القلق
يعتبر القلق من أكثر الأمراض النفسية انتشارًا بين العامة من الناس، وتصل نسبة الإصابة في النساء ضعفها عن الرجال.
ويمكن تقسيم القلق إلى 7 أنواع:
إضطراب القلق العام
رهاب الأماكن المفتوحة أو العالية أو المزدحمة.
رهاب الأماكن المفتوحة أو العالية أو المزدحمة مصاحبًا بالهلع.
الهلع.
الرهاب الإجتماعي والمخاوف الخاصة.
الوسواس القهرى ..
توتر ما بعد الحوادث أو الصدمات أو التوتر الحاد.
وقبل أن نخوض فى كل نوع من هذه الأنواع بالتفصيل لابد لك عزيزى القارئ أن القلقتتعرف على القلق وهو شعور بالخوف والتوتر مع ظهور بعض الأعراض الجسدية ويشمل تغيرات مزمنة في الإدراك الحسي والسلوك والوظائف الجسمية مما يسبب التنبه الزائد والتوتر ولذلك تجد المصابين بهذا الإضطراب قلقين بسبب أشياء بسيطة لا تستحق القلق مما يسبب تعكير دائم لحياة الإنسان
أما القلق الطبيعي فهو الذي يحفز الإنسان على النجاح والإستعداد والتبكير في تنفيذ الواجبات مثل أوقات الإختبارات وقبل الزواج وقبل السفر وقبل العمليات الجراحية أما القلق المرضي فهو الذي يؤثر سلبياً على العمل والدراسة والعلاقات الإجتماعية وفيه يشكو المريض من أعراض القلق النفسية والجسدية ولا تتناسب هذه الأعراض في حجمها وشدتها ومدتها مع السبب.
فالفرق بين القلق الطبيعى الذى يعيش بداخل كل واحد منا طوال حياته متعايشًا مع كل المؤثرات الخارجية التى تحيط بالإنسان من مرض القلق الذى يعانى منه الإنسان مصحوبًا بأعراض تنغص على الإنسان حياته معها بعض وظائف الجسم من صداع شديد ، خفقان بالقلب ، شعور بالإختناق، اضطرابات بالجهاز الهضمى مثل: القئ أو الاسهال المزمن ، وتختلف حدة الاضطرابات من شخص إلى أخر ومن موقف إلى أخر الذى يتعرض له الإنسان المصاب بهذا المرض.
والشىء بالشىء يذكر ، فإن المريض بداء القلق هو دائمًا من شىء داخلى غير معلوم له ، أما مرض الخوف فهو استجابة إلى شىء خارجى معلوم لدى الشخص ذاته .
والخوف والقلق كلاهما يعملان كمثبطات لمخاوف داخلية وخارجية
فالقلق هو استجابة طبيعية وتكيفية لمخاوف من ألم، وعقاب ، انفصال عن شخص عزيز، احباط ناتج عن عدم تلبية احتياجات اجتماعية ، أو رغبات جسمانية.
ماذا تعرف عن القلقتزيد نسبة الإصابة في النساء عنها ضعف الرجال و تزيد نسبة الحدوث في سن متأخر من المراهقة و بدايات سن البلوغ ، و غالباً ما تصاحب بأمراض نفسية أخرى من نوبات الهلع ، إكتئاب ، خوف من التعرض إلى مواقف أو أشياء معينة.
و دائماً ما يعاني الشخص المصاب من قلق و توتر شديدين بإستمرار لا يستطيع المريض التحكم فيه لفترة لا تقل عن 6 شهور و دائماً ما يكون قلق الشخص المصاب عن أشياء طبيعية لا تستدعي القلق ، وعادةً ما يكون هذا القلق مصحوبا ً بشعور عام بالإرهاق ، صعوبة في التركيز ، توتر ، شد في العضلات ، إضطرابات في النوم ، و غالباً ما يؤثر هذا الشعور بالقلق و التوتر على طبيعة عمل الشخص الشخص المصاب و ضيق في علاقاته بالآخرين ، حياته اإجتماعية ، و تكون مثل هذه الأعراض مصحوبة بتغيرات فسيولوجية من خفقان بالقلب ، عرق زائد ، صداع ، إضطرابات بالجهاز الهضمي.
و دائماً ما يستشير المريض الممارس العام من أجل علاج بعض التغيرات الفسيولوجية مثل الإسهال المزمن ، صداع مستمر.
وتصل نسبة الإصابة بمرض القلق العام كل عام إلى حوالي 3 – 8% وتزيد نسبة المعاناة في النساء عنه في الرجال لتصل النسبة إلى 1:2
و في عيادات القلق حيث تصل نسبة المرضى الذين يرتادون تلك العيادات من المصابين بالقلق العام إلى 25% من مجمل زائري تلك العيادات.
ودائمًا ما يعاني مرضى القلق العام من أمراض أخرى مثل الخوف الإجتماعي، الخوف الأشياء المعينة، نوبات الهلع، أو حتى من أمراض الإكتئاب. بحيث تصل نسبة وجود أمراض أخرى مع القلق العام إلى 50 – 90%.
و دائماً ما تظهر أعراض ذلك المرض في سن متأخر من المراهقة أو بداية سن النضج
تنقسم أعراض القلق إلى نوعين من الأعراض:
أولاً:
أعراض جسدية ناتجة عن تغيرات فسيولوجية فى بعض الهرمونات، والمؤثرات الحسية لدى الشخص المعرض للحدث نفسه مثل:
زيادة دقات القلب والشعور بنبضات القلب تسري في العروق.
صعوبة البلع وجفاف الريق وفقدان الشهية.
إضطرابات الهضم.... الشعور بالإنتفاخ والفراغ في المعدة والمغض المتكرر ...إسهال أو إمساك
آلام العضلات خصوصاً عضلات الصدر والظهر
التنميل والعرق
ضيق الصدر وصعوبة التنفس وكثرة التنهد والنهجان والشعور بالإختناق
الشعور بالحكة والرغبة في الهرش
إضطراب الدورة الشهرية وفقدان الرغبة الجنسية وسرعة القذف في الرجال وتأخر الوصول إلى النشوة في النساء.
ثانياً:
أعراض نفسية ناتجة عن تأثير هذا القلق على القدرة على التفكير، على مدى كفاءة التعلم، الوعى، مدى الإدراك، صعوبة التركيز،ضعف القدرة على ربط الأمور بعضها ببعض.
وتظهر هذه الأعراض أثناء تعرض الإنسان للحدث نفسه، أو أثناء محاولة الشخص ذاته الهروب أو التفكير فى الهروب من الحدث أو حتى بشيء يذكره بالحدث من مكان، أشخاص، أو مواقف أخرى مشابهة للحدث المزعج ذاته.
هذه الأعراض تشمل:
الخوف وإنشغال البال والبكاء والعبوس
التوتر وسرعة الإنفعال والتهيج العصبي
النسيان وصعوبة التركيز والتوهان والسرحان والإرتباك
الصداع والإحساس بالضعط على الرأس الأرق: صعوبة الدخول في النوم أو صعوبة الإستغراق فيه
سرعة التعب أو الإرهاق من أقل مجهود
الية حدوث القلق
بالنظر إلى أعراض القلق التى تصيب المريض فهى ناتجة عن:
أولاً :
إثارة فى الجهاز العصبي السمبثاوى فتؤثر على القلب بزيادة ضرباته وسرعتها القلقوعلى العضلات فتسبب الصداع نتيجة شد فى عضلات الرقبة ، أو باقى عضلات الجسم فتسبب الألم المستمر . وعلى الجهاز الهضمى فيصاب المريض بإسهال نتيجة اضطرابات فى حركة القولون والأمعاء والجهاز التنفسى لتزداد معدلات التنفس عن معدلها الطبيعي، وكلما زاد عدد مرات التعرض لتلك الأشياء والمواقف أو الأشخاص المسببين للقلق أو الهلع بالنسبة للشخص المصاب فإن الجهاز العصبى السمبثاوى يألف تلك النوبات وبالتالى تقل حدة هذه الأعراض .
ثانيًا :
دور النواقل العصبية وهى سيروتونين Serotonin،و جابا GABA ونورإيبينيفرنينNorepinephrine
نورإيبينيفرنين : يكمن دوره فى فسيولوجية حدوث القلق فعند استثارة مركز إفراز النورايبينفرين فى اللوكس سيريولس Locus Cerulous تنبعث منها اشارات إلى قشرة المخ ومنها إلى مركز المشاعر في جزع المخ و النخاع الشوكى وتزداد نسبة النورإيبينيفرنين فى الدم ليكون الناتج هو الشعور بالخوف ، أو العكس فإن إصابة مركز إفراز نورإيبينيفرنين يؤدى إلى تبلد شعور المصاب بالخوف .
وفي الشخص المصاب بنوبات الهلع فإن معدلات نسبة النورإيبينيفرنين فى البول أو السائل المحيط بجذع المخ تزداد عند الشخص غير المصاب بتلك النوبات.
وكلما زادت نسبة الشعور بالقلق كلما لوحظ زيادة نسبة هرمون الكورتيزون بالدم لزيادة نشاط محور الإفراز المرتبط بنشاط الغدة فوق الكلوية نتيجة لزيادة معدلات الهرمون المفرز من الغدة النخامية ولذلك فإن هؤلاء المصابين بالقلق دائمًا ما يعانون من ارتفاع ضغط الدم و هشاشة العظام و تصلب بالشرايين و زيادة الكوليسترول والدهون الثلاثية بالدم ، وكثيرًا من أمراض القلب .
ويلعب جابا GABA دورًا مهمًا فى فسيولوجية حدوث القلق ، ويظهر هذا فى ميكانيكية عمل مركبات البينزودايازيبين Benzodiazepine حيث يزيد من كفاءة ونشاط ال GABA عن طريق التأثير على مستقبلات AAللناقل الكيميائى GABA .
وقد وجد أن البينزودايازيبين طويلة المفعول لها تأثير قوى على أعراض القلق العام بينما البينزودايازيبين قصيرة المفعول لها أثر فعال على نوبات الهلع ، والعكس يحدث فى وجود مضادات البينزودايازيبين فغالبًا استعمال مثل هذه المواد مثل Flumazenilفلومازينيل يتسبب تكرارًا بحدوث نوبات من الهلع فى مرضى القلق أنفسهم .
وقد لوحظ أن بعض أدوية الإكتئاب من مثبطات إسترجاع السيرتونين لها تأثير قوى لتقليل حدة الأعراض المصاحبة للقلق وبالبحث فقد وجد أنه كلما ارتفع مستوى السيروتونين Serotonin كلما زادت حدة أعراض القلق فى المرضى المصابين سابقًا به .
ويتضح لدينا وجود تغييرات عضوية فى تركيب المخ لدى الأشخاص المصابين بمثل تلك الأنواع من القلق.
فمثلاً وجد فى الأشعة المقطعية C.T والرنين المغناطيسى MRI على المخ وجود زيادة فى حجم الجيوب المخية.
ووجد لدى الأشخاص المصابين بنوبات من الهلع وجود عيوب فى الفص الصدغي في المخ من خلال صور الرنين المغناطيسى لديهم.
وعامة فإن معظم المرضى المصابين بالقلق قد تبين وجود بعض التغيرات المرضية فى الفص الأمامى والخلفى والجانبى من المخ من خلال الأشعة المتقدمة مثل SPECT- PET – FMRI .
أما بالنسبة للتغيرات الفسيولوجية فيعانى المرضى المصابين توتر ما بعد الحوادث أو الصدمات من نشاط فسيولوجى زائد فى Amygdala اللوزة المخية
وحول الأسباب التي تساعد على ظهور مرض القلق العام فهى تحديدًا غير معروفة و لكن بالبحث فهناك خلل في ميكانيكية عمل النواقل العصبية.
فإستعمال مواد البينزودايازيبين دائمًا ما يقلل من حدة أعراض المرض و العكس فإن استعمال مضادات البينزودايازيبين كانت دائمًا ما تتسبب في حدوث المرض، و قد ركزت الأبحاث على مناطق وجود مستقبلات البينزودايازيبين حيث عرف وجودها في الفص الخلفي و للأمانة العلمية فلا يوجد بحث واضح يؤكد وجود خلل في تلك المستقبلات في المرضى الذين يعانون من مرض القلق العام.
وجود نواقل السيروتونين و مستقبلاتها، فوجود مستقبلات للسيروتونين 5.HTA داخل مراكز أخرى من المخ مثل
Frontal cortex- limbic system - basal ganglia و تأثير دواء Buspiron عليها مما يوحي بوجود خلل في نظام السيروتونين بهؤلاء المرضى.
و الكثير من هؤلاء المرضى يعانون من نقص في معدلات (الأيض) في Basal. ganglia .
و يعاني الكثير منهم من وجود خلل في رسم المخ المتعلق بهم.
و في رسم المخ أثناء النوم فقد لوحظ زيادة في تقطع فترات النوم و تغيرات أخرى في طبيعة نوم مثل هؤلاء المرضى تختلف إختلافاً واضحاً مع هؤلاء الذين يعانون من إكتئاب.
ولا ننسى دور الوراثة في إنتشار مثل هذا المرض لتصل نسبة الإصابة في الأقارب من الدرجة الأولى للمريض إلى حوالي 25%.
يلعب العامل الوراثى دومًا مهمًا فى حدوث القلق ، فغالبًا نصف الأشخاص المصابين بنوبات الهلع لديهم على الأقل شخص من الأقارب لديه نفس النوبات .
وعامة فإنه يوجد نسبة عالية من الإصابة بأنواع مختلفة من القلق لدى الأقارب من الدرجة الأولى للشخص المصاب
0 التعليقات: