الجمعة، 16 أكتوبر 2015

الطفح


السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي نوع من الطفح الأورتكاري الذي يتميز بظهورٍ مفاجئ؛ وهو عبارة عن أورتكاريا صغيرة حمراء على قاعدة صغيرة متورمة تظهر بعد تعرض الإنسان لضغوطٍ نفسية وعصبية، أو حرارة جوٍّ شديدة مع رطوبة، أو حرارة الشمس، أو وجوده في أماكن مزدحمةٍ مليئةٍ بالملوثات الجوية مثل دخان السجائر وغيره، وهذه الآفات تمكث قليلاً من الوقت ولا تزيد عن عدة ساعات، وقد تختفي في وقتٍ لا يزيد عن نصف ساعة ولكنها تكون مصحوبةً بتقريصٍ وحكةٍ عامة شديدة محرجة تنتاب جميع أجزاء الجسم وخصوصاً مناطق الجذع، وقد تكون في بعض الأحيان محرجةً جداً؛ لأن الإنسان لا يستطيع أن يمتلك قدرته للامتناع عن حكِّ جميع أجزاء جسمه وأن يهرش بعصبية وتوتر مفرطٍ أحياناً، وتأتيني هذه الحالة عندما أتعرض لمصدرٍ حراري جاف مثل أشعة الشمس أو المدافئ أو الأفران، أو عندما أخاطب أناساً على الهاتف، أو عند الركعة الأخيرة من كل صلاة، ولقد دمَّرت هذه الحالة حياتي بحيث لا أستطيع الخروج للصلاة. 

وأود أن أذكر بأني أُصاب ببعض الأعراض عندما تنتهي هذه الحالة؛ وهذه الأعراض هي ما يلي:

1- جوعٌ شديد.

2- صداع.

3- شبه دوخة.

4- غبش في النظر.

5- حرارةٌ شديدةٌ في الظهر خاصة.

أرجو وصف حالتي، وهل هناك علاج لهذه الحالة؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم. 
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله. 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: 

فإن الوصف المذكور يتماشى مع ما يسمى بالشرى الفيزيائي (Physical urticaria)، وقد يكون بسبب الحرارة أو البرودة أو الضغط أو الشرى الكولينيرجي الناتج عن الجهد والتعرق، وقد تظهر الحالة بعد الاستحمام بسبب حرارة أو برودة الماء، أو بسبب قوة ضغط الماء من الدُّش، أو بسبب الدلك والفرك بالليفة أو الكيس، ولذلك من الممكن تجنب الحرارة وتجنب الدلك، ومن الممكن أيضاً تناول حبة مضاد هيستامين غير المنومة قبل الاستحمام. 

وأما العلاج فينقسم إلى سببي وعلاجي؛ فأما العلاج السببي فيأتي في الدرجة الأولى، وهو تجنب السبب من ارتفاع أو انخفاض الحرارة، وتجنب الحركة المسببة للشرى، وتجنب الاحتكاك أو الضغط للجلد، ولا يعني ذلك عدم الذهاب إلى الصلاة، بل عليك أن تختار المسجد المناسب من حيث الحرارة أو البرودة، وكذلك اختيار الموضع المناسب مع المكيف، واستعمال اللباس المناسب للجو. 

وأما العلاج بالدرجة الثانية فهو باستعمال مضادات الهيستامين قبل اللزوم والتوقع؛ مثل الكلاريتين (10مغ) أو الزيرتيك أو الأتاراكس (10مغ) أو التلفاست (180مغ) مرة يومياً لأيٍّ من هذه الأدوية، ولكن في الحالات الشديدة يمكن أخذ أكثر من واحدٍ يتم توزيعها على النهار؛ فمثلاً: تأخذ الزيرتيك صباحاً والأتاركس مساءً، وبعد التحسن يتم إيقاف أحدهما، ويفضل أن يكون الدواء الخاص في الوقت الذي لا تحدث فيه الأعراض، وبعد فترةٍ أخرى إيقاف الدواء الثاني أو أخذه في الأوقات التي يتوقع أن تزيد الأعراض فيها، أي: أن يُؤخذ بشكل مسبق، كما يجب أن يكون ذلك تحت إشراف طبيبٍ على الأقل عند بدء العلاج. 

وفي الحالات الأكثر إزعاجاً قد تُعطى أدوية أكثر تعقيداً مثل (الكورتيزون) أو (الدانازول) أو معدلات المناعة مثل (السايكلو سبورين) أو الأشعة فوق البنفسجية، ولكن كل هذه العلاجات تُعطى فقط بيد الطبيب وتحت إشرافه وتحتاج إلى المتابعة. 

ويجب التأكيد على العلاج السببي والمعتمد أساساً على تجنب الأسباب.

وبالله التوفيق. 

0 التعليقات: