ترکيب الجهاز التناسلي للمرأة
يتکون الجهاز التناسلي في المرأة من المبيضين وهما عضوان علي جانبي الرحم من الخارج ،
ووظيفة المبيض : تکوين البويضات وإفراز هرمونات تتحکم في خصائص المرأة وأعضاء جهازها التناسلي ، وعادة تولد الأنثي ومبيضها مزوَّد بعدة آلاف من البويضات تکفيها طوال عمرها ، عکس الرجل الذي يتم تکوين الحيوانات المنوية داخل خصيتيه باستمرار وطوال حياته الجنسية .. بعد المبيض تقابلنا قناة تصل بين المبيض والرحم تعرف باسم «قناة فالوب» وعند تکوُّن البويضة في المبيض فإنها تعبر هذه القناة في رحلة تستمر أربعة أيام وفي العادة يتم تلقيح البويضة بالحيوان المنوي القادم من الرجل في هذه القناة .. ويبلغ طول قناة «فالوب» حوالي ٨ ميليمترات ويبلغ سمکها سمک سلک التليفون تقريباً .. إذا ما تلقحت البويضة فإنها تسمي «تريجوت» وتنتقل بعد ذلک إلي الرحم لکي تستقر فيه حتي نهاية الحمل .. والرحم عضو عضلي صغير الحجم بطول ٤ بوصات تقريباً إلا أنه يتضخم کثيراً في حالة الحمل ، وينتهي بالرحم إلي عنق صغيرهو الذي تمر منه الحيوانات المنوية .. کما يتصل عنق الرحم بأعضاء الجهاز التناسلي الخارجية في المرأة عن طريق قناة مطاطية ملساء تسمي «المهبل» ويبلغ طول المهبل حوالي ٤ أو ٥ بوصات کما يمکن له أن يتمدد إلي درجة کبيرة.إن هذه العجالة هي وصف مبسط لجهاز المرأة التناسلي .. ولکن ماذا عن تکوين الجنين؟ .. لقد قلنا : إن البويضة بعد أن يتم تلقيحها بالحيوان المنوي فإنها تندفع إلي الرحم حيث تغوص في أنسجته وتثبّت نفسها فيه ثم تتکون علي الفور الأوعية الدموية التي ستکون حلقة اتصال بين الأم وجنينها .. بعد ذلک تبدأ البويضة الملقحة بالانقسام والنمو مستمدة الغذاء والأوکسجين من الأم ، وعندما يصل عدد الخلايا المنقسمة إلي ملايين عديدة فإنها تأخذ في التخصص وتکوين الأعضاء ويستمر الجنين في نموه حتي يکون قد أتم تسعة أشهر کاملة ، والطفل البشري يختلف عن سواه من سائر الحيوانات؛فهو يولد ضعيفاً معقداًغير کامل النمو وهو يحتاج إلي عناية وغذاء خاص حتي يعتمد علي نفسه .. في الوقت الذي يکاد يکون جنين الحيوانات فيه مکتملاً يمکن أن يأکل ويرکض فور مولده مباشرة.
وتعود العادة الشهرية التي تأتي للمرأة غالباً کل ٢٨ يوم إلي أن الرحم يستعد کل شهر لأداء واجبه نحو إسکان وإعالة الجنين المنتظر ، لذلک فإن الغشاء الداخلي يزداد سمکاً وليونة کي يستقبل البويضة المخصبة وتزداد أوعيته الدموية امتلاءاً بالدم لتغذية هذه البويضة؛ فإذا لم يحدث الإخصاب فإن البويضة تضمر وتموت ولا يصبح هناک ضرورة لهذه الاستعدادات أي لا حاجة إلي غشاء الرحم السميک ولا لزيادة في أوعيته الدموية ، لهذا فإن الجسم يطرد کل ذلک إلي الخارج وهذا ما يسمي «بالحيض» وقد يصاحب الحيض الشعور بمغص بالإضافة إلي الإحساس ببعض التغيرات النفسية کالقلق والتوتر والنرفزة العصبية والصداع.
ومن المدهش أن الأعضاء التناسلية تکون لدي الإنسان قبل ولادته إلا أنها تظل معطلة حتي سن البلوغ فتتلقي إشارة من غدة صغيرة يبلغ حجمها حجم حبة الفاصوليا وذات لون زهري ـ رمادي ـ تقع في قاع الجمجمة بالمخ وتسمي الغدة النخامية ، بعد أن تتلقي الأعضاء التناسلية هذه الإشارة والتي تکون علي شکل هرمونين أنثويين فإنهما يدفعان بالأعضاء التناسلية إلي مرحلة النضوج.
وأخيراً ، فإن هناک ملاحظة هي في الحقيقة تدهشنا بقدر ما تحيرنا : فالجسم البشري کما قلنا ينمو من انقسام خلية وحيدة ملقحة تتکون من حيوان منوي وبويضة أنثوية .. من هذه الخلية الوحيدة تتخلَّق کل أنجسة الجسم وأعضائه بما تنطوي عليه هذه الأنسجة والأعضاء من تباين واختلاف .. کيف؟ .. کيف يظهر الجلد والعضلات والقلب والمخ والأعصاب وغيرذلک من خلية وحيدة لا اختلاف فيها!. هل يعود ذلک إلي الشفرة الوراثية الموجودة في نواة الخلية؟.
إن علماء الوراثة يقولون : إن خصائص الجسم وترکيبه يکون «مبرمجاً» داخل نواة الخلية الأم وکأنها «کومبيوتر» مزوَّد بمعلومات سلفاً. قد يفسرهذا الجزء من السؤال. ولکن مع ذلک يبقي السؤال بلا إجابة يطمئن لها العقل والمنطق
0 التعليقات: