مقدمة
يوجد في حياتنا الكثير من الأشياء التي لا نعرف عنها الكثير، ولا نعرف استخداماتها المتعددة، وقد نجهل أيضاً أهمية تلك الأشياء على صحتنا، ودورها المهم في أن نكون بصحة جيدة وتخليصنا من الأمراض، في كتير من الأحيان نستغني عن بعض احتياجات البيت إمّا لأسعارها المرتفعة أو لجودتها القليلة، فطبيعة الناس أنها تحبذ الأشياء الجيدة والتي يكون سعرها في متناول أيديهم، والكثير من ربّات البيوت يبحثن عمّا قد يجعل الأكل شهياً، والحلويّات ذات طعم رائع يثني عليه من يتذوقه، وقد يكمن السر في أشياء بسيطة وتكون حولنا ومن السهل الحصول عليها ولكننا لا نعرفها، فعلى سبيل المثال لا يُمكن أن يُستساغ طعم بعض الأكلات بدون الملح، فالملح هو الأساس، ولإكساب الطعام لذة أكبر يتم استخدام بعض البهارات الأخرى، كذلك هو الحال مع ماء الورد، فهو موجود بكثرة وبثمن في متناول الجميع ومن السهل صناعته في البيت، ولكن لو تحدثنا عن فوائده فلن يكفي الحديث، فهو قديم جداً ولكن إلى اليوم يتم استخدامه وهذا إن دلّ على شيء فإنّه يدلّ على أهميته وعلى قدرته الفائقة في أن يضيف إلى حياتنا شيئاً من الجمال، ففي الطعام والحلويات يُكسبها طعماً ورائحة شهية جداً لا يستطع أحد أن يقاوم تلك اللذة، ولأجسامنا وصحتنا فهو مفيد جداً وينصح به دائماً خبراء الطب البديل.
ماء الورد
هو مستخلص عصارة الزهور الذي يتم عن طريق تقطير الماء بالغليان، فيحمل بخار الماء الرائحة الطيبة للورود والفوائد الجمة، وبعد انتهاء التقطير يصبح جاهزاً للاستعمال.
يعتبر ماء الورد من الصناعات المهمة التي أحدث فارقاً كبيراُ في كثير من أمور الحياة وذلك لتعدد استخداماته، وأصبح من الأشياء المهمة التي لا يمكن لأي بيت أن يخلو من وجوده، لأهميته والفرق الذي يحدثه عند استخدامه للأغراض المتعددة، ويرجع ظهور ماء الورد واكتشافه إلى بلاد فارس القديمة، حيث كانت النساء في تلك البلاد تستخدمه للتجميل وقت الأفراح والمناسبات، ولجعل بشرتهن نظرة، ولا يخفي على أحد أن الملكة كليوبترا المعروفة أنها كانت تستخدم ماء الورد بكثرة، لهذا كانت تتمتع ببشرة ناظرة وناعمة، ولشدة جمالها كانوا يعتبرونها إله، وإليكم الآن طريقة تحضير ماء الورد فهي طريقة ليست صعبة ويمكن أن يتم تنفيذها في المنزل:
طريقة تحضير ماء الورد
وضع كمية من الورد في إناء به ماء بكمية معقولة، والأفضل أن يتم استخدام زهر النارنج فهو أفضل أنواع الأزهار لعمل ماء الورد، ولكن إن لم يتوفر فيمكن استخدام أنواع أخرى من الزهور، ومن المهم ألّا تكون كمية الزهور كبيرة فذلك يُذهب فائدته، لذلك عند قيامك بغلي حفنة من الزهر ضع معها كمية ماء كبيرة قليلاً؛ لأنّ عملية التقطير والغليان تعتمد على بخار الماء فقط، وبعد وضع الورد والماء في إناء يتم إحكام إغلاقه بحيث لا يتسرب البخار.
تخصيص منفذ يمر عبره بخار الماء ويتم وصله بإناء لتجميع ماء الورد، ويجب غلي الماء بحيث لا يكون الغليان شديداً كي يتسنى لبخار الماء أن يصطحب مكونات الزهر معه، من المهم أن تعرف أن كمية الزهر والماء ودرجة الغليان هما العوامل التي تحدد جودة ماء الورد.
يمتلك ماء الورد الكثير من الفوائد التي تجعل منه ماءً لا يمكن الاستغناء عنه، ولا يُمكن لبيت أن يخلو من وجوده، فهو إن لم يتم استخدامه للطعام وإعداد الحلويات الشهية، فيُمكن استخدامه للجسم والصحة، ومن الفوائد التي يتمتع بها ماء الورد:
منظّف للجلد: حيث يمتلك ماء الورد خصائص تجعله مضاد ممتاز للجراثيم، ويقوم بإزالة المواد الصغيرة جداً التي تعلق في الجلد، ويعمل على تفتيح البشرة ويحافظ على الجلد رطباً كي لا يتقشف ويكون ملاذاً لتكاثر الجراثيم والبكتيريا، وهو مفيد جداً لمرضى السكر حيث أنهم يعانون من قلة التعرق ويبعد عنهم أمراض الجلد، ويستخدم كمرطب جيد للبشرة خاصة لأصحاب البشرة الجافة، ويمنع تلف الجلد.
منعش للمشروبات: يتميز ماء الورد بطعم لذيذ جداً لذلك يعطي عصير الليمون بالنعناع انتعاشاً وطعماً رائعاً، وجميع العصائر تصبح أكثر انتعاشاً مع إضافة القليل من ماء الورد ناهيك عن الفوائد الكثيرة، ولتتحدى حر الصيف فليس أمامك سوى عصير يحتوي على ماء الورد.
مقاوم للشيخوخة: حيث يساعد ماء الورد على مقاومة الشيخوخة؛ لأنه يعمل على حماية البشرة من التجاعيد والالتهابات وظهور البثور وتغير لونه، ويعمل ماء الورد على منع الإصابة بالأمراض الجلدية التي تكون بسبب الفطريات والجراثيم وغيرها، وتعمل على موازنة درجة الحموضة الطبيعية للبشرة حتى تعالج الكثير من الأمراض الجلدية كالأكزيما.
مصدر للفيتامينات: حيث يحتوي ماء الورد على الكثير من الفيتامينات التي كون الجسم بحاجتها، فيتامين أ، فيتامين ب 3، فيتامين ج، فيتامين هـ، وأيضاً يحتوي على مضادات للأكسدة والزنك، وهذه العناصر كلها تفيد في تحسين صحة الإنسان وتجعل لديه قدرة أكبر على مقاومة الأمراض.
مهدّئ: كثير من الناس يقومون بإضافة ماء الورد إلى ماء الاستحمام الساخن فهو يتمتع بتأثير رهيب، حيث يساعد على الاسترخاء التام، ويعالج ماء الورد الإجهاد والتوتر العصبي.
شاي معطر: الكثير من الناس يفضلون تناول شاي بنكهة معطرة، وماء الورد يعطي الشاي نكهة لا مثيل لها ورائحة جميلة جداً، ويجب الانتباه إلى كميات ماء الورد التي نستخدمها في المشروبات يجب أن تكون معقولة.
كريم تجميل: ويمكن عمل كريم تجميل بخلط ماء الورد مع زبادي وستري فرقاً كبيراً بعد استخدام هذا الكريم، فهو يتغلغل في مسامات الجلد ويزيل الأوساخ ويجعل البشرة ناظرة وناصعة.
معطّر ممتاز: يستخدم ماء الورد كمعطر فيمكن أن يخلصك من الروائح الكريهة، وهو يعتبر مزيلاً ممتازاً للعرق وسهل الصنع وذلك بإضافة ثلاث ملاعق كبيرة من ماء الورد إلى نصف كوب ماء ووضعه في زجاجة للرش، واستخدامه كمزيل للعرق أو لتعطير الجو.
غسول للشعر: يعتبر ماء الورد من أفضل المواد الطبيعية للشعر حيث يعمل على تغذيته ونعومته ويحافظ على لونه الطبيعي ناهيك عن رائحة مميزة وجميلة، ويتم ذلك عن طريق وضع ملعقتين كبيرتين على كل كوب ماء يتم غسل الشعر به.
مكوّن لمستحضرات التجميل: من الممكن إدخال ماء الورد في العديد من مستحضرات التجميل التي يتم تحضيرها في المنزل، وهو من العناصر الهامة لفوائده الكثيرة للبشرة، ويستخدم كمهدئ للبشرة الجافة، ويستخدم لتبييض البشرة وجعلها ناعمة، ويستخدم أيضاً لعلاج الحبوب في الوجه كحب الشباب.
صناعة الحلويات: يعتبر ماء الورد من العناصر المهمة التي تستخدم في تحضير الذ أنواع الحلويات، فهو يضيف لها طعماً شهياً ورائحة زكية، والكثير من أنواع الحلويات يستخدم فيها ماء الورد ويعتبر أساسياً كالكعك المحشو بالعجوة.
صحة العين: يعمل ماء الورد على إزالة انتفاخات العين وذلك بعمل كمادات من ماء الورد، وإلى جانب ذلك يعالج محيط العين بما أنها بشرة رقيقة جداً تحتاج لعناية دقيقة وخاصة، ويمكن أن تكون كمادات ماء الورد ممتازة.
إزالة التسلخات: يمكن استعمال خليط من ماء الورد والنشا لعلاج تسلخات الجلد وخاصة لدى الأطفال.
مبرّد للبشرة: لماء الورد خواص التبريد لذلك يفيد لمنع الحكة وتخفيف الاحمرار للأطفال والكبار.
0 التعليقات: