السبت، 7 نوفمبر 2015

الذئبة والحمل


الذئبة الحمراء هي مرض مناعي التهابي مزمن شائع الانتشار قد يصيب أعضاء الجسم المختلفة وقد يحدث أثناء الحمل  
1من  1600حالة حمل وقد ساعدت الدراسات الحديثة على التعرف على التأثيرات المتبادلة بين الحمل والمرض.. وتعتمد المضاعفات عند الحامل على درجة الإصابة ونوعها وعلى العضو المصاب وتزداد خطر الإصابة إذا ما أصيبت الكليتان وتأثرت وظائفهما. تحدث الإصابات الكلوية عند نصف الحوامل المصابات بالذئبة الحمراء وهي على درجة من الأهمية لسهولة التباسها بارتفاع التوتر الشرياني الحملي (ارتفاع ضغط الدم وتسمم الحمل).
فتأثيرات الحمل على الذئبة الحمراء وكذلك تأثير الذئبة الحمراء على الحمل فهي كما يلي:
1- تعتمد التأثيرات على حالة الذئبة الحمراء فإذا كانت في حالة هجوم لفترة أكثر من  6أشهر فإن المضاعفات تقل وإمكانية ولادة جنين طبيعي قد تصل إلى 90% أما إذا كانت الحالة فعالة خلال الستة الأشهر الأخيرة فإن نسبة اشتداد أعراض الذئبة الحمراء تزداد المضاعفات على الجنين.
2- إذا كانت إصابة الكليتين طفيفة فإن وظائفهما تبقى في حالة جيدة أثناء الحمل وفي نسبة قليلة جداً أقل من 10% يحدث تراجع في وظائف الكليتين.
3- أما إذا كانت الكليتان مصابتان بدرجة متقدمة فإن الإصابة تميل للاشتداد مع زيادة تأدى وظائفهما عند 10% من المريضات مما يرفع من نسبة الوفيات عند المصابات.
4- ترتفع نسبة الاسقاطات العفوية المتكررة خاصة إذا أمكن اكتشاف العوامل الدئبية المضادة للتخثر في دمها.
5- تزداد حالات تأخر نمو الجنين ومدة الجنين وتكون مرتبطة بمدى تأثر الكليتين.
6- لا توجد أي علاقة ما بين الذئبة الحمراء والتشوهات الخلقية عند الجنين.
7- إن خلايا الذئبة الحمراء المضادة قادرة على اجتياز المشيمة وتصل للجنين ولكن تختفي الخلايا من دوران الطفل خلال سبعة أسابيع كما تزول الأضداد من دمه خلال عام واحد ويبدي بعض الولدان إصابات بالحصار القلبي الولادي بسبب التلف الطارئ على جهاز الوصل الممتد بين عقدة AV وحزمة هيس علماً بأن هذه التظاهرات قد تكون لا مرضية عند الوليد في معظم الحالات.
8- يجب الاستمرار في إعطاء علاج البردنيسلون والأدوية المثبطة للمناعة أثناء فترة الحمل بالمقادير الكافية لتثبيط فعالية الآفة ومع أنه ليس من فائدة في زيادة مقاديرها أثناء الحمل إلاّ أنه ينصح بزيادتها أثناء المخاض ولمدة شهرين بعد الولادة تجنباً للهجمات الاشتدادية علماً بأنه ليس لمستحضراتها تأثير ضار على الجنين.
9- تشاهد الحامل كل أسبوع أو اثنين حتى الولادة وتقوم وظائف الكليتن بقياس البروتين البولي خلال أربع وعشرين ساعة واختبار تصفية الكرياتنين كل شهر أو اثنين ويقرر توقيت الولادة وطريقتها تبعاً لتقويم حالة الجنين والأم.
10- يعالج ارتفاع التوتر الشرياني عند الحامل المصابة بالذئبة الحمراء كمعالجة الارتفاع الحملي المنشأ وتحمل الولادة المبكرة السليمة معها أقل المخاطر الوالدية وتعطى الجنين أفضل الفرص.
11- في بعض الحالات تكون الذئبة الحمراء شديدة ربما يؤدي الحمل إلى إصابات خطيرة تأثر على الأم لذلك ينصح بمنع الحمل باستخدام وسائل التعقيم الجراحي الذي يجب ان يجري أثناء فترة هجوم المرضى ويمنع استعمال حبوب منع الحمل وكذلك اللولب خصوصاً أثناء استعمال مهبطات المناعة لأنه ربما يؤدي إلى حدوث التهابات في المهبل والحوض تكون مزمنة وربما خطيرة. 

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
  أثبتت الدراسات فيما سبق أن داء الذئبة الحمراء هو مرض يستهدف النساء غالبا، وفي مختلف الأعمار ابتداء من سن المراهقة وحتى سنوات منتصف العمر مما يجعل هناك تقاطعاً بين توقيت الاصابة والحياة الطبيعية للمرأة وخصوصاً فيما يتعلق بالزواج والحمل والانجاب فأصبح هاجساً مقلقاً لدى المرأة المصابة بمرض الذئبة الحمراء فتجدها تتساءل.. ترى هل يمكنني الحمل والانجاب؟

الحقيقة أن مرض الذئبة الحمراء لا يمنع النساء من الحمل والانجاب الطبيعي لكن يجب أن يكون المرض خاملا لمدة سته أشهر على الأقل قبل الحمل، فالحمل خلال فترة نشاط المرض قد يعرض الحامل لتسمم الحمل، أو الاجهاض أو الولاده المبكرة.

وعلى الحامل معرفة أن الحمل قد يزيد من نشاط الذئبة لذا فان عليها أن تتابع بانتظام مع طبيب النساء والولادة والروماتيزم لمعرفة مدى نشاط وتاثير المرض وذلك باخذ التاريخ الطبي والفحص الاكلينيكي واجراء الفحوصات المخبرية اللازمة.

ومن خلال زيارة الطبيب المختص يجب معرفة كامل الأدوية والعقاقير ومعرفة كافة تأثيراتها الجانبية، حتى بعض الفيتامينات والمقويات خلال فترة الحمل يجب ان تكون تحت اشراف طبي لتجنب الاعراض الجانبية للأم والجنين.

اما النساء اللواتي يعانين من متلازمة اضداد الفوسفولبيد، والتي تدعى ايضا «متلازمة الدم اللزج»، والتي يعتبر مرض الذئبة الحمراء من اهم اسباب الاصابة بهذه المتلازمة، وهي حالة يكون فيها المريض عرضة لتشكل خثرات في اوعيته الدموية، فهذه المتلازمة قد تصيب الأوردة، وقد تؤدي لحدوث تجلطات دموية في الشرايين، اما لدى النساء الحوامل، فقد تتعرض المشيمة للضرر وبالتالي فان خطر الاجهاض يكون بشكل أكبر.

معايير التصنيف والتشخيص لمتلازمة اضداد الفوسفولبيد عادة يتطلب:

* التخثر في الاوعيه الدموية (تجلط الدم) ويحدث ذلك في أي جهاز أو نسيج في الجسم أثناء الحمل ويكون سبباً ل(واحد أو أكثر من حالات الإجهاض بعد الأسبوع العاشر من الحمل، وثلاثة أو أكثر من حالات الإجهاض قبل الأسبوع العاشر من الحمل، أو واحد أو أكثر من الولادة المبكرة لطفل غير مكتمل النمو قبل 34 أسبوعا من الحمل بسبب تسمم الحمل).

* النتائج الايجابية للاجسام المضادة للشحوم الفوسفورية، على أن يتم الفحص على فترات (6 أسابيع بين كل تجربة) و(اختبار تخثر الذئبة).

ويتم معالجه الامر باخذ الاسبرين ومضادات التخثر كالهيبارين وهي ابر تحت الجلد اثناء الحمل وفترة ما بعد الولادة ويلزم متابعة الطبيب المعالج.

اما حبوب منع الحمل فقد تنشط مرض الذئبة الحمراء وقد تزيد من فرص الإصابة بجلطات الساقين خصوصا لدى المصابات بمتلازمة اضداد الفوسفولبيد لاحتوائها على هرمونات، اما فيما يتعلق بالحياة الزوجية وذلك ما قبل الحمل فنود التنبيه على أن استخدام المرأة للولب قد يزيد من فرص الإصابة بالالتهابات الميكروبية إذا كانت المناعة منخفضة لذا فمن الأفضل استخدام العازل الذكري أو الأنثوي، وفي الختام ننصح بمتابعة اطباء النساء والولادة والروماتيزم قبل واثناء وبعد فترة الحمل.


0 التعليقات: