليدي في ذلك الوقت. وكانت تشرف عليهم، وتناول كل منهم ملئ كأس أو اثنتين باليوم من عصير وريقات الشعير، وكانت تراقب التطور الهائل للأحسن لدي هؤلاء المرضي. وكانت حكمتها في ذلك تقول: أنه طالما وجدت هناك حياة، فلا بد أن يكون هناك أمل مصاحب لتلك الحياة.
وكانت - آن ويجمور - تقف دائما إلي جانب المحتاجين من الناس الذين هم في حاجة إلي النصح والإرشاد بخصوص حالتهم الصحية المتدهورة نتيجة للأمراض المزمنة التي كانوا يعانون منها وتدخلها في الوقت المناسب لإنقاذ تلك الحالات التي أعتبرها الأطباء التقليديون أنها حالات حرجة ومتأخرة وحتى ميئوس منها.
وأنها كانت تعالج حالات ارتفاع ضغط الدم المزمن، وبعض الأمراض السرطانية، وأمراض السمنة وزيادة الوزن وما يترتب علي ذلك من مضاعفات، حيث أن عصير وريقات القمح يحتوي علي الكثير من الإنزيمات التي تقوم بتكسير جزيئات الدهن المتراكم في الجسم، أي أنه يذيب الدهن بالجسم، ويعمل علي التخلص منه ومن ثم خفض حجم الجسم ووزنه، وبطريقة صحية بعيدة عن التأثير علي الجهاز العصبي، أو إرهاق الجسم بالأدوية الضارة به.
كذلك فإن منتجات وريقات القمح والشعير تعالج مرض السكر، والتهابات الجهاز الهضمي مثل أمراض القولون التقرحي، ومرض جورون، والتهابات البنكرياس، وأمراض الكبد، وحالات الإرهاق العام، والأنيميا، وأزمات الربو، والإكزيما الجلدية، والبواسير الشرجية، وأمراض الجلد المختلفة، وعلاج رائحة الفم والجسم الكريهة، وحالات الإمساك المزمن، ومرض تصلب العضلات، وأمراض الروماتزم والروماتويد، واللوكيميا، وأمراض الدم الأخري، ومرض الشلل الرعاش (الباركنسون) والأمراض السرطانية في الرحم وعنق الرحم، وغيرهم من كثير من الأمراض المعضلة.
ويحتوي عصير وريقات القمح علي حمض هام جدا وهو (abscisic acid) والذي يعزي إليه الفضل في قتل أي نوع من أنواع السرطان في حيوانات التجارب، حتى لو كان بكميات قليلة جدا.
كما أن عصير تلك الوريقات يحتوي علي مادة يطلق عليها (laetrile) والتي لها خاصية انتقائية لقتل الخلايا السرطانية، بينما تترك الخلايا السليمة حية بدون أية أضرار.
ومنتجات وريقات القمح أو الشعير متوفرة في محلات الأطعمة الصحية، في صورة بودرة أو حبوب، يمكن خلطها مع العصائر الطازجة، وتشرب علي معدة خاوية، حتى يجدي نفعها. وينصح بتناول الأطعمة الخفيفة السهلة الهضم مع خلاصة وريقات القمح أو الشعير، مثل: الخضراوات والفاكهة الطازجة، والحبوب المختلفة من الغلال، والبقوليات علي العموم، مع المكسرات، وكذلك شرب العصائر الطازجة.
وهذا كله من شأنه أن يزيل الأعراض المصاحبة للمرض، ويقلل من الألم، ويصبح النوم اكثر راحة، وتجلو العين من بعد ذبول قد ألم بها من قبل.
0 التعليقات: