الثلاثاء، 18 ديسمبر 2018

" الأسباب الطبية للتحريم " (تأثير الخمر على القلب)




" الأسباب الطبية للتحريم " 
(تأثير الخمر على القلب)  

الموجز:- 
بالرغم من إن الأثر السام للكحول على المخ ووظائف الكبد معروف جيدا إلا أن، تعاطي الكحول للأغراض الاجتماعية أو الدواعي الطبية صار شائعا. ولقد كان هناك مفهوم بأن الكميات القليلة من الكحول لا تؤدي إلى التسمم أو أصابه الأعضاء وبالتالي لا يجوز منعها.  
لذا أجريت هذه الدراسة لتقييم الأثر السام على القلب للكميات " غير السامة " في الإنسان الطبيعي وكذلك دراسة تأثير أدمان الخمر على المرض. فبتعاطي ست أوقيات من الكحول تركيز 43% للأشخاص العاديين المتراوح عمرهم بين 23- 30 عاماً على مدى ساعتين (مجموعة ا) أو على مدى ساعة (مجموعة 2) حدث اضطراب وظيفة القلب. 
ففي المجموعة الأولى بعد ستين دقيقة حيث كان مستوى الكحول حوالى 74 مجم لكل مليلتر من الدم زادت فترة ما قبل ضخ الدم من 0 9 إلى 96 ملي ثانية. وزاد وقت ثبات الحجم من 4 4 إلى 52 وزادت النسبة بينهما من 299، 0 إلى 323،. وقد ازداد الانخفاض بعد ساعتين مع ارتفاع الكحول في الدم إلى 111 مليجرام وبمضاعفة سرعة تعاطي الكحول (المجموعة الثانية) حدث هبوط في أداء البطين الأيسر بعد ثلاثين دقيقة حيث كان معدل الكحول في الدم 50 مليجراما لكل 100 مليلتر. 
أما المجموعة الثالثة فكانت مجموعة مقارنة في خمسة أشخاص وقد أعطيت سكروز حيث حدث انخفاض في كل من المعدلات الثلاثة المذكورة. 
وعلى ذلك فان تعاطي الكحول بجرعات " غير سامة سبب هبوطا في وظيفة الجهاز الدوري، في الأشخاص العاديين غير المتعودين. ولتقييم اداء القلب في حالة المدمنين فإن ثلاثة أشخاص من المعروفين بالإدمان الشديد للخمر قد تمت مقارنتهم بأشخاص عاديين. وبالرغم من الفروق المحسوسة في الأعراض والعلامات القلبية إلا أنه تبين عندهم جميعا انخفاض مؤكد في مقدرة البطين الأيسر على الانقباض والانبساط. وكان الهبوط أوضح في المرضى الذين عندهم استطالة في وقت انبساط القلب. وفي 12 مريضا لا يعانون من أي أعراض أو تضخم في القلب فان حجم البطين الأيسر وحجم الدم المقذوف يختلفان بصورة واضحة عن الطبيعي. وفي أحد عشر مريضا إضافيا لا يعانون من تضخم القلب ظهر فرق واضح بأن كان عندهم زيادة في الحجم ونقص في كمية الضخ. 
وفي ثمانية عشر مريضا يعانون من تضخم القلب بلا أعراض، حدث عندهم انخفاض واضح في عملية الضخ مع تمدد في الأحجام وانخفاض في الجزء المقذوف في الدم. 
وعلى ذلك فإن الإدمان على الكحول يسبب تدهورا مستمرا ابتداء من اضطراب نسق القلب إلى مراحل متعاقبة من ضعف قدرته على ضخ الدم ثم تضخم القلب ثم ظهور الأعراض وهبوط القلب. والمعلومات المستقاة من التجارب على الكلاب تؤيد هذه الحقائق. فقد غذينا سبعة كلاب على ما يوازي خمسة احتياجهم من الطاقة الحرارية بواسطة الكحول لمدة 18 شهرا فتبين هبوط واضح في الكمية المقذوفة من البطين الأيسر ومقدرة العضلة على الانقباض أما تضخم البطين والتهاب الشرايين التاجية أو تغيرها فلم يظهرا في التشريح وقد انخفض البوتاسيوم بدرجة ملحوظة في عضلة القلب في هذه الحيوانات (64 بدلا من 72). 
وعلى ذلك فان تعاطي الكحول بأي كمية ولأي فترة لا يؤثر على العقيدة فقط بل يؤثر على القلب بضرر شديد. 
إن أحكام التحريم في الإسلام موضوعية ومحددة ولا مجال للشك فيها أو إنكارها. فموقف الإسلام من تعاطي كميات قليلة من المشروبات الكحولية واضح لا جدل فيه كما جاء في أحاديث الرسول. أما الكفار والعصاة فقد أثاروا الجدل حول الجوانب الأخلاقية والطبية لتعاطي كميات قليلة من الكحول.. فهم يزعمون أن الكميات القليلة لا تؤدي إلى التسمم ولا هي محرمة ولا ضارة.. ومما أتاح المجال لهذا الزعم أن الكحول بكميات متوسطة كان يستعمل للأغراض الطبية. 
لذا يتحتم أن نتقدم بالمنطق والدليل العلمي لاقناع أولئك الذين لا يوقنون بقيمة الالتزام بالأحكام الألهيه. 
إن التحريم لا يحتمل أي استثناءات. ولقد أجريت هذه الدراسة لتقييم التأثير السام للكحول على القلب بكميات غير سامة في الرجل العادي وكذلك للتعاطي المزمن للكحول بكميات متوسطة في الإنسان وفي حيوانات التجارب. 
إن الآثار السامة للكحول على وظائف المخ والكبد معروفة منذ أمله طويل، أما دوره في تولد مرض القلب فقد كان مشكوكا فيه حيث كان يعزى إلى سوء التغذية الذي يصحاب أدمان الخمر. ولكن العامل الأخيرة قد تم فصله عن استعمال الكحول في كثير من حالات مرضى القلب الأحتقاني. 
وفيما يتعلق بالآثار الحادة لتعاطي الكحول فمن الواضح أنها تعتمد على الكمية ومده التعاطي والمتغيرات التي تحسب وزمن قياسها وكذلك حالة الدورة الدموية قبل تعاطي الكحول. وفي هذه الدراسة تبين نقص في مرحلة انقباض البطين الأيسر. وعلى ذلك يمكننا أن نستنتج أن المعدلات غير السامة للكحول في الدم الناتجة عن تعاطي ست أوقيات من الخمر على مدى ساعتين تسبب هبوطا أكيداً في عضلة القلب في الأشخاص العاديين غير معتادي الكحول وليس هذا الهبوط اثر لعملية الإطعام بدليل أن إطعام السكروز سبب تأثيرا في الاتجاه المضاد. 
وفي الأشخاص المدمنين حدثت زيادة أكيدة في الضغط في نهاية مرحلة الانبساط وقد حدث في المجموعة الأولى تغير هائل في وظيفة انقباض البطين الأيسر وكذلك على سرعة الانبساط. أما أولئك الذين يعانون من زيادة في الحجم الانبساطي فقد زادت نسبة هبوط هذه المعدلات بصورة متوسطة. 
أما في قلوب الكلاب فإن التغيرات في معدلات الانقباض ووظائف عضلة القلب تشابه ما يحدث للأشخاص المدمنين. فالهبوط في وظيفة الانقباض من المفروض أنه يعزى لعوامل أخرى غير تلك التي تؤثر علي انقباضية القلب في المراحل الأولى للمرض.  
المحرر: قدم الباحث دراسة أصيلة فريدة بالتحليل الإحصائي وبها جداول، 19 رسما بيانيا، 23مرجعا. ونظرا لضيق المجال اكتفينا بعرض صلب البحث الذي يخدم الهدف المقصود وهو تأكيد الدليل العلمي للقوانين السماوية. 
فتطور الحالة لدرجة عدم تكافؤ القلب يعتمد على شدة هذه العوامل التي تكون موجودة في المراحل الأولى للمرض في الإنسان أو الحيوان. فهناك احتمال حدوث تغيرات في الأيونات السالبة. كما أن هناك دلائل تشير إلى تثبيط ثالث فوسفات ادينوزين الصوديوم والبوتاسيوم في أعضاء كثيرة نتيجة التعاطي المزمن للكحول. فصعوبة انتقال الكالسيوم لداخل العضلات مصحوبا بخروج الصوديوم منها قد يفوق كمية الكالسيوم المتاحة للبروتين المنقبض. 
   
  الخلاصة : - 
إن تعاطي الكحول بكميات غير سامة سبب هبوطاً في وظائف الجهاز الدوري في الأشخاص الطبيعيين والمتعودين. أما التعاطي المزمن للكحول فيسبب تدهورا مبتدئاً بتثبيط وظائف عضلة القلب إلى مرحلة تتميز بضعف المقدرة على ضخ الدم وتضخم القلب وظهور أعراض عدم التكافؤ. 
وعلى ذلك فإن استعمال الكحول بأي كمية ولاي فترة من الزمن لا يؤثر على القلب بصورة بالغة الضرر فسحب بل يؤثر على سلامة العقيدة. 

























0 التعليقات: