الخميس، 9 مارس 2017

لمن اصيبت زوجته بالصدفية



لمن اصيبت زوجته بالصدفية 


1- فالصدفية من الأمراض المزعجة لصاحبها ولمن حوله إن لم يعلموا ماهية المرض، أما لو فهم المريض ومن حوله الآلية التي يتطور فيها المرض لهان الأمر، ولأصبح التعامل أكثر يسر، إذن: الأمر يحتاج إلى تعليم وتثقيف.

2- وعلينا أن نتذكر أن الصدفية مرض مزمن وهو قدر ملازم، ولكن تتفاوت شدته حسب العوامل المهيئة، وما قيل في أسبابه أنها غير معروفة ولكن قد يكون الصداف وراثياً كصفة جسمية قاهرة، وقد يلاحظ متواتراً في بعض العائلات، وهناك دليل على أن الوراثة جسـمية قاهـرة وحيدة المورثة.

3- في الآفات الصدافية التقليدية تنضج الخلايا الكيراتنية بشكل أسرع، وتصل إلى سطح الجلد بوقت أقصر من الطبيعي.

4- قبل البدء بالعلاج علينا أن نتعرف على العوامل المؤهبة لتفاديها قبل الشروع في العلاج.

5- فمن العوامل المؤهبة:
A. الرضوض والإصابات: الرضوض الموضعية بما فيها الفيزيائية والكيميائية والكهربائية -الجراحية والإنتانية والالتهابية- قد أثبت إثارتها للآفات الصدافية أو تفاقم آفات سابقة.

B. الإنتانات بالعقديات، خاصة في البلعوم دور في إثارة الصداف النقطي الحاد، وهذا ما يفسر تحسن الآفات الصدافية بعد تناول المضادات الحيوية لمعالجة انتان اللوزتين والتهاب الحنجرة.

C. العوامل الغدية الصماوية: إن تكاثر المرض وحدوثه في سن البلوغ وفي سن اليأس قد يفسر دور الهرمونات..كما أن الصداف المعمم البثري قد يثار بالحمل والطمث والجرعات العالية من الاستروجين.

D. أشعة الشمس: إن أشعة الشمس مفيدة بشكل عام، لكن نسبة ضئيلة من حالات الصداف تثار بواسطة التعرض القوي خلال الصيف في المناطق المعرضة للشمس، أي يجب تجنب الرض الضيائي أو الشمسي. 

E. العوامل الاستقلابية: لوحظ أن نقص كلس الدم قد يثير الصداف.

F. الأدوية: تم تسجيل بعض الأدوية على أن لها تأثيراً مهيجا للصدفية مثل الليثيوم ـ حاصرات بيتا ـ براكتولول ـ كلونيدين ـ يويد البوتاسيوم ـ أميودارون ـ ديجوكسين ومضادات الاكتئاب، ترازودون ـ الأدوية الخافضة للشحوم ـ بنسلين ـ تيرفينادين ومضادات الملاريا قد تختلط بارتكاس دوائي صدافي الشكل، كما أن التوقف الفجائي للستيرويدات القويه المعطاة جهازياً مثل الستيروئيدات الموضعية القوية (كلوبيتازول بربيونات مثل ديرموفيت) خاصة، يترافق مع انتشار الصداف البثري المعمم.

وأخيراً: فإن التأثير المتفاقم الناجم عن مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل: الفنيل بوتازون الفموي والأوكسي فين بوتازون ـ اندوميثاسين، ديكلوفيناك ـ ميكلوفينامات والايزوبروفن قد يؤدي إلى انتشار المرض.

G. العوامل النفسية: الإجهاد والتوترات العاطفية والنفسية قد يكون لها دور في تفاقم الصداف. 

6- معالجة الصداف:
يمكن للطبيب الممارس العام أن يعالج بعض حالات الصداف، ولكن استشارة اختصاصي الأمراض الجلدية قد تكون ضرورية خاصة في الحالات التالية:
الآفات المنتشرة والواسعة الانتشار.
الآفات المتوسفة والارتكاسات الأحمرية.
الصداف البثري.
الآفات المتكررة.

7- طرق المعالجة:

1 ـ الوسائل غير النوعية والعامة:
- الراحة .
- الابتعاد عن البيئة المقلقة.
- طمأنة المريض مهم جداً، إعلام المريض وأهله أن هذا النوع من المرض الجلدي غير معد، ويمكن علاجه ويحتاج إلى قليل من الصبر.

2 ـ العلاجات الموضعية:
إن الطرق الفعالة للمعالجة هي البدء بهدوء باستعمال المركبات البسيطة التي تتناسب مع الحالة المرضية، فمثلاً: الحالات البسيطة من الصداف قد لا تحتاج أكثر من مرطبات بسيطة للجلد أو ستيروئيد خفيف موضعياً، مثل مرهم الهيدروكورتيزون، أو بالمشاركة مرهم الستيروئيد مع حمض الصفصاف أو القطران.. ورغم أن ذلك يمكن أن يعطي نتائج جيدة في الأعمار الأكبر، فإنه يجب الحذر الشديد عند وصف هذه المشاركات خاصة عند الأطفال.

النتائج الممتازة يمكن الحصول عليها بالستيروئيد الموضعي المغطى بضماد كتيم، أو استخدام (CORDRAN TAP) ولكن تحت إشراف طبي.

صداف الوجه والسطوح العاطفة (الثنيات):
يجب الحذر الشديد عند معالجة آفات الوجه والسطوح العاطفة والأعضاء التناسلية، نتيجة للمضاعفات التي قد تحدث من مركبات القطران والستيرويدات خاصة المركزة، إذ يجب استخدام الستيروئيد الخفيف، حيث إن الستيرويدات القوية يمكن أن تسبب مضاعفات أكثر موضعياً للجلد المتهتك في كل حالة.

3 ـ الفيتامين" D3 "ومشابهاته (CALCIPTROL ) مرة يومياً، وقد يعطي نتائج جيدة خاصة عند مشاركته مع الستيروئيد الخفيف مع حمض الصفصاف، حيث تستخدم تلك المركبات الموضعية مرتين يومياً.

4 ـ السورالين مع PUVA أو التعرض لأشعة الشمس: يجب الحذر من استخدام( PUVA وPUVB ) كنمط معالجة بسبب التأثيرات الجانبية وتفاقم الآفات في بعض المرضى، حيث إن هذه الأدوية لاتستطب للأعمار الصغيرة أقل من 12 سنة.

5 ـ الميثوتركسات:
الميثوتركسات يجب أن تستخدم تحت المراقبة الشديدة وبعد استقصاءات كاملة خاصة تعداد الدم ووظائف الكبد.

6 ـ الستيرويدات القشرية:
يجب استخدامها بحذر شديد، الجرعات الكبيرة من البريدنيزولون، يتلوها انقطاع فجائي في المعالجة قد يؤهب لحدوث الصداف البثري المعمم.

7 ـ الرتينويدات:
مصطلح "رتينوئيد" يطبق لعائلة من مقلدات الفيتامين A الطبيعية والمصنعة.

8 ـ سيكلوسبورين:
من 1- 6 ملغ / كغ وزن الجسم / يوم) وجد أنه يحسن الآفات المعندة والبثرية عند البالغين، ويجب عدم سحب الدواء الفجائي الذي قد يؤدي إلى نكس سريع، التأثيرات الجانبية تحتاج لحذر أثناء المعالجة.

9ـ أدوية أخرى تستعمل في علاج الصداف:
الكلوفازيمين، الدابسون، والسولفابيريدين. 

10- أخيراً العلاجات الحيوية الجديدة، مثل الأميفيف وأنبريل والهيوميرا والراميكيد والرابتيفا؛ ولكنها غالية جداً وغير متوفرة في الأسواق، فالحقنة الواحدة قد تصل كلفتها إلى ألف دولار، ويحتاج المريض منها 12 حقنة على الأقل وتسيطر على المرض لمدة سنة على الأكثر.

11- ويجب التأكيد على أن العلاجات عن طريق الحقن أو عن طريق الفم تستعمل كلها تحت إشراف طبي، ولا داعي للعلاجات الشعبية التي لا تدخل فيها الدراسات بشكل كاف. 

12- ومن المهم التأكيد أن هذا المرض غير معد ولا مؤذ، ويمكن للمصابين به أن يكونوا عباقرة أو نوابغ، أو مسؤولين أو وزراء أو مدراء، أو مربين ناجحين ومؤثرين في النشء وفي المجتمع.

13- ونذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أشكالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأفعالكم). 

14- ولا يسعنا إلا أن نقول: اللهم اشفنا وعافنا نحن وجميع مرضى المسلمين، واكتب لهم أجر الصبر على هذا المرض.

15- ونصيحتي للزوج ألا يدقق على صدفية زوجته، وألا ينتقدها بسببها، وألا يلح عليها بعلاجها، وأن يغض نظره عن الصدفية، وأن يصون لسانه عن ذكر الصدفية أمام زوجته؛ لأن ذلك قد يكون من الأسباب الكبيرة في أذاها النفسي، والتي قد تنعكس على الزوجة بصدفية تشتد كلما أعلن الزوج انزعاجه بشكل مباشر أو غير مباشر أو حتى بشكل مبطن، حتى ولو بدى أنه متعاطف معها، كأن يقول: (والله أنا زعلان عليها من شدة الصدفية)، أو يقول: (صحيح أن الصدفية مشوهتها إلا أنني قبلان فيها)، أو يقول: (أنا مستعد أن أعالجها في أي مكان مهما كانت المصاريف، بس نخلص من هذه المشكلة)، وغيرها مما يؤذي مشاعر الزوجة.

ختاماً فالصدفية المنتشرة يجب القراءة عن المرض وزيادة الثقافة عنه، كما يجب مراجعة طبيب الجلد الأخصائي ومتابعة العلاج معه، والذي يغيره من وقت لآخر حسب مرحلة المرض وشدته، والسوابق المرضية والعلاجية، ووضع الأعضاء الداخلية وتحملها، كما يجب عدم الاكتفاء بتجديد الدواء وتكراره فقط، بل العلاج هو عملية حيوية متغيرة تحتاج إلى تقييم ومحاكمة وقرار في كل زيارة للطبيب. 

0 التعليقات: