الثلاثاء، 18 ديسمبر 2018

إدمان المخدرات مرض قابل للعلاج التجربة التركية


إدمان المخدرات مرض قابل للعلاج 
التجربة التركية 


تعوز تركيا بشكل عام المعلومات الموثوق بها عن وباء إساءة استخدام المخدرات، وذلك بسبب النقص في الموارد التي يقصد بها أساسا المهنيون المدربون وشبكات (مقاومة) الأوبئة والميزانيات المخصصة للبحث في هذا المجال. لكن علينا أدن نلاحظ أن ثمة دلائل تشير إلى زيادة متفجرة في المشكلات ذات الصلة بالمخدرات في تركيا. 
وأشيع المخدرات وأكثرها إساءة استخدام هو الحشيش ومستحضرات الأفيون والمخدرات الموصوفة والمستنشقات. ويغلب أن يصحب استخدام المخدرات شرب الكحول وتدخين السجائر. 
وتسهم التقدمات العلمية الحديثة كثيرا في فهمنا للعوامل الحيوية ( Biological)  والسلوكية والبيئية التي تعرض الأفراد لخطر إساءة المخدرات والإدمان. كما أمدتنا المعرفة المتنامية بمهارات جديدة في مجال الوقاية من إساءة استخدام المخدرات والاعتماد عليها وفي علاجهما. 
يمكن تعريف ظاهرة الإدمان بأنها مهرب عام وأخير لعوامل حيوية ونفسية واجتماعية ثقافية. هذا التحديد "الحيوي النفسي الاجتماعي " (الحنفيماعي) (biopsychosocial) يجمع بين الجوانب الثلاثة المهمة التي يمكن أن يستخدمها المرء ليشرح نظريا السلوك الملاحظ والذي يطلق عليه إدمان المخدرات. 
وهذا النموذج الحنافتماعي كان له تأثيرات مهمة علي عمليتي تقدير الإدمان وعلاجه كليهما. وكان من أهم هذه التأثيرات، التكامل بين عدة أساليب للعلاج للتعامل مع الجوانب الحيوية والسلوكية والبيئية لهذا المرض. والتحدي القائم هو مواجهة الحاجة البارزة والملحة إلى هذا المنهج التكاملي علي أساس التسهيلات العلاجية المطلوبة للمرضى المقيمين والخارجيين. 
وفي قسم الطب النفسي بجامعة حاجيتيبة يطبق برنامج علاج المرضى المقيمين المصابين بالاعتماد علي المخدرات، أيا كان نوع المخدرات المساء استخدامها، داخل جناح عام للطب النفسي.  
وتقوم إدارة البرنامج علي المباديء التالية: 
ا- الفرضية الأساسية القائلة. "ان العلاج يؤثر". فالتدخلات السريرية العلاجية ذات تأثير مهم على الإضرابات الناجمة عن تعاطي العقاقير. 
2- "تكامل العلاج ": من الأساسي أن يكون العلاج تكامليا، وأن يحظى المرضى برعاية مناسبة من أجل المشكلات القائمة والمتوقعة الناشئة عن الإدمان، وكذلك مشكلات الصحة العقلية والبدنية. كما يجب أن يتلقوا خدمات دعم إضافية لتحقيق حل للمشكلات. 
3- "فردانية العلاج " (treatment individualizes): يجب أن يفصل العلاج على حالة كل مريض، مع وضع أهداف خاصة لكل علاج لمواجهة الحاجات الخاصة لكل مريض. 
4- "تعددية طرق العلاج" (Multimodal treatment  ) : يجب أن يشتمل علاج الإدمان على تدخلات سريرية كبيرة التنوع. فالعلاجات العقاقيرية (Pharmacotherapy) والمعرفية والسلوكية، والإرشاد لتدخلات العائلة، والعلاج الجماعي، والجلسات التعليمية، ومجموعات مساعدة النفس (self-help) كلها تشكل العناصر الأساسية للعلاج الشامل. 
5- "العلاج المركب " Structured treatment) فالبرنامج يتكون من بعض العناصر التي تشكل "تركيبا" معينا له من القوة ما يكفي للتعامل مع مرض عقلي مزمن قابل للانتكاس، وقد أدى فعلا إلى تمزيق حياة الفرد. والاتفاق التعاقدي الذي وقعه المريض والطبيب في بداية الأمر، والجدول الزمني لخطة العلاج الفرداني التي تتضمن أهدافا قصيرة المدى وبعدية المدى، والأنشطة المخططة لتحقيق هذه الأهداف، وجدول الأنشطة اليومية والأسبوعية الخ... كلها أمور أساسية كي يتحمل المريض المسؤولية ويقوم بدور فعال في استعادة صحته. 
6- هيئة مدربة تدريبا دقيقا ( cross trained staff): تعليم الهيئة المعالجة أمر أساسي من أجل تزويدها بفلسفة للعلاج العام وللشفاء. 
7- التقويم: من الواجب أن تؤسس نماذج العلاج على نتائج تأكد ثبوتها أكثر من قيامها على منافع مفترضة للمرضى . 
الحاجات والتحديات المستقبلية: 
ا- إتمام الدراسات التقييمية وبحث نتائج العلاج التي لا تزال في المرحلة التمهيدية. 
2- تخصيص الموارد اللازمة لإقامة برامج علاج للمرضى الخارجيين لإزالة السموم وإعادة التأهيل والوقاية من الانتكاس. 
3- توفير العديد من المكونات الصيدلانية التي تعاني تركيا نقصا في معظمها. إن علاجات إزالة السموم، وتقبضات العضلات agonist and antiagonist والمضادة للتوق إلى المخدر قد ثبتت فعاليتها في كثير من المحاولات العلاجية. وبدون توفر هذه العلاجات، فإن المعالج، الذي هو أول من يواجه المشكلة، سيلاقي صعوبات شديدة في علاج مرضاه. 
4- إنشاء وحدات ومراكز علاجية للوقاية ولعلاج إدمان المخدرات بما يتمشى مع الحاجة المتزايدة، وذلك نظرا إلى أن المشكلة لا تؤثر على صحة الفرد فقط، بل على صحة المجتمع أيضا. 



























0 التعليقات: