المراهق
تتوالى الأيام ويكبر الطفل وتتغير صفاته النفسية والجسدية، ليمر في طور المراهقة التي تعتبر مرحلة جوهرية في حياة الإنسان،
حيث يكون فيها عرضة للعواصف النفسية والتغيرات السلوكية، ومعها لا يستقر على حال فتارة مع القلق والذعر والاضطراب، وتارة أخرى يلوثه الكيد والمكر في الدنيا فيتمرس في نكباتها.المراهق يخلق عالماً خاصاً به مع أصدقائه وآماله وأفكاره ويبتعد تدريجياً عن أهله، مما يتطلب منهم أن يجتهدوا لسد الفجوة بينهم وبين أبنائهم ويكونوا أصدقاء متوادين.
أبرز الأمراض النفسية
تتغير الهرمونات في جسد المراهق ويرافقها ظهور لمعالم الرجولة أو الأنوثة ولا يكون لدى المراهق منهجية واضحة مع نفسه ومع الناس المحيطين به، ليصبح أكثر عرضة للضياع، منهم من يتلقف مبادئ فن الجريمة فلا يخرج من الحياة حتى يحمل شهادة في الإجرام أو سقوطه في الإدمان,وتغدو حياته كالماء الآسن لاتموج فيه موجة ولا تحركه ريح,ويعلن التمرد والعصيان عندما يصاب بأمراض نفسية جلها يتمثل بـ:
القلق أو الخوف: مرض يؤثر على سلوك المريض ويصنف إلى أنواع متعددة حسب درجته (الفوبيا ،اضطراب القلق العام والقلق الاجتماعي,الوسواس القهري :فيه يكرر المريض اشياء معينه ظناً منه أنها تبعث الإطمئنان له على الرغم من أنها تصرفات خاطئة لاينبغي أن يقوم بها ).
الاكتئاب: يندرج تحت اضطرابات المزاج الحادة التي تكون على شكل حزن شديد غير مألوف، ويعاني المصاب من الإحباط وعدم التقدير الجيد لذاته ويصبح مثقلاً بالهموم والقنوط من خير الحياة، ويوجد أيضاً الاكتئاب الهوسي حيث يعاني المصاب من سرعة الكلام ومن تصرفات غريبة ومن أفكار مزعجة تؤثر سلباً على سلوكه ونفسيته.
الاضطراب الذهاني الفصامي (الشيزوفرينيا ):نوع من الاضطرابات النفسية الذي يصيب المراهق وتظهر أعراض عدوانية تتجلى في تصرفاته ولا يستطيع التعامل مع الآخرين ويكون مجتمعاً خاصاً به يعوضه عن المجتمع الرافض له,ويصاحب أعراض مرضه شكأً مدمراً له ولمن حوله ويتسم بغرابة الأطوار.
اضطراب الشره العصبي: يكون المريض مفرطاً في تناول الطعام.وتكون ردة فعل سلبيه عن حالة عصبية أو ضغط نفسي تعرض له.
أسباب الاضطرابات النفسية
من أسباب ظهور الاضطرابات النفسية: ضغوط المجتمع والبيئة التي يعيش فيها المراهق, وكما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض النفسية هو ما يتعرض له البعض من إصابات رضية في الدماغ، إضافة إلى الخلل الوظيفي لمجموعة النواقل العصبية( كهرمون السيروتونين والدوباميين ),وللمؤثرات الاجتماعية كإساءة المعاملة والاضطهاد والتجارب السلبية التي تعرض لها المريض دور أيضاً,كل العوامل الآنفة الذكر هي من أسباب الإصابة بالأمراض النفسية.
علاج الاضطرابات النفسية عند المراهق
تتعدد طرق العلاج منها ما يكون بواسطة الأدوية وتحدد وفقاً لنوع وحالة المرض,وبعض الحالات المرضية تستدعي إلى العلاج بالصدمات الكهربائية,وكما يجب أن لا ننسى دور البرامج التوعوية والتربوية في العلاج التي تساعد المريض لفهم وإدارة مشاكلهم,لابد من ذكر العامل المهم في طريق العلاج,هو دعم أهل المراهق والمقربون منه,حيث عليهم أن يمنعوا تجواله في حلقة مفرغة و يخلقوا له المخرج والمنفذ ليصل إلى بر الأمان, ليتجاوز هذه المرحلة بسلام,فكلمات التشجيع والمحبة ومظاهر العواطف الجميلة,وفيض الحنان لفلذات الأكباد قد تسدد خطواتهم في دروب الحياة.
0 التعليقات: