يعدّ تحرّي عنق الرحم Cervical Screening (المعروف سابقاً باختبار اللُّطاخة) طريقةً لكشف الخلايا غير الطبيعية في عنق الرحم. وبالتعريف، فإنَّ عنق الرحم هو المدخل إلى الرحم من المهبل.
من شأنِ الكشف المبكِّر عن الخلايا غير الطبيعية في عنق الرحم وإزالتها أن يساعدَ على الوقاية من سرطان عنق الرحم.
إن تحرّي عنق الرحم ليس اختباراً للكشف عن السرطان، بل هو اختبارٌ لتحرِّي سَلامة خلايا عنق الرحم.
وعلى الرغم من أنَّ نتائجَ هذا الاختبار تكون طبيعيةً تماماً لدى معظم النساء اللواتي يُجرينه، إلاَّ أنَّ الوضعَ لا يكون كذلك لدى ما نسبته خمسة في المائة منهنّ، إذ يُظهر الاختبارُ وجودَ تبدُّلات غير طبيعية في خلايا عنق الرحم.
على الرغم من أنَّ معظمَ هذه التبدُّلات لا تؤدِّي إلى حدوث إصابةٍ بسرطان عنق الرحم، وقد تعود الخلايا إلى وضعها الطبيعي من تلقاء نفسها، إلاَّ أنه من الأفضل إزالتها كي لا تتسرطن.
تُشير الإحصائياتُ إلى أنَّ نحو 3000 إصابة بسرطان عنق الرحم تُشخَّص سنوياً في المملكة المتَّحدة، أي حوالي 2% من إجمالي إصابات السرطان بشكل عام بين النساء.
يمكن أن تحدثَ الإصابةُ بسرطان عنق الرحم عند النساء في جميع الأعمار، رغم أنَّ هذه الحالةَ تصيب بشكل أكبر المتزوِّجات اللواتي يمارسن الجماعَ بشكلٍ منتظم، واللواتي تتراوح أعمارُهنَّ بين 30-40 عاماً. ومن النادر جدَّاً أن تُصابَ النساءُ دون سن 25 عاماً به.
برنامج تحري عنق الرحم
يهدف برنامجُ تحرِّي عنق الرحم إلى خفض أعداد الإصابات بسرطان عنق الرحم، والحدّ من عدد الوفيات جراء ذلك. وقد انخفضت نسبةُ الإصابة بسرطان عنق الرحم في المملكة المتحدة بنسبة 7% سنويَّاً منذ انطلاق البرنامج في الثمانينات من القرن الماضي.
أمَّا عن طريقة تطبيق البرنامج في المملكة المتَّحدة، فتجري دعوة جميع النِّساء اللواتي تتراوح أعمارهنَّ بين 25-64 إلى إجراء تحرِّي عنق الرحم. ويُجرى الفحصُ بمعدَّل كلَّ ثلاث سنوات لدى النساء اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 25-49 عاماً، بينما يُجرى كلَّ خمس سنوات عند من تتراوح أعمارهنَّ بين 50-64 عاماً.
يُساعد إجراءُ الفحص بشكلٍ منتظمٍ على الكشف المبكر عن أيَّة تبدلاتٍ غير طبيعيةٍ في خلايا عنق الرحم، وتقديم العلاج عند الضرورة لإيقاف تطوُّر السرطان.
تُشير الإحصائيات إلى أنَّ الكشف والعلاج المُبَكِّرَ يُساعدان على الوقاية ممَّا نسبته 75% من حالات الإصابة بسرطان عنق الرحم.
اختبار تحرّي عنق الرحم
يستغرقُ إجراءُ اختبار تحرّي عنق الرحم حوالي خمس دقائق عادةً، إذ يجري إدخالُ أداة تُسمَّى المنظار برفقٍ في داخل المهبل لإبقاء جدرانه مفتوحةً بحيث يمكن رؤيةُ عنق الرحم؛ ثمَّ تُستَعملُ فرشاةٌ صغيرةٌ ناعمةٌ لأخذ عيِّنة من خلايا سطح عنق الرحم.
تُرسَلُ العيِّنةُ بعدَ ذلك إلى المختبر لتُفحَصَ تحت المجهر، ويُشاهَد ما إذا كانت هنالك أيَّة خلايا غير طبيعية.
قد تجدَ العديدُ من النساء أنَّ الإجراءَ مزعجٌ بعض الشيء أو يُسبب لهنّ الإحراج، ولكنَّه غيرُ مؤلمٍ غالباً.
قد يكون من الأفضل إزالة الخلايا غير الطبيعية عند اكتشافها بواسطة هذا الاختبار، أو إجراء المزيد من الاختبارات خلال الأشهر القليلة التالية لمُراقبة ما إذا كانت قد عادت إلى وضعها الطبيعي من تلقاء نفسها.
اختبار فيروس الورم الحليمي البشري
يُسبِّب فيروسُ الورم الحليمي البشري تغيُّراتٍ في خلايا عنق الرحم عادةً.
ويوجد أكثرُ من 100 نوعٍ مختلفٍ من هذا الفيروس، يكون بعضُها خطيراً والآخر قليلَ الخطورة. ويُعَدُّ فيروس الورم الحُليمي البشري - 16 وفيروس الورم الحُليمي البشري – 18 من الفيروسات مرتفعة الخطورة المُسبِّبة لسرطان عنق الرحم.
وقد اعتمدت بعضُ الجهات الصحِّية اختبارَ فيروس الورم الحُليمي البشري في برنامج تحرّي عنق الرحم، وذلك بعد عدة تجارب ناجحة.
في حال كشف الاختبار عن وجود خلايا غير طبيعية بشكل خفيف إلى متوسط في العيِّنة، فينبغي إجراءُ اختبار تحرِّي فيروس الورم الحُليمي البشري بشكل تلقائي.
فإن عُثِرَ على الفيروس في العيِّنة، فيجب عندها إحالة المريضة لإجراء تنظيرٍ مهبلي بهدف جمع المزيد من المعلومات، وللعلاج عند الضرورة.
وإن لم يُعثَر على فيروس الورم الحليمي البشري في العيِّنة، فيمكن عندها الاستمرار في برنامج التحرِّي المنتظَم بالشكل المعتاد.
وإن أظهرت العيِّنةُ وجودَ تغيُّرات خلويَّة جليّة فينبغي إحالة المريضة لإجراء التنظير المهبلي دون الحاجة لإجراء اختبار فيروس الورم الحليمي البشري.
في حال كان اختبارُ تحرِّي الفيروس الحُليمي البشري هو الاختبار الأول، فينبغي في هذه الحالة عدم تحرّي الشذوذات الخلوية مالم يُكتشف الفيروسُ في العيِّنة.
وفي حال عدم العثور على الفيروس، فسوف يُطلب من المرأة إعادة إجراء تحرّي عنق الرحم بعد َ3-5 سنوات (بحسب العمر).
0 التعليقات: