ساركومَة كابوزي هي سَرطانٌ يسبّب رُقَعاً من نسيج شاذّ ينمو تحتَ الجلد، أو في بطانة الفم والأنف والحَلق. وهي قد تحدثُ في أعضاء أخرى. تكون الرّقع عادةً حمراء أو أرجوانيّة
، وهي تتكوَّن من خلايا سَرطانيّة وكريات دم. ولا تتسبّب الرّقع الحمراء والأرجوانيّة غالباً بأعراض، مع أنها قد تكون مُؤلمةً. وقد يتسبّب السَرطان بالنزف إذا انتشرَ إلى السبيل الهَضمي أو الرئتين. وقد تجعل الأورام الرئويّة التنفّس صعباً. كانت ساركومَة كابوزي، قبل وباء فيروس العَوَز المناعي البشري/الإيدز، تنمو ببطء عادةً، إلاَّ أنَّ المرض يتطورُ بسرعة عند مرضى فيروس العَوَز المناعي البشري/الإيدز. ويعتمدُ العلاجُ على مكان الآفات ومدى سوء حالتها. ويُمكن لعلاج فيروس العَوَز المناعي البشري بحدّ ذاته أن يُقلّص الآفات، غيرَ أنّ علاج ساركومَة كابوزي نفسها لا يُحسّن النجاة من فيروس العَوَز المناعي البشري/الإيدز. مُقدّمة
ساركومَة كابوزي هي نوع من سَرطانات الجلد. وتتسبّبُ ساركومَة كابوزي بنموّ رُقع من نسيج شاذ يكون:
تحتَ الجلد.
في بطانة الفم والأنف والحَلق.
في أعضاء أخرى.
قد تكون ساركومَة كابوزي مُهدّدةً للحياة إذا انتشرت للعُقد اللمفيّة أو الرئتين أو الكبد أو الأمعاء؛ فقد تتسبّب ساركومَة كابوزي في الأمعاء بنزف داخلي شَديد. وقد تجعل التنفّس صَعباً إذا انتشرت إلى الرئتين. يشرحُ هذا البرنامجُ التثقيفي ساركومَة كابوزي. وهو يتناولُ أسباب المرض وأعراضه وتشخيصه وعلاجه.
ساركومَة كابوزي
تتسبّبُ ساركومَة كابوزي بأورام جلديّة. وسُمي المرضُ على اسم طبيب الجلد موريتز كابوزي، الذي وَصَف المَرَض لأوّل مرّة عام 1872. تكون الأورامُ الحاصلة بسبب ساركومَة كابوزي على شكل رُقع بنية أو حمراء أو أرجوانيّة. وهي تبدأ عادةً في الفم أو على القدمين أو الكاحلين. وقد تنتشرُ الأورام عبر الجلد أو لداخل الجسم. تُصيبُ ساركومَة كابوزي عادةً المُسنين وذوي الأجهزة المناعيّة الشاذّة، مثل المُصابين بعدوى فيروس العَوَز المناعي البشري/الإيدز. كانت ساركومَة كابوزي نادرةً، إلا أنَّ وباء الإيدز جعلها أكثر شُيوعاً. فيروسُ العَوَز المناعي البشري هو فيروس يتسبب بالإيدز؛ فعندما يُصاب الشخص بفيروس العَوَز المناعي البشري، فهذا يعني أنَّ فيروس العَوَز المناعي البشري في جسمه. ان فيروس العَوَز المناعي البشري/الإيدز يجعل من الصعب على الجسم أن يقاوم العدوى، فقد يُصاب الشخصُ بعدوى أو أورام لا يستطيع الجسم أن يكافحها بعد الآن.
السرطان
يَتألّف الجسمُ من خلايا صَغيرة جداً. تنمو الخلايا السَّوِيّة في الجسم، وتموت بطريقةٍ مَضبوطة. تظلّ الخلايا تَنقسم وتَنمو في بعض الأحيان. وتَتسبَّب تلك الخلايا الزَّائدة بنموّ شاذّ. يُطلق على هذا النّموّ اسم الوَرَم. يُسمّى الوَرَمُ إن كان لا يَغزو الأنسِجَة وأجزاء الجسم المجاورة بالوَرَم الحَميد، ويُطلق عليه أيضاً اسم نُموّ غير سَرطانيّ. الأورام الحَميدة غير مُهدِّدة للحياة غالباً. إذا غزا الورم الأنسجة وأجزاء الجسم المُجاورة يُسمى بالورم الخبيث أو السرطان. الخلايا السَّرطانيّة قادرةٌ على الانتشار لأجزاء مُختلِفة من الجسم، ويمكنها الانتشار عبرَ الأوعية الدّمويّة والأقنية اللمفيّة. اللمفُ هو سائلٌ رائق يصنعه الجسم وهو يَنزحُ الفضلات من الخلايا. وهو يَنتقلُ من خلال أوعِية خاصّة وبُنى لها شكل حبّة الفاصولياء تُسمَّى بالعُقد اللمفيّة. السّاركومَة هي نوعٌ من السرطان يمكن أن يحدثَ في مواقع مُختلفة من الجسم. الساركومة مُصطلحٌ عامّ لمجموعةٍ عَريضة من السرطانات التي تتضمّن أوراماً تتشكّل في العظام وفي الأنسجة الرخوَة. ساركومَة كابوزي هي ساركومة تُصيب الأنسجة الرخوة. تنشأ ساركومَة كابوزي في الخلايا التي تبطن الأوعية اللمفية أو الدموية. يُعرَفُ السَّرطانُ الذي ينتقل من نسيج إلى أجزاء أخرى في الجسم باسم السرَطان النقيلي؛ فمثلاً، يمكن لساركومَة كابوزي على القدَمين أن تنتقلَ إلى الرجلين والذراعين واليدين.
الأسباب
يكون من المُستحيل عادةً تحديد سبب السَّرطان عندَ فردٍ ما. بيد أننا نَعرفُ ما أسباب ساركومَة كابوزي. تحدثُ ساركومَة كابوزي بسبب فيروس الهربِس. لا يظهرُ مُعظمُ الناس الذين يُصابون بعدوى الفيروس أية أعراض، حيثُ يبقي الجهاز المناعي المُعافى تلك العدوى تحت السيطَرة. ولا تحدثُ ساركومَة كابوزي إلا عند كبح الجهاز المناعي. يمكن أن ينتقل هذا الفيروسُ من خلال التقبيل، حيثُ ينتقلُ عادةً عن طريق اللعاب، أو البُصاق. هناكً أنواع مُتعدّدة لساركومَة كابوزي، وهي تتضمّن:
ساركومَة كابوزي الوبائية، أو المُرتبطة بالإيدز.
ساركومَة كابوزي الكلاسيكية، أو ساركومَة كابوزي البحر الأبيض المتوسط.
ساركومَة كابوزي المُتوطنة، أو الإفريقية.
ساركومَة كابوزي المُرتبطة بزرع الأعضاء.
ساركومَة كابوزي الوبائية هي النوع الأكثر شُيوعاً لساركومَة كابوزي في الولايات المتحدة. وساركومَة كابوزي هي مُضاعفة لعدوى فيروس العَوَز المناعي البشري/الإيدز. تُصيب ساركومَة كابوزي الكلاسيكية المُسنين الذين يعيشون في مناطق البحر الأبيض المُتوسّط والشرق الأوسط وشرقي أوربا. تُصيب ساركومَة كابوزي الكلاسيكية الرجال أكثر من النساء. وتنتشرُ عادةً بشكلٍ أبطأ من ساركومَة كابوزي المُرتبطة بالإيدز، لأنَّ غير المُصابين بفيروس العَوَز المناعي البشري/الإيدز لديهم جهاز مناعي أقوى. تصيب ساركومَة كابوزي المُتوطّنة الناس الساكنين في إفريقيا. وهي تُصيب عادةً أشخاص بأعمار أصغر من 40 سنة. يُعطى المريضُ بعد زرع عضوٍ ما أدوية لكبح جهازه المناعيّ عادةً، لمنع الجسم من رفض العُضو؛ فإذا ضعفَ الجهاز المناعي، يكونُ الشخص تحت خُطورة الإصابة بعدوى بفيروس يتسبّب بساركومَة كابوزي.
الأعراض
تظهرُ ساركومَة كابوزي عادةً على شكل أورام على الجلد أو داخل الفم. تكون الأورام بلون أرجواني أو أحمر أو بني عادةً. وقد تظهر على شكل:
رُقع من جلد أملس غير مُرتفع.
لُويحات أو مناطق مُسطّحة تكون مُرتفعة قليلاً.
عُقيدات أو كُتل تُعرف بالآفات.
تحدثُ الآفاتُ الحاصلة بسبب ساركومَة كابوزي في المقام الأول على الوجه أو الرجلين، غير أنَّها قد تحدثُ في أي مكان آخر على الجسم. وهي قد تظهر داخل الفم أو الحلق أو الأنف. قد تبدو الآفات قبيحة، غير أنها ليسَت مؤلمةً أو حاكّةً عادةً. قد تتسبّب بعض الآفات التي تنمو على الرجلين أو المنطقة الأربيّة بأن تتورّم الرجلان أو القدمان على نحوٍ مُؤلم. يمكنُ للآفات في الرئتين أن تسدّ جزءاً من المَسلك الهوائي. وهذا قد يجعل التنفّس صعباً. وقد تتسبّب ساركومَة كابوزي في الرئتين بالسّعال المُدمّى. قد تتسبّب الآفات التي تحدثُ في الأمعاء بما يلي:
ألم بطني.
إسهال.
نزف من الشرج.
التشخيص وتحديد المرحلة
غالباً ما تُكتشَف ساركومَة كابوزي عندما يُلاحظ المريض وجود آفات على جلده أو في فمه. وتُكتشَف ساركومَة كابوزي أحياناً خلال فحص جسمي روتيني. سيحاول مُقدِّم الرعايَة الصحيَّة، في حال وجود أعراض ساركومَة كابوزي عندَ المريض، أن يكتشف ما إذا كانت ساركومَة كابوزي هي السبب. سوف يسألُ مُقدِّم الرعايَة الصحيَّة المريضَ عن تاريخه الطبي الشخصي والعائلي، وسيجري فحصاً جسدياً. تحدثُ آفاتُ ساركومَة كابوزي في المستقيم أحياناً. وقد يكون مُقدِّم الرعايَة الصحيَّة قادراً على الشّعور بتلك الآفات من خلال الفحص بالإصبع المكسو بالقفاز. كما قد يفحص عينة من البراز للبحث عن الدم في البراز، فيمكن أن تتسبّب ساركومَة كابوزي في الأمعاء بالنزف. سوف يأخذ مُقدِّم الرعايَة الصحيَّة لتشخيص ساركومَة كابوزي عينة صغيرة من نسيج الآفة، وسيرسلها إلى المُختبر كي تُحلّل. ويُطلق على هذا اسم الخَزعَة. سوف يُجري مُقدِّم الرعايَة الصحيَّة، إذا كان لدى المريض آفات جلدية، خُزعة بالمِنقب. حيثُ يسحبُ قطعة نسيجيّة دقيقة ومدوّرة. وإذا استؤصلت كامل الآفة، يُطلق على ذلك اسم الخزعة الاستئصالية. يستطيعُ طبيبُ الجلد غالباً أن يُشخّص ساركومَة كابوزي بمُشاهدة الخلايا في عينة الخَزعة تحت المجهر. قد يطلب مُقدِّم الرعايَة الصحيَّة صور أشعّة سينية للرئتين ليرى ما إذا كان فيها ساركومَة كابوزي. وقد يجري تنظير القصبات للتحقّق من الآفات في الرئتين والرغامى. تنظيرُ القَصبات هو إجراء يَستخدمُ مِنظار قَصبات لتفحّص باطن الرغامى. والرغامى هي الممرُّ الهوائي الذي يُدخل الهواء إلى الرئتين ويخرجه منهما. وتُعرَفُ أيضاً باسم القَصبة الهوائية. قد يُجري مُقدِّم الرّعاية الصحيّة للتحقّق من وجود ساركومَة كابوزي في المعدة والأمعاء تنظيراً هضمياً. وهو إجراء يستخدمُ مِنظاراً داخلياً لفحص الجسم من الداخل. سوف يُحدّد مُقدِّم الرعايَة الصحيَّة، إذا كان المريضُ مُصاباً بساركومَة كابوزي، مرحلة السّرطان. تَحديدُ مَرحلة السّرطان هي مُحاولةٌ لمعرفة ما إذا كان السَّرطان قد انتَشرَ، وإلى أي أجزاء من الجسم في حال انتشاره. ليس هناك نظام واحد لتحديد المراحل يستخدمُهُ كل الأطباء في ساركومَة كابوزي، غيرَ أنّ المراحل توصَفُ عادةً باستخدام الأرقام من 1 إلى 4. يُشير الرّقم الأصغر لمرحلةٍ أبكر. تحديد مرحلة السَّرطان مُفيدٌ في تحديد أفضل طرق العلاج. إذا انتشرَت ساركومَة كابوزي إلى العُقَد اللمفية المجاورة، فبإمكانها الانتشار لمناطق أخرى من الجسم.
العلاج والعناية الداعمة
ساركومَة كابوزي يمكن أن تُعالج. ويمكن للشخص الذي تُشخّص إصابته بساركومَة كابوزي أن يدخلَ في هدأة. والهدأة هي تناقص أو اختفاء لأعراض وعلامات السرطان. ويمكن علاج ساركومَة كابوزي باستخدام:
الأدوية المُضادة للإيدز عندَ مرضى الإيدز.
المُعالجة الكيميائية.
المُعالجة الشّعاعية.
الجراحة.
ويمكن استخدام توليفة ما من تلكَ العلاجات. ويعتمدُ نوع المعالجة المُستخدَمة على:
حجم وموقع الوَرَم.
مرحلة المرض.
الحالة العامَّة للمريض.
قد تكون جُرعة مُنخفضة من المُعالجة الشعاعية فعالةً لعلاج الحالات الخفيفة من ساركومَة كابوزي؛ إلا أنّه في الحالات الأكثر شدّة، يمكنُ استخدام الأدوية المُضادّة للسرطان لإبطاء انتشار الورم. المُعالجةُ الكيميائيّة هي استخدام أدوية لقتل الخلايا السّرطانيّة. وتُعطى المُعالجة الكيميائيّة عادةً في مَجرى الدّم عبر الوريد. تستخدمُ المُعالجة الشعاعيّة أشعةً عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية ومنعها من النمو والانتشار. يأتي الإشعاع الذي يُعالج الخلايا من آلة تسلّط الأشعةَ على منطقة مُحدّدة من الجسم. الجراحةُ لاستئصال الورم هي العلاج الأكثر شُيوعاً لساركومات النسيج الرخو. تستأصلُ الجراحةُ السّرطانَ وبعض الأنسجة المُعافاة المُحيطة به. إذا كانت الساركومة قد انتشرت، فيمكن إجراء جراحة استئصالية للأورام الأولية والثانويّة. إذا كانت ساركومَة كابوزي قد انتشرت إلى الأعصاب أو الشرايين أو العضلات أو أحد الذراعين أو أحد الرجلين، فقد يكون البَترُ ضَرورياً لإزالة جميع الخلايا السّرطانية، إلا أنّ مُشاركة المعالجة الكيميائية والإشعاع قبل الجراحة أو بعدها تجعل الجراحة المُستبقية للطرف ممكنةً في مُعظم الحالات. كما قد تتوفَّر تَجارِب سريريّة للمرضى المُصابين بساركومَة كابوزي. تختبرُ التّجارِب السّريريّة طرق وأنواععلاجات طبيّة جديدة. قد تؤدّي ساركومَةُ كابوزي وعلاجاتها لمشاكل صحيّة أخرى. من المُهمّ الحُصول على عناية داعمة قبل علاج السَّرطان وفي أثنائه وبعده. العناية الدّاعمة هي مُعالجة لـ:
ضبط الأعراض.
تخفيف الآثار الجانبية للعلاج.
المساعدة على التّعامل مع الانفِعالات.
كما تتعامل العناية الدّاعمة معَ الألَم المُصاحبُ للسَّرطان وعِلاجاته. قد يُشير مُقدّم الرّعاية الصّحيّة أو اختِصاصيّ ضبط الألم إلى طُرق لتسكين الألم أو تَقليله.
الخلاصة
ساركومَة كابوزي هي نوع من سَرطانات الجلد. وتتسبّبُ ساركومَة كابوزي بنموّ رُقع من نسيج شاذ تكون:
تحتَ الجلد.
في بطانة الفم والأنف والحَلق.
في أعضاء أخرى.
قد تكون ساركومَة كابوزي مُهدّدةً للحياة إذا انتشرت للعُقد اللمفيّة أو الرئتين أو الكبد أو الأمعاء. تُصيبُ ساركومَةُ كابوزي عادةً المُسنين وذوي الأجهزة المناعيّة الشاذّة، مثل المُصابين بعدوى فيروس العَوَز المناعي البشري/الإيدز. كانت ساركومَة كابوزي نادرةً، إلا أنَّ وباء الإيدز جعلها أكثر شُيوعاً. ويمكن علاج ساركومَة كابوزي باستخدام:
الأدوية المُضادة للإيدز عندَ مرضى الإيدز.
المُعالجة الكيميائية.
المُعالجة الشّعاعية.
الجراحة.
ويمكن استخدام توليفة ما من تلكَ العلاجات.
0 التعليقات: