سرطانُ المرارَة
يُعدُّ سرطانُ المرارَة أو الحُويصلة الصفراويَّة gallbladder cancer من الأنواع النادرة جداً للسرطان، وهو يشتمل على أنواع مُختلِفة استِناداً إلى الخلايا المُصابة، ولكن يأتي حوالي 85 في المائة من سرطان المرارة على شكل سرطانة غدِّية adenocarcinoma، أي أنَّ السرطانَ يبدأ في الخلايا الغدّية التي تُبطِّن المرارة.
يُسمَّى السرطانُ الذي يبدأ في الخلايا الحرشفيَّة التي تُبطِّنُ المرارة سرطان الخليَّة الحرشفيَّة squamous cell cancer.
يعدُّ سرطانُ المرارة عند النِّساء أكثرَ شيوعاً بالمُقارنةِ مع الرِّجال، حيث تُشخَّص حالةٌ واحدة تقريباً من كل 10 حالات عند النِّساء، كما يشيع عند كِبار السنّ أيضاً، خصوصاً من تجاوزوا 70 عاماً من العُمر
المرارة
المرارةُ هي عضوٌ صغير على شكل حبَّة الفاصولياء تتوضَّع تحت الكبِد، وتنطوي وظيفتُها الرئيسيَّة على تخزين الصفراء bile وتكثيفِها.
الصفراءُ هي سائِلٌ يُنتِجه الكبِد، ويُساعِد على هضم الدُّهون؛ وهي تمرّ من الكبد عبر سلسلةٍ من القنوات (القنوات الصفراويَّة bile ducts) إلى وف المرارة، حيث يجري تخزينها.
مع مُرور الوقت، يزداد تركيزُ الصفراء ممَّا يزيد من فعَّاليتها في هضم الدُّهون، وتُفرِزُ المرارة الصفراءَ إلى الجهاز الهضميّ عند الحاجة إليها.
تُعدُّ المرارةُ من الأعضاء النافِعة، ولكنها ليست أساسيَّة، أي يُمكن استئصالها بشكلٍ آمنٍ ومن دون أن يُؤثِّرَ هذا كثيراً في قُدرة الإنسان على هضم الطعام.
أعراض سرطان المرارة
لا يُسبِّبُ سرطانُ المرارة أعراضاً في مراحِله المُبكِّرة، ويعني هذا أنَّ الإصابةَ تُشخَّص في مراحل مُتقدِّمة من السرطان.
تشتمل الأعراضُ التي تظهر في مرحلة مُتقدِّمة من سرطان المرارة على:
• ألم في البطن.
• شُعور بالتوعُّك والغثيان.
• يرقان jaundice (اصفرار الجلد وابيضاض العينين).
يُمكن أن ترتبِطَ هذه الأعراضُ بعددٍ من الحالات الأخرى من غير سرطان المرارة؛ ولكن إذا ظهرت تلك الأعراض، تجِبُ استِشارة الطبيب للتحرِّي عن السبب الحقيقيّ.
تنطوي الأعراضُ الأخرى المُحتَملة لسرطان المرارة على ضعف الشهيَّة ونقص مجهول السبب في وزن الجسم وانتِفاخ المعِدة.
أسباب سرطان المرارة
عندَ الإصابة بسرطان المرارة، تبدأ خلايا غير طبيعيَّة بالنمو في المرارة، ولا يُعرف السبب في هذا، ولكن يُعتَقد أنَّ أشياء مُعيَّنة تزيدُ من فُرص الإصابة بهذه الحالة.
يعدُّ سرطانُ المرارة أكثرَ شيوعاً عندَ كِبارِ السنّ، أي أنَّ فُرصَ الإصابة تزداد مع تقدُّم الإنسان في العُمر.
يُعتَقد أنَّ العوامِلَ المتعلِّقة بأسلوب الحياة، مثل البدانة والتدخين والنِّظام الغذائيّ غير الصحِّي، تزيدُ من خطر الإصابةِ بسرطان المرارة، ولكن لا تُوجد أدلَّة كافِية تُبيِّنُ صِلةً وثيقةً بين النِّظام الغذائيّ وسرطان المرارة.
كما يُوجد عددٌ من الحالات التي يُمكنها أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان المرارة أيضاً، مثل حصيات المرارة gallstones والتِهاب المرارة cholecystitis والسكَّري.
تشخيص سرطان المرارة
عندما يشتبِهُ الطبيبُ بسرطان المرارة بعدَ الفحص، قد يُحيل الشخصَ إلى اختِصاصيّ الجهاز الهضميّ، الذي سيقوم بدوره بطلب معلوماتٍ حول التاريخ الطبِّي وبفحص الحالة لمعرفة ما إذا كان هناك تورُّم في الغدد اللمفيَّة lymph glands في العُنق والمنطقة المغبنيَّة (أعلى الفخذ).
كما قد يخضع الشخصُ إلى بعض الفُحوصات الأوليَّة أيضاً، مثل:
• اختبارات للدَّم.
• التصوير بالأمواج فوق الصوتيَّة ultrasound scan.
• التصوير المقطعيّ المُحوسَب computerized tomography scan.
إذا بيَّنت هذه الفُحوصاتُ أيّ شيءٍ غير طبيعيّ في المرارة أو حولها، قد يحتاج الأمرُ إلى المزيد من الفُحوصات لتأكيد الإصابة بسرطان المرارة، وتنطوي هذه الفُحوصات الإضافيَّة على:
• تصوير البنكرياس والقنوات الصفراويَّة التنظيري بالطريق الراجِع endoscopic retrograde cholangiopancreatography (ERCP).
• تصوير البنكرياس والقنوات الصفراويَّة بالرَّنين المغناطيسيّ magnetic resonance cholangiopancreatography (MRCP).
• الخزعة biopsy والشفط بالإبرة الرفيعة fine needle aspiration (FNA).
عِلاجُ سرطان المرارة
يقوم العِلاجُ الرئيسيّ لسرطان المرارة على الجِراحة لاستِئصال المرارة، وربَّما استِئصال بعضٍ من النسج المُحِيطة بها؛ كما يُمكن استخدامُ العلاج الكيميائيّ والعلاج بالأشعَّة في بعض الأحيان أيضاً، وذلك إمَّا وحدهما أو مع الجراحة.
يستنِد برنامجُ المُعالجة إلى أفضل طريقة تُناسِب المريض شخصياً، وذلك من خلال التالي:
• نوع سرطان المرارة الذي أصاب الشخص.
• المرحلة التي وصل إليها السرطان.
• المستوى العام لصحَّة الشخص.
ترتبِطُ فُرصُ البقاء على قيد الحياة بالدرجة التي وصل إليها السرطانُ من الاستِفحال عند تشخيص الإصابة؛ فمثلاً، إذا كانت الخلايا السرطانيَّة مُقتصِرةً على بِطانة المرارة، تكون فُرصُ العيش لأكثر من 5 سنوات جيِّدةً (حوالي 80 في المائة)؛ ولكن إذا انتشرَ السرطان إلى النسج المُحِيطة أو إلى العقد اللمفيَّة، ستكون فُرصُ العيش لخمس سنوات على الأقلّ مُنخفِضة جداً (30 في المائة)
0 التعليقات: