استئصالُ الثّدي هو جراحةٌ تُجرى لإزالة الثّدي. وهو يُجرى إما لعلاج سَرطان الثّدي وإما للوقاية منه. ولا تُجرى الجراحة للوقاية من السّرطان إلا للمريضات مُرتفعات الخُطورة. عناك عدّة أنواع لاستئصال الثدي، وهي تتضمّن: •
استئصال الثدي البسيط، أو التامّ. • استئصال الثدي الجذري المُعدَّل. • استئصال الثدي مع استبقاء الجلد. • استئصال الثدي مع استبقاء الحَلَمة. ويعتمدُ نوع الجراحة التي ستُجرى على مرحلة السرَطان وحجم الوَرم وحجم الثدي وما لو أُصيبت العُقد اللمفيّة. يُجرى للكثير من النساء عملية إعادة بناء الثدي لإعادة تشكيل الثدي بعد استئصاله. مقدمة
استئصال الثّدي هو جراحةٌ تُجرى لإزالة الثّدي. وهو يُجرى إما لعلاج سَرطان الثّدي وإما للوقاية منه. هُناك أنواع مُتعدّدة من استئصال الثّدي. ويعتمدُ نوعُ الجراحة المُجراة على عوامل عديدة. وتختارُ الكثير من المريضات أن يُجرى لهن إعادة بناء الثدي بعد استئصال الثدي، بينما ترتدي أخريات شكلَ ثدي اسمه البدلة داخل حمَّالات الصدر، وتختار أخريات البقاءَ دون ثدي. يُساعدُ هذا البرنامجُ التثقيفي على تكوين فهمٍ أفضل عن فوائد ومخاطِر الأنواع المُتعدّدة لاستئصال الثدي. كما يصف ما يُمكن توقعه قبل وفي أثناء وبعد الإجراء.
تشريحُ الثدي
يستعرضُ هذا القسم التشريح الضروري لفهم استئصال الثدي. يتألَّف الثدي من 15-20 فَصاً. ويتألّفُ كلّ فّص من غُدد صَغيرة اسمها الفُصيصات. الفُصيصات حساسةٌ تجاه الكثير من الهرمونات الأنثوية، مثل الإستروجين والبروجستيرون. الفُصيصات مسؤولةٌ عن صُنع وإفراز الحليب بعدَ الحمل. وتفرغُ تلك الفُصيصات الحليبَ المُفرز في أقنية وتكونُ مُحاطةً بالشحم. الأقنية هي أنابيب أو أوعية تمرّ بها السوائل. وتحملُ الأقنية الحليب باتجاه الحَلَمة. يُفرزُ الحليبُ بعدها إلى الخارج عبر أقنية خاصّة تنفتحُ في الحَلمة. ويُطلقُ على الحَلقة من الجلد الداكن المُحيط بالحلمة اسم الهالَة. يتوضّع الثديان فوق عَضلات هامّة تسمحُ بتحريك الذراع. كما أنَّهما يتوضعان فوق عضلات تشارك بالتنفّس. تمرّ جميع الأعصاب الذاهبة إلى الذراع بمنطقة "الإبط" وتترافقُ مع شرايين وأوردة مُهمّة. تحوي المنطقة الإبطية العديدَ من العُقَد اللمفية. والعُقد اللمفية هي بُنى مُتخصّصة تسمحُ بتصريف السائل الزائد من منطقة الثدي والذراع إلى مجرى الدم. تمارس العقد اللمفية دوراً هاماً في مُقاومة العدوى، لكنّ سرطان الثدي قد ينتشرُ إلى أجزاء أخرى من الجسم عبرَ العُقد اللمفيّة.
سرطان الثدي
يبدأ السرطان في الخلايا، وهي الوحدات البنائية للجسم. يُشكّلُ الجسم في الأحوال الطبيعيّة خلايا جديدة عند الحاجَة لها، لتعوّض عن الخلايا الميتة. تسير تلك العملية بشكلٍ خاطئ أحياناً ويتشكل ورم. يُسمّى الوَرَم - إن كان لا يَغزو الأنسِجَة وأجزاء الجسم المجاورة - بالوَرَم الحَميد، والورمُ الحميد هو نُموّ غير سَرطانيّ. الأورام الحَميدة غير مُهدِّدة للحياة عادةً. يُسمى الوَرَم إذا غزا الأنسِجَة وأجزاء الجسم المجاورة بالورم الخبيث، أو السَّرطان. تنتشر الخلايا السَّرطانيّة لأجزاء مُختلِفة من الجسم عبرَ الأوعية الدّمويّة والأقنية اللمفيّة. قد يبدأ سَرطان الثدي إما في الغُدد وإما في أقنية الثدي. ومع أنّ مقدِّمي الرعاية الصحيّة بإمكانهم تحديد أين بدأ السرطان، إلا أنَّ ليس بإمكانهم تحديد سبب السرطان عند مريضة مُعينة غالباً.
العلاجات البديلة
عند اكتشاف أنّ كتلة في الثدي هي سَرطانيّة، سيشمل العلاج واحداً أو توليفةً ممّا يلي:
المُعالجة الشعاعيّة.
المُعالجة الكيميائية.
المُعالجة الهرمونية.
المُعالجة الجراحية.
يعتمد العلاج الذي يوصي به مُقدّم الرعاية الصحيّة على نوع السرطان، بالإضافة لعمر وحالة المريضة. وسيساعدُ مُقدّم الرعاية الصحيّة المريضة على تقريرِ العلاج المناسب لها. تستخدمُ المُعالجة الشعاعية أشعّة سينية مُرتفعة الطَّاقة أو أنواعاً أخرى من الإشعاع لقتل الخلايا السّرطانيّة أو لمنعها من النموّ. المُعالجة الكيميائيّة هي مُعالجة للسرطان تستخدم أدوية لقتل الخلايا السّرطانيّة. تُعطى المُعالجة الكيميائيّة عادةً في مَجرى الدّم من خلال الوريد، أو تُعطى فمويّاً. المُعالجة الهرمونية هي علاج يضيف هرمونات مُعيّنة أو يحصرها أو يسحبها. ويمكنُ لذلك أن يبطئ أو يوقف نموَّ بعض أنواع السرطان. تُستأصَلُ مُعظم سرطانات الثدي جراحياً. وهناك نوعان رئيسيَّان من الجراحَة:
استئصالُ الكُتلة.
استئصال الثدي.
استئصالُ الكُتلة هو جراحة تحافظ على الثدي. وهو يستأصل نسيج الثدي السرطاني، بالإضافة لبعض نسيج الثدي المعافى المُجاور. وهو يُتبعُ بالمُعالجة الشّعاعية عادةً. استئصال الثدي هو عملية لإزالة الثدي. ويُعرف استئصال الثدي الهادف لاستئصال ثدي واحد باسم استئصال الثدي وحيد الجانب. بينما يُعرف استئصال الثدي الهادف لاستئصال كلا الثديين باسم استئصال الثدي ثُنائي الجانب. كما قد يتضمّن استئصال الثدي إزالة العُقد اللمفية في المنطقة الإبطية لتحديد فيما إذا كان السرطان قد انتشر. ويعتمدُ امتدادُ العملية على حجم الورم، وما إذا كانت العُقد اللمفية في الإبط قد أُصيبت أم لا.
أنواع استئصال الثدي
لاستئصال الثدي هدفان رئيسيان:
استئصال كامل الوَرَم وكل نسيج الثدي من أحد الثديين أو كليهما.
تفحّص العُقد اللمفيّة في الإبط للتأكُّد من عدم انتشار الورَم إليها.
قد يتسبّب إزالة الكثير من العُقد اللمفية من الإبط بتورُّم الذراع. ويُسمّى ذلك بالوَذمة اللمفيّة. لكن، يجري تطوير تقنيات جديدة كي لا يُستأصل إلا القليل من العُقد اللمفية المُهمّة. هُناك عدّة أنواع من استئصال الثدي. وهي تتضمّن:
استئصال الثدي الجذري المُعدَّل.
استئصال الثدي البسيط، أو التامّ.
استئصال الثدي مع استبقاء الجلد.
استئصال الثدي مع استبقاء الحَلَمة.
يهدفُ استئصال الثدي الجذري المُعدَّل لاستئصال الثدي، وبعض الطبقة الغطائية المُستبطنة للعضلات، وربما جزءٌ من العَضلة. يهدف استئصال الثدي البسيط، أو التامّ لاستئصال كامل الثدي. ويتضمّن هذا نسيج الثدي والجلد والحلمة والهالة. يزيلُ استئصال الثدي مع استبقاء الجلد كل نسيج الثدي والحلمة والهالة. ولا يُستأصلُ جلد الثدي. ويُتبعُ هذا النوعُ من الجراحَة فوراً بجراحة إعادة بناء الثدي. لا يزيل استئصال الثدي مع استبقاء الحَلَمة إلا نسيج الثدي. ولا يُستأصل الجلد والحلمة والهالة وعضلات الصدر. ويُتبعُ هذا النوعُ من الجراحَة فوراً بجراحة إعادة بناء الثدي. قد يُجرى استئصالُ الثدي أحياناً حتى ولو لم تكن المرأة مُصابة بسَرطان الثدي. استئصالُ الثدي الوقائي أو المُقلّل للخطورة هو استئصال كلا الثديين لتقليل خُطورة سَرطان الثدي. وهو لا يُجرى إلاَّ عند النساء ذوات الخُطورة المُرتفعة جداً للإصابة بسرطان الثدي.
إجراء استئصال الثدي
قد يُعطي الجراح قبل العملية بعدّة ساعات حُقنة قُرب الوَرَم. وتكون الحقنةُ إمَّا صِبغة زرقاء خاصّة أو صبغة آمنة نشيطة شُعاعياً. تُساعدُ الصّبغة الجراح على معرفة أيّ العُقد اللمفية عليه استئصالها. يُجرى استئصالُ الثدي تحت التخدير العام، ولن تستيقظ المريضة خلال الجراحة. يُجرى شقٌّ أو اثنان، و ذلك اعتماداً على نوع جراحة استئصال الثدي المقررة. وفي كل أنواع استئصال الثدي، تُستأصل عُقَدة لمفية واحدة على الأقل. خلال الجراحة، سيكون الجراح قادراً على اكتشاف العُقد اللمفية التي التقطت الصبغة. وتُعرَفُ أول عُقدَة لمفيّة التقطت الصبغة باسم "العُقدة الخافرَة أو الحارسة". تُستأصلُ العُقدُ اللمفية التي التقطت الصبغة، وتُرسَل إلى المُختبر لإجراء الفحوص. ويُطلقُ على هذا الجزء من الجراحة أحياناً اسم "خَزعة العُقدة الخافرة أو الحارسة". يُغلق الجلدُ بعد إكمال العمليّة. وقد يوضَع مَنزَح لتصريفِ السائل الزائد بعد العمليّة. ويُسحبُ هذا المَنزح بعد العمليّة بأيام قليلة. يستغرقُ استئصالُ الثدي دون إعادَة بناء الثدي من ساعة إلى ثلاث ساعات عادةً. وقد يستغرق استئصالُ الثدي مع إعادة بناء الثدي ساعة أو اثنتين إضافيتين.
المَخاطر والمُضاعفات
هذه العمليّة آمنةٌ جداً، غير أنَّ هناك عدّة مَخاطر ومُضاعفات مُحتملة، وهي غير مُرجحة لكنها مُمكنة. وتحتاج المريضةُ إلى أن تعرفها تحسُّباً لحال حدوثها. وستكون المريضةُ عن طريق تثقيفها قادرة على مُساعدة مُقدّم الرعاية الصحية على اكتشاف المُضاعفات مُبكراً. وتتضمّن المخاطر والمُضاعفات تلك المُتعلقة بالتخدير وتلك المُتعلقَة بأي نوع من الجراحَة. تتضمنُ مخاطرُ التخدير العام الغَثيان والقيء وعدَم القدرة على التبوّل بشكلٍ طبيعيّ وشقوق الشفتين وتكسّر الأسنان والتهاب الحلق والصُّداع. وتشمل المخاطر الأكثر خُطورة للتخدير العام النوبات القلبية والسكتات الدماغية والتهاب الرئة. سيناقشُ طبيبُ التخدير تلك المَخاطِرَ مع المريضة، وسوف يسألها إن كانت مُصابة بحالات حساسية تجاه أدوية مُعيّنة. قد تحدث جلطات دمويّة في الرجلين بسبب عدم الحركة في أثناء وبعد الجراحة. وتظهر تلكَ الجلطات عادةً بعد الجراحة ببضعة أيام. وهي تتسبّب بتورّم الرجل وحدوث ألم فيها. يمكن أن تخرج الجلطات الدمويّة من الرجل وتذهب إلى الرئتين حيث تتسبّب بضيق النفس وألم صدري وربما الموت. وقد يحدثُ ضيق النفس أحياناً دون إنذار. من المهم جداً إخبار مُقدّم الرعاية الصحيّة في حال حُدوث أي من تلك الأعراض. ويمكن للقيام من الفراش بعد فترة قصيرة من العملية أن يُساعدَ على تقليل خُطورة الإصابة بجلطات دمويّة في الرجلين. تُلاحظُ بعضُ المخاطر في أي نوع من الجراحة، وهي تتضمن:
عدوى، عميقة أو على مُستوى الجلد. قد يحتاجُ علاج العدوى العميقة إلى أخذ مُضادات حيويّة طويلة الأجل، وربَّما للجراحة.
النزف. إما أثناء الجراحة أو بعدها. وقد يَحتاجُ ذلك لنقلِ دم أو لعملية أخرى. قد تتجمّع السَوائل تحت الجلد، وهو ما يُعرف باسم "التورُّم المَصليّ". وقد يكون هناك ضرورَة لتفريغ هذا السائل بإبرة أو بعملية أخرى. قد يتسبّب التورُّم المصلي بانفتاح الشق الجراحي.
ندبَة جلدية.
هناك مخاطر و مضاعفات أخرى تتعلق بهذه الجراحة تحديداً. وهي نادرةٌ، لكن من المهم معرفتها. قد تُصاب الأعصابُ التي تسير عبر الإبط. وقد يتسبّب ذلك بضعف الكتف أو فقد الحسّ أو ألم في الذّراع. لكن يندر حدوثُ ذلك. قد يتورَّمُ الذراعُ عند استئصال العقد اللمفيّة الإبطية التابعة له. وقد يكون هُناك حاجة في بعض الأحيان للبس جورب ذراعي مرن أو طرق أخرى لتخفيف التورّم. تشعر بعضُ المريضات بالحزن بعد العملية بسبب التشخيص وبسبب تشوّه المظهر. وحتى لو كان ذلك أمراً طبيعياً، يجب أن تخبر المريضة مُقدّم الرعاية الصحيّة عن تلكَ المشاعر. إعادة بناء الثدي أمر متاح و مفيد.
بعدَ الجراحة
تُؤخَذ المريضةُ بعد الجِراحة إلى غُرفة النقاهة، حيث يُراقَبُ ضغط دمها ونبضها وتنفّسها. ستحتاجُ المريضة إلى البقاء في المُستشفى لبضعة أيام غالباً، وذلك بحسب تحسُّن حالتها، غير أنّ أعداد المريضات اللواتي يذهبن لبيوتهن في اليوم نفسه آخذة بالتزايد باطِّراد. كما يمكن توقّع:
وضع ضمادة فوق مكان الجراحَة.
الشعور ببعض الألم والخدر والإحساس بالوخز في منطقة الإبط.
ستُعطى المريضةُ وصفة دوائية لتسكين الألم، وقد تُعطى مُضادات حيوية للوقاية من العدوى. كما سوف تُثقَّف المريضة حول كيفية رعاية نفسها في المنزل، حيث تُعلَّم أن:
تعتني بالشق وأنابيب تصريف المفرزات.
تتعرَّف إلى علامات العدوى.
تتجنَّب نشاطات مُعيّنة.
يمكن للمريضة التحدُّث مع فريق الرعاية الصحيّة بشأن متى تستطيع أن ترتدي حمالة الصدر أو ارتداء بدلة الثدي. كما يمكن أن يساعد مُستشار أو مجموعة الدعم المريضة على التكيّف. قد يكون هناك حاجةٌ لعلاجات إضافية بحسب التقارير المُختبريّة للجراحة، بالإضافة للفحوص الأخرى. وتتضمن تلك العلاجات:
المُعالجة الشعاعيّة.
المعالجة الكيميائيّة.
المُعالجة الهرمونية.
يجب التأكّد من الاتصال بمُقدّم الرعاية الصحيّة في حال حدوث أية أعراض جديدة، مثل:
حمَّى.
عدوى.
ألم شديد.
تورُّم.
ضعف.
مفرزات من الجرح.
الخلاصة
استئصالُ الثّدي هو جراحةٌ تُجرى لإزالة الثّدي. وهو يُجرى إما لعلاج سَرطان الثّدي وإما للوقاية منه. هُناك أنواع مُتعدّدة من استئصال الثّدي. ويعتمدُ نوعُ الجراحة المُجراة على عوامل عديدة. تختارُ الكثير من المريضات أن يُجرى لهن إعادة بناء الثدي بعد استئصال الثدي. بينما ترتدي أخريات شكلاً للثدي اسمه البدلة داخل حمَّالات الثدي. وتختار أخريات البقاء دون ثدي. لاستئصال الثدي هدفان رئيسيان:
استئصال كامل الوَرَم وكل نسيج الثدي من أحد الثديين أو كليهما.
تفحّص العُقد اللمفيّة في الإبط للتأكد من عدم انتشار الورَم إليها.
هذه العمليّة آمنةٌ جداً، غير أنّ هناك عدّة مَخاطر ومُضاعفات محتملة. وتحتاج المريضة لأن تعرفها تحسّباً لحدوثها. وستكون المريضة عن طريق تثقيفها قادرة على مُساعدة مُقدّم الرعاية الصحية على اكتشاف المُضاعفات مُبكراً. تشعر بعض المريضات بالحزن بعد العملية بسبب التشخيص وبسبب تشوّه المظهر. وحتى لو كان ذلك أمراً طبيعياً، يجب أن تخبر المريضة مُقدّم الرعاية الصحيّة عن تلكَ المشاعر. إعادة بناء الثدي أمر متاح و مفيد.
0 التعليقات: