يُعدُّ سرطانُ القضيب من الأنواع النَّادرة للسرطان، وهو يُصيب جلدَ القضيبِ أو الجزءَ الداخليَّ منه.
يجري تشخيصُ حوالى 550 إصابة بسرطان القضيب في المملكة المتَّحدة سنويَّاً، على سبيل المثال. وتعدُّ الإصابةُ به أكثرَ شيوعاً عند الرجال الذين تجاوزوا الستِّين من أعمارهم.
وقد ازدادت نسبةُ الإصابة بسرطان القضيب خلال الثلاثين سنة الماضية بأكثر من 20% في المملكة المتَّحدة، وربَّما يعود هذا إلى حدوث تغيُّراتٍ في عادات الممارسة الجنسيَّة.
ولكن من جهةٍ أخرى، فإن تحسُّنَ آليَّات التشخيص وتصنيف المراحل والعلاج أدَّى إلى حدوث انخفاضٍ مماثل لعدد الوفيَّات النَّاجمة عن الحالة.
العلامات والأعراض
ينبغي أن يكونَ الشخصُ متيقظاً لظهور أيَّة تبدُّلات غير طبيعية أو علاماتٍ قد تشير إلى الإصابةِ بسرطان القضيب، والتي تتضمَّن:
حدوث نموُّ أو تقرُّح على القضيب لم يُشفَ في غضون أربعة أسابيع.
حدوث نزفٍ من القضيب أو من تحت القُلفة (عند الذكور غير المختونين).
مفرزات كريهة الرائحة.
ظهور تثخُّن في جلد القضيب أو في القلفة (عند الذكور غير المختونين) تجعل من جرِّ القلفة نحو الخلف أمراً صعباً (تضيُّق القلفة).
حدوث تغيُّرٌ في لون جلد القضيب أو القلفة.
ظهورُ طفحٍ على القضيب.
في حال ظهور أيٍّ من هذه الأعراض، فينبغي على الشخص مراجعة الطبيب في أقرب وقتٍ ممكن؛ فعلى الرغم من ضعف احتمال أن تكونَ ناجمةً عن سرطان القضيب، إلاَّ أنَّه من الضروري التحقُّق من ذلك.
يمكن لأيِّ تأخيرٍ في تشخيص سرطان القضيب أن يُقلِّلَ من فرص نجاح العلاج.
أنواع سرطان القضيب
يحتوي القضيبُ على أنواعٍ مختلفةٍ من الأنسجة. ولذلك، يعتمد نوعُ الإصابة بسرطان القضيب على نوع الخليَّة التي نشأ عليها السرطان.
تشتمل الأنواعُ الأكثر شيوعاً لسرطان القضيب على:
سرطان الخلايا الحرشفيَّة في القضيب - والتي تحدث في أكثر من 90% من الحالات، وهي تبدأ في الخلايا التي تُغطِّي سطحَ القضيب.
سرطانة لابدة - وهي نوعٌ محدَّدٌ من سرطان الخلايا الحرشفيَّة، حيث تُصاب به الخلايا في جلد القضيب فقط من دون أن ينتشرَ إلى مكانٍ أعمق.
السرطانة أو الكارسينومة الغُدِّية - وهي السرطانُ الذي يبدأ في الخلايا الغُدِّيَّة التي تُفرزُ العَرَق، في القضيب.
الورم الميلانيني (الميلانوم) - حيث يحدث هذا السرطانُ في الخلايا التي تُعطي الجلدَ لونَه.
أسباب الإصابة بسرطان القضيب
لا يزال سببُ الإصابة بسرطان القضيب غيرَ معروفٍ، ولكنَّ هنالك بعض عوامل الخطر التي يمكن أن تزيدَ من احتمالات الإصابة به، نذكر منها:
الرجال الذين يحملون فيروسَ الورم الحليمي البشري، وهو الفيروسُ الذي يُسبِّب الثآليل التناسليَّة، حيث وجدَت الدراسات أنَّ حوالى خمسين في المائة من الرجال الذين يُعانونَ من سرطان القضيب مُصابون كذلك بعدوى فيروس الورم الحُليمي البشري HPV.
عامل السنّ، حيث إنَّ الإصابةَ نادراً ما تُصيب الرجالَ دون عمر الأربعين سنة، وتحدثُ بشكلٍ شائعٍ أكثر عند الرجال الذين تزيدَ أعمارهم على 60 سنة.
التدخين، وهو أكثر العوامل المرتبطة بأسلوب الحياة أهميَّةً للإصابة بسرطان القضيب، حيث يمكن للمواد الكيميائيَّة الموجودة في السجائر الإضرارَ بالخلايا في القضيب، ممَّا يزيد من خطر حدوث المرض.
كذلك يمكن للحالات التي تصيب القضيب، مثل تضيُّق القُلفة (عند الذكور غير المختونين)، والتي تؤدِّي إلى صعوبةٍ في تراجعها عند الانتصاب، أن تؤدِّيَ إلى زيادة احتمال الإصابة بأشكال من العدوى، ٍ مثلَ التهاب الحشفة.
ترتبط الإصابةُ المتكرِّرة بالعدوى بخطرٍ أعلى للإصابةٍ ببعض أنواعِ سرطان القضيب، لأنَّها يمكن أن تُضعِفَ جهاز المناعة.
تشخيص الإصابة بسرطان القضيب
سوف يسأل الطبيبُ عن الأعراضٍ التي يشكو منها المريضُ، ومتى ظهرت، كما سيقوم بفحص القضيب للبحث عن أيّة علاماتٍ للإصابة بالسرطان.
وإذا اشتبه الطبيبُ بإصابة المريض بسرطان القضيب، فقد يقوم بإحالته إلى اختصاصي الجراحة البولية.
وبدوره، سوف يسأل الاختصاصيُّ عن الأعراض التي يُعاني منها المريض وتاريخه الطبي. كما قد يتحقَّقُ أيضاً من وجود أيَّة علاماتٍ جسديَّة لسرطان القضيب. وقد يطلب إجراءَ اختبار دموي للتحرِّي عن صحة المريض العامة ومعرفة عدد خلايا الدم.
يمكن أن يكونَ من الضروري أخذ خُزعة لتأكيد الإصابة بسرطان القضيب، حيث يقوم الطبيبُ بأخذ عيِّنة صغيرة من النسيج ليجريَ فحصها تحت المجهر والبحث عن الخلايا السرطانيَّة.
علاج سرطان القضيب
يعتمد علاجُ سرطان القضيب على حجم المنطقة المُصابة وسرعة انتشار المرض.
ففي معظم حالات السرطانة اللابدة (حيث تُصاب الخلايا الجلديَّة في القضيب فقط)، يُستخدم كريم العلاج الكيميائي أو تُجرى جراحة ليزريَّة لإزالة المنطقة المُصابة من الجلد.
الخياراتُ العلاجية الرئيسية لسرطان القضيب في مراحله غير المبكرة جداً هي:
الجراحة.
العلاج الشعاعي.
العلاج الكيميائي.
يشتمل العلاجُ الجراحي على استئصال الخلايا السرطانيَّة، وقد يجري استئصالُ بعض الأنسجة السليمة المُحيطة بها.
يمكن في معظم الحالات تصحيحُ أيَّة تشوّهات في القضيب ناجمة عن الجراحة بإجراء جراحة ترميميَّة، حيث يمكن أن يؤخذَ الجلدُ والعضلات من مكانٍ آخرَ من الجسم، ويُعاد زرعها في القضيب لاستعادة شكله ووظيفته.
يمكن للتشخيص الباكر للحالة واستخدام التقنيات الجراحية الحديثة أن يساعدا الطبيبَ على الحفاظ على أكبر قدر ممكن من نسيج القضيب.
وكجزءٍ من خطة العلاج، سيقوم الطبيبُ بتقييم العقد اللمفية في منطقة المِغبَن (أعلى الفخذ)، لمعرفة ما إذا كان السرطانُ قد انتشر إليها أم لا.
ويُجرى لهذا الهدف اختبارٌ يُسمى بخزعة العقدة الخافرة، وقد تُظهر نتائجُ الاختبار في بعض الأحيان ضرورةَ الاستئصال الجراحي للعقد اللمفية.
وكما هي الحالُ بالنسبة لمعظم أنواع السرطانات، فإنَّ مآل الحالة يعتمد إلى حدٍ بعيدٍ على درجة تقدُّم الإصابة عند اكتشافها.
الوقاية
تُعدُّ الوقايةُ من سرطان القضيب غيرَ ممكنةٍ دائماً، ولكن يمكن تخفيض احتمالات الإصابة به.
يُعدّ الإقلاعُ عن التدخين (إذا كان الشخص مُدخناً) من أهم وسائل الحد من خطر الإصابة بسرطان القضيب.
كما يجب الاهتمامُ أيضاً بنظافة القضيب للوقاية من الإصابة بأشكال العدوى الجرثوميَّة والفيروسيَّة التي يمكن أن تزيدَ من خطر الإصابة بسرطان القضيب.
يُعدُّ الختانُ في مرحلة الطفولة من الإجراءات المساعدة على الحفاظ على نظافة القضيب. أمَّا إذا كان الشخصُ غير مختونٍ، فيمكن له اتباع النصائح التالية:
تجنّب الممارسات الجنسية خارج إطار الزوجية، فمن شأن ذلك أن يقي من الإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري.
الغسل المنتظم للقضيب بالماء الدافئ، والتركيز على المنطقة تحت القلفة.
تتوفر بعضُ الأدلَّة على أنَّ إجراءَ الختان للرجل البالغ يُخفِّض من احتمالات إصابته بسرطان القضيب. وعلى أيَّة حال، إذا كان الشخصُ يعاني من تقرُّحاتٍ لا تشفى، أو لاحظ صعوبةً متزايدة في تنظيف المنطقة تحت القلفةِ، فينبغي عندها استشارة الطبيب حول إمكانيَّة إجراء الختان
0 التعليقات: