دورات صوم
قام الدكتور شلتون الأمریكي في القرن الماضي بجمع كافة الأبحاث المنجزة حول الصوم بغیة تحلیلھا . وخلال
ثلاثین عاماً من اعتماده الصوم كعلاج للأمراض ، فقد أشرف على 25 ألف صائم . وكانت فترات الصوم التي
ینصح بھا مرضاه تتراوح ما بین 3 أیام وشھرین بحسب حاجاتھم . ولكنھ مكن مئات الأشخاص من أن یصوموا
ما بین 40 و 50 یوماً . وقد أثبت عبر تجربتھ تلك أن الصوم لا یدر على الإنسان سوى الفوائد إن تمت ممارستھ
. بتعقل وحكمة
العمى .. القلب ..الشرایین
في فترة الثلاثینات ، خسر رجل أعمال بریطاني أعمى ( بسبب إعتام عدستي عینیھ ) حاسة الشم وكان یبلغ من
العمر 53 عاماً وبدأ یعاني مشاكل مھمة في القلب والشرایین . باشر بالصوم تحت إشراف الأخصائي جون
أرمسترنغ ، وذلك بعد أن جرب كافة أنواع العلاج دون أي جدوى ، فاعتمد الصوم كفرصة أخیرة للشفاء . امتنع
ھذا الرجل الذي كان یزن 5.86 كلغ عن تناول الطعام في 31 تشرین الأول ( أكتوبر ) عام 1932 واكتفى بشرب
المیاه حتى مساء 8 شباط ( فبرایر ) عام 1933 . ثم تناول كوباً من عصیر اللیمون وانتظر حتى ظھر الیوم التالي
لیعود مجدداً وتدریجیاً إلى اتباع نظامھ الغذائي المعتاد . كانت فترة الشھرین من الصوم كفیلة بمعالجة ھذا الرجل
واستعادتھ لنظره وحاسة شمھ كما تحسنت حالة قلبھ وشرایینھ . وبعد انتھائھ من تجربة الصوم ، أخبر الرجل قصتھ
لصحافي قائلاً لھ : ( لقد كنت على حافة الانھیار ولم یكن أي علاج یجدیني نفعاً فاعتمدت الصوم كآخر فرصة
متاحة لي . كنت لأجرب أي شيء كفیل بشفائي . بدأت بالصوم لمدة عشرة أیام ثم رحت أمدد الفترة یوماً بعد یوم
. بعد أن لاحظت تحسناً طفیفاً على حالي
عندما أنھى الرجل صومھ بعد مرور 101 یوم ، كان لا یزال یتحلى بالقوة الكافیة لیجیب على أسئلة الصحافیین
الذین جاؤوا لمقابلتھ ، ولقد برھن عن صفاء ذھن أدھشھم حینھا . كما أنھ خسر نصف وزنھ ( 3.40 كلغ ) ولكنھ
احتفظ بكامل نشاطھ ، وكان قادراً على الخروج للتنزه یومیاً .و شكلت الأیام الـ15 الأولى المرحلة الأصعب ولكن
. في ما بعد صار الامر عادیاً جداً
البدانة
یبدو أن الصوم عالج أیضاً العدید من حالات البدانة المفرطة . حیث یتحدث الدكتور عن شھادة نشرت في الصحافة
أوائل الثلاثینات تقول إن مغنیة بلغ وزنھا 105 كلغ قررت الصوم لتخفیض وزنھا الزائد . فامتنعت عن الطعام
لمدة 101 یوماً اكتفت خلالھا بشرب لیتر ونصف من المیاه الباردة والمیاه الساخنة یومیاً . خسرت في ختام
. صومھا 5.28 كلغ واحتفظت بصحة جیدة ، مستعیدة حیاتھا الاجتماعیة وعادت إلى إحیاء حفلاتھا الموسیقیة
عسر الھضم
من المؤكد أن امتناعنا عن الطعام یحسن من عملیة الھضم لدینا . وحین تسبب لنا الأطباق التي نتناولھا أوجاعاً لا
تحتمل ، عندئذ یفرض الصوم نفسھ . ھذه ھي حال الدكتور تانر الذي كان یعاني من عسر ھضم مؤلم منذ طفولتھ ،
والذي قرر ذات یوم الامتناع عن تناول الطعام . شكل الصوم لھ ما یشبھ المعجزة ، إذ إنھ في ختام تجربتھ ، أصبح
یھضم بشكل جید جداً بحیث استطاع أن یأكل خلال الساعات الـ24 التي تلت صومھ كمیة من الطعام كافیة لتزید
. وزنھ 4 كلغ واستعاد بعد 8 أیام كل الوزن الذي فقده أثناء الصوم أي 16 كلغ
من المؤكد أن ھذه العودة الفوضویة الى تناول الطعام بعد الانقطاع عنھ غیر مستحبة إطلاقاً ، وقد كان من حسن
حظ الدكتور تانر أنھ لم یصب بأي مرض نتیجة فرط تناولھ ھذا للطعام ، ولكن اضطرابات الھضم لم تعاوده مجدداً
.
القدرات العقلیة
كثیراً ما یذكر المؤمنون بالصوم تأثیراتھ الروحانیة على الإنسان ، وربما یعود ذلك إلى أن الصوم ینشط المادة
. الرمادیة في الدماغ بعد أن ینظفھا من السموم التي تشكل عائقاً خفیاً یعرقل =وظائف الدماغ
وفي أوساط القرن العشرین ، حاولت مجموعة من طلاب جامعة شیكاغو دراسة تأثیرات الصوم لمدة أسبوع .
ً
فتابعوا دروسھم ومارسوا تمارینھم الریاضیة كالمعتاد من دون أن یغیروا شیئاً من عاداتھم طوال ذلك الأسبوع .
وخلال ھذه الفترة القصیرة ، لاحظ أساتذة ھؤلاء الطلاب تحسناً كبیراً في نتائجھم الدراسیة . تم تكرار ھذه التجربة
. مرات عدة فتبین أن ھذا التحسن لم یكن ولید الصدفة ، وأن الصوم یطور فعلیاً القدرات العقلیة
مھدئ فعال
یذكر الدكتور شلتون مثلاً یعبر خیر تعبیر عن تأثیر الصوم المھدئ على الأشخاص العصبیین جداً . فقد كانت
إحدى مریضاتھ عصبیة جداً لدرجة انھا كانت تصاب بالھستیریا لمجرد أن یشیر زوجھا إلیھا بإصبعھ ممازحاً !
فتبكي تارة وتضحك تارة أخرى لبعض الوقت قبل أن تستعید ھدوءھا . وكانت لأدنى ضجة أثناء اللیل تصدر من
. داخل المنزل أو خارجھ ترعبھا . لكنھا تمكنت من أن تتخلص من عصبیتھا المرضیة تلك بأسبوع من الصوم
نوبات الصرع
أخضع الدكتور شلتون العدید من المصابین بالصرع للعلاج بالصوم وقد أتى ذلك بنتائج جیدة ، إذ لم تعاود نوبات
. الصرع بعدھا إلا اثنین من مرضاه . ولكن في معظم الأحوال ، كان الامتناع عن الطعام منقذاً لھم
و یشرح الدكتور ویغر ، الأخصائي ھذه المسألة ، اضطراب المعدة والأمعاء أو ارتفاع حموضة المعدة أو التخمر
المعوي وأن أبرز مصادر التفاقم ذاك ھو القولون ) . من ھنا نستطیع إدراك أھمیة الصوم في معالجة نوبات
الصرع . ویعطي الدكتور مثالاً عن احد مرضاه الذي كان یعاني من أوجاع في الجھة الیسرى من منطقة الحوض
ومن تشنجات في القولون قبل كل نوبة صرع . ولكن من المؤكد أن استعادة المریض للنظام الغذائي ذاتھ الذي كان
. یعتمده قبل الصوم قد یؤدي إلى فشل العلاج مع مرور الوقت
تأثیر الصوم على السمع=
یشرح الدكتور حالة أحد مرضاه الذي عانى مدة 25 عاماً من الصمم في إحدى أذنیھ ، واستعاد حاسة السمع بعد
ثلاثین یوماً من الصوم حتى أنھ استطاع سماع صوت تكتة ساعتھ بأذنھ المصابة . كما أن العدید من حالات ضعف
. ( السمع تحسنت أو شفیت من خلال الصوم ( من دون اعتباره الحل الأوحد لمعالجة الصمم
! لا.. لحب الشباب
تختفي المشاكل الجلدیة بشكل أسرع أثناء الصوم . ویذكر الدكتور شلتون حالة شاب عانى لأكثر من عشر سنوات
من مشكلة البثور وقد جرب كافة أنواع العلاجات الطبیة الممكنة قبل أن یلجأ إلى الصوم . وفي ظرف شھر ،
. عادت بشرتھ نقیة وخالیة من الشوائب كبشرة الطفل الرضیع
التھاب المفاصل
وفي ما یلي حالة الدكتور لویس ماري بلان ، نقلاً عن الدكتور برتولي الذي أخضعھ لعلاج بالصوم وقد نشرت
. ملاحظات الطبیب الذي تابع العلاج في مجلة العلاجات الحرة
كان الدكتور بلان یعاني من التھاب المفاصل فاتبع علاجاً لمدة 21 یوماً بإشراف الدكتور بارتولي ، خسر بعده 10
كلغ من وزنھ وأصبح یزن 69 كلغ بینما یبلغ طولھ 71.1 م ، وھذا وزن مناسب . لقد عانى خلال الصوم بالأخص
من الأرق ومن ثقل مؤلم على مستوى الكبد ومن حالة مزریة في اللثة واللسان لم یستطع علاجھا أي غسول .
. ولكنھ لم یشعر بالجوع إطلاقاً ولم یعان في ما بعد من مشاكل في الھضم ومن الأوجاع التي عانى منھا منذ طفولتھ
أوجاع الرأس
وصام المستشار الروسي الدكتور فون سیلاند ر لمدة 36 ساعة أسبوعیاً على مدى ستة أشھر ، فتخلص من أوجاع
الرأس التي كان یعاني منھا منذ طفولتھ . وقال بعد ھذه التجربة : ( إن أكثر ما أسعدني وثبتني على قراري في
. الصوم بانتظام ھو الشعور الرائع بالارتیاح والمزاج الجید الذي یؤمنھما لي
الربو ..الالتھابات
یذكر الدكتور برتولي حالة رجل في الأربعین من العمر كان یعاني قصوراً في وظائف القلب والرئتین والربو
والتھاباً في الشعب الھوائیة ، مما جعلھ عاجزاً عن العمل منذ أكثر من سنة ، وعن القیام بأدنى مجھود . كما أنھ
ً ً ً
كان یعاني آلاماً متواصلة في الصدر وخفقاناً سریعاً في دقات القلب . لقد جرب ذلك الرجل كافة العلاجات الطبیة
التي وصفت لھ دون جدوى ولكنھ استطاع الشفاء من حالتھ المستعصیة تلك بعد 28 یوماً من الصوم
0 التعليقات: