انفصام الشخصية
مرض انفصام الشخصية و على خلاف الاعتقاد الشائع بين الناس ان مريض الانفصام هو شخص لديه شخصيتان
مختلفة في الحقيقة هو مرض دماغي عبارة عن مجموعة من الاضطرابات تصيب الوظائف الذهنية للمريض يختل فيه الادراك و الاتصال السليم مع الواقع بالإضافة الى اضطرابات سلوكية و فكرية مثل تصرفات غريبة و هلاوس واوهام و اعتقادات غير منطقية. يعد هذا المرض مزمناً يحتاج فيه المريض علاج و عناية على طول ايام حياته.الأعراض :
عادة ما تبدأ الاعراض عند الرجال في الطفولة او في سن الـ 20, و تبدأ عند النساء في سن الـ 20 او اقل من الـ 30 و من النادر ان تبدأ الاعراض اكبر من الـ 45 لدى الجنسين ولدى هذا المرض ثلاث انواع من الاعراض :
أ.اعراض ايجابية
ب.اعراض سلبية
ج. اعراض معرفية
ان تسمية الاعراض بسلبية و ايجابية لا تعني بأن احدهما جيد و الآخر سيئ
أولاً: الاعراض الايجابية :
أ. أوهام :
و هو العرض الاكثر شهرة لهذا المرض الذي عبارة عن تفسير خاطئ للإدراك و التفاعل الحسي مع المحيط و بالتالي يآمن المريض بمعتقدات و مخاوف غريبة و نافرة عن المعتاد مثلاً يعتقد ان بائع اللحوم يخطط لإختطافه
و تقطيعه و بيعه .
ب.هلاوس :
يرى المريض اشياءاً او يسمع اصواتاً غير موجودة بل و يتفاعل معها على انها موجودة مثلاً يسمع المريض ان احداً يخاطبه فيقوم بالرد عليه و الحديث معه. بالرغم من ان الهلاوس قد تكون في جميع الحواس إلا ان الهلاوس السمعية هي الاكثر شيوعاً بين مرضى الفصام .
ب. اضطراب في التفكير و التواصل :
يواجه المريض صعوبة في ترتيب الافكار و في التكلم و في شرح ما يعنيه و احياناً يقول كلاماً
غير متناسق الكلمات عديم المعنى الشيء الذي يدعى بـ "سلطة الكلمات".
ج. اضطراب في السلوك :
يتضمن مجموعة من الافعال منها ما يشبه التصرفات الطفولية السخيفة كالقفز او اصدار اصوات مضحكة و منها افعالاً و تصرفات عدوانية هوجاء مفاجئة كالصراخ او تكسير الاشياء.
ثانياً: الأعراض السلبية :
أ. تبلد وجمود في المشاعر
ب. اهمال للعناية الشخصية و الصحية
ج. نقص الاختلاط و انسحاب من المجتمع
د. فقدان الرغبة في ممارسة العادات اليومية
ه. فقدان القدرة على القيام بالانشطة و الواجبات
ثالثاً: الأعراض المعرفية :
قد تكون هذه الاعراض الاكثر إعاقة على المريض لأنها تؤثر على واجبات و نشاطات المريض اليومية و تعرقل حياته. إن مريض الانفصام قد يولد مع هذه الاعراض :
أ. مشاكل في شرح الافكار و ايصالها للناس
ب. صعوبة في التركيز و الانتباه
ج. مشاكل في الذاكرة
الأسباب :
لم تحدد اسباب التي وراء المرض إلا انه تم الترجيح انه من الممكن ان يولد هذا المرض مع الفرد وراثياً بسبب جين وراثي
و قد ينشأ بسبب عوامل باكرة مثل الضغوط الشديدة اثناء الطفولة من المرجح ايضاً ان يكون هنالك اضطراباً في وظائف النواقل
العصبية في الدماغ مثل ( الدوبامين و الجلوتامات ) على كل حال ان هنالك شيئاً شبه مؤكد عن طريق دراسات تقول ان مرض انفصام الشخصية هو مرض دماغي المنشأ النتيجة التي جاءت بعد دراسة على اختلافات في بنية الدماغ و الجهاز العصبي لدى مرضى الانفصام .
التشخيص
يجري الطبيب فحصاً اولياً للشخص الذي يفترض ان يكون مصاباً بالإنفصام و يشمل اختباراً بدنياً و نفسياً
و اسئلة عن سجل العائلي المرضي و اذا كان الاختبار سلبياً فقد يخضع الفرد للإختبارات التالية :
الفحص المخبري :
مثل تحليل الدم و تعداد كرياته و فحوصاً اخرى التي قد تكشف مرض آخر ليس له علاقة بالإنفصام
بالإضافة الى تحليل لوجود مخدرات او كحول او ادوية نفسية .
السبر النفسي :
عبارة عن جلسة حوار بين الطبيب و الفرد حول حالته الصحية و سلوكه اليومي و ما يشعر به, بالإضافة لسرد الهلاوس او الاوهام التي يواجهها و زمن و تكرار حدوثها, قد يتطرق الحديث الى الدوافع العدوانية و الانتحارية ان وجدت .
العلاج :
يعد إنفصام الشخصية مرض مزمن لذا سيحتاج المريض علاجاً و عناية لبقية ايام حياته و تشمل الأدوية
و العلاج النفسي الذي من شأنه ان يدير اعراض المرض و يخفف اضراره على المريض و يحسن حياته قليلاً .
قد يمر المريض بفترات عنيفة تتصاعد درجة المرض يضطرب فيه سلوكه و يميل للعصيان و العدوانية
لذا سيكون في هذه الحالة ضرورة لنقل المريض الى المشفى ليتخطى هذه الازمة تحت اشراف الاطباء
و الذين بدورهم سيساعدونه على تخطيها بأمان و سيحرصون على عدم ايذاء المريض لغيره او لنفسه
بالإضافة الى اعطائه الغذاء المناسب و النوم الكافي و تدريبه على العادات الصحية الاساسية.
العلاج النفسي :
غالباً سيقوم خبير متخصص في معالجة انفصام الشخصية بقيادة عملية العلاج و قد يشمل ايضاً فريقاً علاجياً
يتضمن اخصائيين اجتماعيين و نفسيين و ممرضين, ان الطاقم المذكور قد يكون متوفراً في عيادات متخصصة
في علاج انفصام الشخصية و بالإمكان مراجعتها بشكل شبه يومي وبدء جلسات يتعلم فيها المريض بعض المهارات الاجتماعية
ويدربه على تخطي بعض الاعراض وترميم شخصيته وبناء اسس سليمة و طرد الافكار و المعتقدات الخاطئة, بالإضافة الى توعية العائلة على كيفية التعامل مع المريض و السير معه في عملية العلاج.
العقاقير و الأدوية :
تعد الادوية الحجر الاساس في عملية العلاج لكنها قد تكون غير مرغوبة من قبل المرضى بسبب آثارها الجانبية
المؤذية نوعاً ما و التي قد تتسبب في مرض السكري او امراض الشرايين.
العقاقير النفسية مثل مضادات القلق و الذهان بشكل عام هي الادوية الموصوفة لحالات انفصام الشخصية والتي تؤثر
على بعض النواقل العصبية مثل ( الدوبامين, السيروتونين ) وبالتالي تغييراً ايجابياً في تفكير و مزاج و سلوك المريض
قد يخضع بعض المرضى لضرورة تعاطي الحبوب و الادوية مهما كانت النتيجة, لكن هنالك مرضى يتم إجبارهم على
تعاطيها من قبل ذويهم عن طريق الحقن بالأبر بدلاً من الحبوب و العقاقير والذين قد يلجأون مبدئياً الى تهدئة المريض بإعطاهم
ادوية مهدئة غالباً من زمرة الـ "بنزوديازيبينات" مثل "لورازيبام" او غيره.
و كما هو معروف عن الادوية النفسية ان اغلبها قد يستغرق اسابيع عديدة للوصول الى المفعول الملحوظ و المفيد
في التخفيف و السيطرة على الاعراض و حسب القاعدة التي تنص على تحقيق اكبر فائدة بأقل جرعة ممكنة
بشكل عام تقسم ادوية إنفصام الشخصية الى زمرتين : المضادات النفسية التقليدية و الغير تقليدية
اولاً : المضادات النفسية التقليدية :
تعد هذه الزمرة اكثر توفراً و اقل كلفة على المريض إلا انها تسبب اعراضاً جانبية عصبية قد تصل الى اضطرابات في الحركة منها
· Chlorpromazine
· Fluphenazine
· Haloperidol (Haldol)
· Perphenazine
ثانياً: المضادات النفسية الغير تقليدية :
تعد هذه الزمرة حديثة و اغلى سعراً من نقيضتها و أقل اعراضاً جانبية مثل :
Aripiprazole (Abilify)
Clozapine (Clozaril, Fazaclo ODT)
Olanzapine (Zyprexa)
Paliperidone (Invega)
Quetiapine (Seroquel)
Risperidone (Risperdal)
Ziprasidone (Geodon)
0 التعليقات: