موقع العلاج الطبيعي بالاعشاب والزيوت والتغذية العلاجية خبير الاعشاب عطار صويلح 30 عام من الخبرة
التهاب الكبد من النوع ج
إن التهاب الكبد من النوع ج هو أحد أنواع التهاب الكبد.
وهو ناتج عن الفيروس ( ج) (HCV). ينتشر هذا الفيروس في المقام الأول من خلال الاتصال بدم إنسان مُصاب بهذا المرض، ويُمكن أن ينتقل أيضاً عن طريق ممارسة الجنس مع شخص مريض إضافة إلى إمكانية انتقال العدوى من الأم إلى الطفل أثناء الولادة. قدلا يشعر المُصاب بالتهاب الكبد من النوع ج بأنه مريض، ولا تظهر عليه أي أعراض لعدة سنوات. لكن تحليل الدم يستطيع كشف الإصابة بالمرض. إن هذا المرض غير قابل للشفاء من تلقاء ذاته في معظم الحالات، وقد يستمر مدى الحياة. ومن الممكن أن يؤدي التهاب المزمن من النوع ج إلى تَشَمُّع أو تليف الكبد أو إلى سرطان الكبد.
تكون الأدوية مفيدة في بعض الحالات لكن آثارها الجانبية قد تكون مشكلة في حدّ ذاتها. وقد تحتاج الحالات الشديدة إلى إجراﺀ عملية زراعة الكبد.
لا يوجد لقاح لالتهاب الكبد من النوع ج حتى الآن.
مقدمة
التهابُ الكبد هو عَدوى تصيب الكبدَ، يسببِّها أحد الفيروسات. وهناك فيروساتٌ كثيرة تسبِّب أنواعاً متعدِّدة من التهاب الكبد. ويعدُّ فيروسُ التهاب الكبد "سي" أحدَ تلك الفيروسات، حيث يسبِّب نوعاً من التهاب الكبد يُعرَف بالتهاب الكبد "سي".
يوجد الملايينُ في العالم من المصابين بالتهاب الكبد "سي".
يساعدك هذا البرنامجُ على فهم التهاب الكبد "سي" وكيفيَّة معالجته والوقاية منه.
الكبد والتهاب الكبد
الكبدُ عضوٌ هامٌّ من أعضاء الجسم، يقع في القِسم العلوي الأيمن من البطن.
تنظِّم الكبدُ وظائفَ جهاز الهضم وعمليَّة التغذية في الجسم؛ فبعدَ تناول الطعام، يتمُّ هضمُه وامتصاصه، ثم تأخذه الأوعيةُ الدموية إلى الكبد.
تعمل الكبدُ على معالجة المواد الغذائية الممتصَّة، مثل الشحوم والسكَّر والبروتين والفيتامينات، بحيث يمكن لبقية أجهزة الجسم الاستفادة منها.
تتخلَّص الكبدُ من المواد الضارَّة والسُّموم قبل أن يُتاحَ لها فرصة تسميم الجسم.
تصنع الكبدُ الصفراءَ أيضاً، وهي سائلٌ أصفر يساعد على امتصاص الطعام الذي نتناوله. وتتألَّف الصفراءُ من مادَّة كيميائية صفراء اللون، هي البيليروبين.
تُفرَز الصفراءُ مباشرةً إلى القسم الأول من الأمعاء الدقيقة عبر القناة الجامعة؛ وقد تُختَزن في المرارة قبل إفراغها في الأمعاء. وهي تعطي البرازَ اللونَ البنِّي المائل للصفرة أو المائل للخضرة.
كما تصنِّع الكبدُ أيضاً موادَّ كيميائيةً خاصَّة تمكِّن الدمَ من التخثُّر عندما نُصاب بالجروح.
الفيروساتُ هي كائناتٌ بالغة الصغر، لا يمكنها أن تتكاثرَ إلاَّ بعد أن تغزو كائناً آخر يصبح مضيفاً لها، ومنها ما يسبِّب تقرُّحات الفم والشفتين التي تتلو الرشح والأنفلونزا. ولا يمكن رؤيةُ الفيروسات إلاَّ بالمجاهر الإلكترونية القويَّة جداً.
وهناك فيروسٌ يسمَّى فيروسَ التهاب الكبد "سي"، يغزو جسمَ الإنسان من خلال الدم الملوَّث. ويصيب هذا الفيروسُ الكبدَ بعدوى نطلق عليها اسم التهابَ الكبد "سي".
قد يؤدِّي التهابُ الكبد "سي" إلى مضاعفاتٍ خطيرة تؤثِّر في صحَّة الكبد، وقد تنتهي بالوفاة.
أعراض التهاب الكبد
عندما يُصاب شخصٌ ما بعدوى فيروس التهاب الكبد "سي"، فإنَّه قد لا يشعر بأيَّة أعراض في بادئ الأمر.
وتكون أعراضُ التهاب الكبد "سي" في العادة شبيهةً بأعراض الأنفلونزا، وتتضمَّن:
الحمَّى.
الرعدة أو الارتجاف من البرد (النَّوافِض).
ألم المعدة.
الغثيان.
التعب.
قد تكون بعضُ أعراض التهاب الكبد "سي" شديدةً منذ البدء، فتؤدِّي إلى اختلال في أداء الكبد لوظائفه؛ وحينئذ، قد لا تفرغ الكبد مادَّةَ البيليروبين في الصفراء، فتتراكم هذه المادَّةُ في الدم وترتفع مستوياتُها.
ومع ارتفاع مستويات البيليروبين في الدم، يصطبغ الجلدُ وبياض العين باللون الأصفر، وتسمَّى الحالة اليرقان. وقد يسبِّب ارتفاعُ مستوى البيليروبين في الدم حكَّةً شديدة.
وقد يسبِّب ارتفاعُ مستوى البيليروبين في الدم أيضاً تحوُّلَ لون البول ليصبح أصفرَ قاتماً، كما قد يصبح البراز أيضاً أبيضَ مثل لون الحوَّار أو الطباشير، لأنَّه لا يصطبغ بالصفراء.
وبعد مرور عشرين عاماً، قد يؤدِّي التهاب الكبد "سي" إلى تلف الكبد، وهي حالةٌ تُعرَف باسم تشمُّع الكبد؛ وعندها لا يستطيع الكبدُ تنظيفَ الدم، ولا يستطيع أيضاً تلبيةَ حاجات الجسم من الغذاء؛ وقد ينتهي الأمر بالغيبوبة ثمَّ الموت.
إذا كان المصابُ بالتهاب الكبد يتعاطى المشروبات الكحولية، فإنه سيتعرَّض لخطر أكبر بكثير للإصابة بالتشمُّع.
يكون مرضى التهاب الكبد "سي" معرَّضين للخطر أكثر من غيرهم من حيث الإصابةُ بسرطان الكبد.
فمن بين كلِّ مائة مصاب بالتهاب الكبد "سي"، نجد:
55-85 مصاباً قد يتفاقم المرضُ لديهم إلى عدوى طويلة الأمد.
70 مصاباً قد يتفاقم المرضُ لديهم إلى مرض كبدي يؤثِّر في الوظائف التي يؤدِّيها الكبد.
5-20 مصاباً قد يتفاقم المرضُ لديهم على مدى 20-30 عاماً ليؤثِّر تأثيراً شديداً في وظائف الكبد، وقد يجعل من الضروري القيام بزرع الكبد.
1-5 بالمائة قد يموتون من عواقب العدوى الطويلة الأمد (سرطان الكبد أو تشمُّع الكبد).
يعدُّ التهابُ الكبد من الأسباب الرئيسيَّة التي تستدعي زرع الكبد
تشخيص التهاب الكبد
يكون من الصعب تَشخيصُ التهاب الكبد "سي" في مرحلة باكرة غالباً، لأنَّ الأعراضَ لا تتَّضح في البداية عادة.
لكي نكتشف التهابَ الكبد "سي"، ونعالجه في مراحله الباكرة، ينبغي أن نَتحلَّى بالصدق التام عند الحديث مع الطبيب حول تعاطي المخدِّرات بالحقن أو حول الممارسات الجنسيَّة، فعندها قد يشعر الطبيبُ بالحاجة إلى إجراء اختبارات دموية لاكتشاف التهاب الكبد في مراحله الباكرة ومعالجته.
وممَّا يؤسَف له أنَّ الاختبارات التي تجرى على الدم لا توضح مدى التلف الذي أصيبت به الكبد، وقد نحتاج إلى إجراء خزعة من الكبد.
وهناك عدَّةُ أنواع من فيروس التهاب الكبد "سي"، وهي تُعرَف طبِّياً بالأنماط الجينية لالتهاب الكبد "سي". ويمكن للاختبارات التي تُجرى على الدم كشف النمط الجيني بدقَّة. ويعدُّ ذلك أمراً مهماً، لأنَّ المعالجة ومدَّتها ومدى فعَّاليتها تختلف من فيروس لآخر، وذلك حسب نمطه الجيني.
علاج التهاب الكبد
يتوفَّر في الوقت الحاضر نمطان من المعالجات لالتهاب الكبد "سي":
الإنترفيرونات.
الريبافيرين.
الإِنترفيرونات موادُّ كيميائية تعزِّز النظام المناعي وتكافح فيروسَ التهاب الكبد "سي". أمَّا الريبافيرين فيعمل مباشرة ضدَّ فيروس التهاب الكبد "سي" .
تعدُّ المعالجةُ المزدوجة بإعطاء حقنة أسبوعية من الإنترفيرون وجرعة يوميَّة من الريبافيرين هي المعالجة المفضَّلة، وتتَّصف بنتائج جيِّدة، حيث إنَّ الاستجابة المتواصلة لهذا العلاج تتراوح ما بين 40 إلى 80٪ (وتعتمد النتائجُ على النمط الجيني للفيروس).
أمَّا المعالجةُ بالإنترفيرون وحده فهي تُترك عادةً للمرضى الذين يتعذَّر عليهم تناول الريبافيرين. وأمَّا الريبافيرين فلا يفيد إذا أُخذ وحده. وتلقى المعالجةُ بتوليفة مشتركة من الإنترفيرون والريبافيرون موافقةً عليها لاستخدامها لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارُهم ما بين 3 و 17 عاماً.
قد يكون للمعالجةِ بتوليفة مشتركَة من الإنترفيرونات والريبافيرين بعضُ الآثار الجانبية، منها:
الصُّداع.
الحمَّى.
نقص الشهية.
التعب.
الغثيان والقيء.
سهولة الإصابة بالعدوى.
مشكلات تنجم عن النَّزف.
تشوُّهات لدى الجنين.
فشل في القلب أو في الكلية.
تفاقم سوء الوظيفة الكبديَّة.
الموت في حالاتٍ نادرة.
ولذلك، فإنَّ من الأهمِّية بمكان المتابعةُ مع الطبيب الذي يراقب أيَّ تأثير جانبي محتمل للعلاج، وعندها إما أن يعدِّل الجرعة أو يوقف المعالجةَ إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
تعطى المعالجةُ على مدى شهور، وتعتمد الفترةُ الزمنية على النمط الجيني للفيروس. ويستطيع الطبيبُ المعالج التحقُّقَ من نجاح المعالجة بإجراء اختبارات متتابعة لتحديد مدى السيطرة على الفيروس في الدم.
وينبغي على المرأة المصابة بالتهاب الكبد مراجعة طبيبها قبل أن تقرِّر الحمل، فأدويةُ التهاب الكبد "سي" قد تؤدِّي إلى تشوُّهات في الأجنة؛ كما أنَّ الأم قد تنقل العدوى لطفلها.
ويُعتقَد بأنَّ العدوى التي تصيب الوليد تحدث في أثناء الولادة، عندما يختلط دمُ الطفل بدم أمه. ولا يعرف الأطبَّاءُ في الوقت الحاضر طريقةً لاتقاء هذا الخطر الضئيل للعدوى في أثناء الولادة.
عوامل الخطر للإصابة بالتهاب الكبد
ينتقل التهابُ الكبد "سي" من خلال الدَّم.
إنَّ الأشخاص المعرَّضين لخطر مرتفع للإصابة بالعدوى بالتهاب الكبد "سي" هم:
مرضى ُنُقَل لهم الدم أو زرعت لهم الأعضاءُ قبل عام 1992، وهو العامُ الذي أصبحت فيه اختباراتُ كشف فيروس التهاب الكبد "سي" مُتاحة.
أشخاص يمارسون الجنس خارج إطار الحدود الشرعية للزواج.
أشخاص يتشاركون فيما بينهم باستعمال الإبر والشفرات.
مواليد من أمَّهات مصابات بالتهاب الكبد "سي".
الوقاية من التهاب الكبد
نظراً لأنَّ معالجة التهاب الكبد "سي" ليست فعَّالة دائماً، فإنَّ من الأفضل توقِّي الإصابة به أصلاً، وليس اِلتماس المعالجة بعد الإصابة.
والطرقُ الأربعة الأكثر تفضيلاً في الوقاية من الإصابة بالتهاب الكبد "سي" هي:
التزام الممارسة الجنسيَّة المحفوفة بالأمان وبالسلامة ضمن إطار الشرعية والزواج، واستخدام الواقي الذكري عند الحاجة.
تجنُّب التشارك بالإبر أو الأدوات التي قد تكون تلوَّثت بدماء أشخاص آخرين، مثل شفرات الحلاقة وفرشاة الأسنان.
استخدام القفَّازات عند توقُّع التلوُّث بدم الآخرين أو بغيره من سوائل الجسم الأخرى.
عند عقد العزم على وشم الجلد أو ثقبه لتعليق الزينة عليه، ينبغي التأكُّد من أنَّ الأدوات المستخدمة مُعقَّمة.
إذا كنت مُصاباً بالتهاب الكبد "سي" ، فإنَّ عليك اتِّخاذ بعض الاحتياطات التي تحفظ لك ولمن حولك الصحَّة بقدر الإمكان. ونجد فيما يلي إرشادات يستفيد منها المصابون بالتهاب الكبد "سي":
إبلاغ المصاب بالتهاب الكبد "سي" من يعاشره جنسياً بإصابته.
إبلاغ المصاب بالتهاب الكبد "سي" جميعَ من يقدِّمون الرعاية الصحِّية بإصابته.
عدم التبرُّع بالدم أو بمنتجاته أو بالأعضاء.
تلقِّي اللقاحات المضادَّة لالتهاب الكبد "آ" و "بي".
تجنُّب تعاطي المشروبات الكحولية.
استشارة الطبيب قبل تناول أيِّ دواء جديد، ومنها الأدويةُ التي تُباع من دون وصفة طبِّية مثل الأسيتامينوفين أو البانادول أو التيلينول؛ فقد تكون بحاجة إلى جرعة مختلفة عمَّا هو موصى به لغير المصاب، أو قد تُنصَح بتجنُّب تلك الأدوية، لأنَّ بعضها يمكن أن يسبِّب تلفاً للكبد.
اتِّباع تعليمات الأطبَّاء حول الأدوية، وإبلاغهم عن أيِّ تأثير جانبي قد يعاني منه المريض.
المصابات بالتهاب الكبد "سي" ينبغي أن يستشرن أطبَّائهن حول الحمل، قبل أن يصبحن حوامل.
يكون احتمالُ الإصابة بالتهاب الكبد "سي" بعد العلاقة الجنسية ضمن الإطار الشرعي للزواج ضئيلاً جداً؛ لذا، فإنَّ استعمالَ الواقي الذكري قد لا يكون ضرورياً للوقاية من العدوى بالتهاب الكبد "سي" .
أمَّا الممارساتُ الجنسية التي قد تزيد من احتمال التعرُّض للدم، مثل الممارسات التي تتَّسم بالخشونة، والممارسات الشاذَّة، فتزيد من احتمال التعرُّض للعدوى.
الخلاصة
التهابُ الكبد "سي" مرضٌ خطير جداً. وقد يتأخَّر تشخيصُه لمدَّة سنوات عديدة لعدم ترافقه في البداية بأيَّة أعراض.
وللأسف، لا تكون معالجةُ التهاب الكبد "سي" فعَّالة وناجحة دائماً.
من الأفضل تجنُّبُ الإصابة بعدوى الالتهاب الكبد "سي"، باتِّخاذ إجراءات وقائية مسبقة؛ فدِرهمُ وقاية خيرٌ من قنطار علاج
0 التعليقات: