جميعنا يقضي الجزء الأكبر من اليوم في العمل ومع تقدم العمر يصبح العمل أمراً روتينياً ومزعجاً أحياناً ولا يجد الإنسان طاقة للعمل, لذلك سنقدم الآن طرق لجعل الحياة العملية سهلة وممتعة بنفس الوقت, إذ تفيد هذه الطرق في جعل العمل يبدو سهلاً مهما كان حجمه ومن أهم هذه الطرق هي:
1- تناول الفطور الكامل:
من الضروري جداً أن يبدأ النهار بتناول وجبة الإفطار التي يجب ان تحوي على أنواع مختلفة من الأغذية لمد الجسم بالطاقة اللازمة لإنجاز العمل, كما يجب الابتعاد عن المأكولات التي تسلب الطاقة من الجسم ولا تمده إلا بالسعرات الحرارية الفارغة التي تزيد من وزن الجسم فقط ومن هذه الأطعمة الضارة هي الكروسان والدونت.
2- اختيار الحذاء المناسب:
يجب أن يتم اختيار الحذاء المناسب للعمل لأن اختيار الحذاء الغلط مع ساعات العمل الطويلة يتسبب بحدوث مشاكل في الظهر وقد يتسبب في بروز الكرش مثلاً, لذلك يجب أن تبتعد النساء عن ارتداء الكعب العالي في العمل وارتداء الأحذية المسطحة البسيطة.
3- بدء اليوم باكراً:
إن المشكلة الأولى التي تواجه العاملين هي الاستيقاظ صباحاً لأنها بحاجة إلى قدرة على التحكم بالنفس وطاقة أيضاً, لذلك يجب أن يحاول الشخص العامل الاستيقاظ مبكراً قبل موعد عمله بفترة لينظم وقته ويحسن من مزاجه ويتناول فطوره, كما من الممكن أن يقوم باكراً بإنجاز بعض المهام لتي تستعصي عليه في يومه.
4- أخذ فواصل من العمل:
بعد دراسات مطولة قام بها العلماء اكتشفوا أن الأشخاص الذين يأخذون فواصل في عملهم هم أكثر إنجازاً وابدعاً من غيرهم, لذلك يجب عدم الجلوس لساعات مطولة في العمل وأخذ فواصل زمنية قصيرة بين ذلك.
5- ترتيب المكتب:
من الضروري لتسهيل العمل وجعله مريحاً أن يكون مكان العمل مرتباً ونظيفاً لأن الفوضى تجعل العمل صعباً وشاقاً, لذلك يجب أخذ استراحة لمدة خمس دقائق وتنظيف المكتب وترتيبه بشكل جيد, كما يجب أن يتم إزالة الغبار والأوساخ من المكتب لأن لها أثر سلبي كبير على النفس.
6- شحن الجسم في يوم العطلة:
يجب أن يكون يوم العطلة من العمل حافلاً بالأمور التي تشحن الجسم بالطاقة والبهجة والسرور, لذلك يجب ألا يكون يوماً عادياً بل يوماً مميزاً يتم عمل اشياء جديدة في هذه اليوم ومختلفة دوماً.
7- الإبداع في العمل:
يجب أن يتم ابتكار طرق تسهل العمل بشكل كبير ومع تقدم التقنيات واستخدام الانترنت أصبح بإمكان أي شخص أن يسهل من عمله بشكل كبير, فقط يحتاج الشخص إلى أفكار ابداعية ومختلفة عن الآخرين وسيحصل على نتائج رهيبة.
معنى حديث ( مَن صَلَّى الصُّبحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ )
ما معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَن صَلَّى الصُّبحَ فِي جَمَاعَةٍ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ...) ؛ وكيف أكون في ذمة الله ؟ وهل صلاة الرجل مع زوجته في البيت جماعة له نفس معنى الجماعة المراد في الحديث ؟
الحمد لله
روى مسلم (657) عن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَن صَلَّى الصُّبحَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ ، فَلا يَطلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِن ذِمَّتِهِ بِشَيْءٍ فَيُدرِكَهُ فَيَكُبَّهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ) .
قال النووي في "شرح مسلم" (5/158) :" الذِّمَّة هنا : الضمان ، وقيل الأمان " انتهى .
قال الطيبي رحمه الله : " وإنما خص صلاة الصبح بالذكر ؛ لما فيها من الكلفة والمشقة ، وأداؤها مظنة خلوص الرجل ، ومنه إيمانه ؛ ومن كان مؤمنا خالصا فهو في ذمة الله تعالى وعهده . " شرح مشكاة المصابيح ، للطيبي (2/184) .
وفي المراد بالحديث قولان للعلماء :
الأول : أن يكون في الحديث نهي عن التعرض بالأذى لكل مسلم صلى صلاة الصبح ، فإن من صلى صلاة الصبح فهو في أمان الله وضمانه ، ولا يجوز لأحد أن يتعرض لِمَن أمَّنَه الله ، ومن تعرض له ، فقد أخفر ذمة الله وأمانه ، أي أبطلها وأزالها ، فيستحق عقاب الله له على إخفار ذمته ، والعدوان على من في جواره . انظر : فيض القدير للمناوي (6/164) .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله "شرح رياض الصالحين" (1/591) :
" في هذا دليل على أنه يجب احترام المسلمين الذي صدَّقوا إسلامهم بصلاة الفجر ؛ لأن صلاة الفجر لا يصليها إلا مؤمن ، وأنه لا يجوز لأحد أن يعتدي عليهم " انتهى .
ويدل لهذا المعنى ما رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (4/5) بسنده ، وقال الألباني عنه في "صحيح الترغيب" (1/110) : صحيح لغيره :
عن الأعمش قال : كان سالم بن عبد الله بن عمر قاعدا عند الحجاج ، فقال له الحجاج : قم فاضرب عنق هذا ، فأخذ سالم السيف ، وأخذ الرجل ، وتوجه باب القصر ، فنظر إليه أبوه وهو يتوجه بالرجل ، فقال : أتراه فاعلا ؟! فردَّه مرتين أو ثلاثا ، فلما خرج به قال له سالم : صليت الغداة ؟ قال : نعم . قال : فخذ أي الطريق شئت ، ثم جاء فطرح السيف ، فقال له الحجاج : أضربت عنقه ؟ قال : لا ، قال : ولِمَ ذاك ؟ قال : إني سمعت أبي هذا يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَن صَلَّى الغَدَاةَ فَهُوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ حَتَّى يُمسِيَ ) !!
والقول الثاني : أن يكون المقصود من الحديث التحذير من ترك صلاة الصبح والتهاون بها ، فإن في تركها نقضا للعهد الذي بين العبد وربه ، وهذا العهد هو الصلاة والمحافظة عليها .
قال البيضاوي : " ويحتمل أن المراد بالذمة الصلاة المقتضية للأمان ، فالمعنى : لا تتركوا صلاة الصبح ولا تتهاونوا في شأنها ، فينتقض العهد الذي بينكم وبين ربكم ، فيطلبكم الله به ، ومن طلبه الله للمؤاخذة بما فرط في حقه أدركه ، ومن أدركه كبه على وجهه في النار ، وذلك لأن صلاة الصبح فيها كلفة وتثاقل ، فأداؤها مظنة إخلاص المصلي ، والمخلص في أمان الله " انتهى . نقلا عن "فيض القدير" (6/164)
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن فضيلة الدخول في ذمة الله تعالى وجواره ، المذكورة في هذا الحديث ، إنما تثبت لمن صلى الصبح في جماعة ؛ ولذلك بوب عليه النووي رحمه الله ـ في تبويبه لصحيح مسلم : باب فضل صلاة العشاء والصبح في جماعة ، وسبقه إلى ذلك المنذري رحمه الله ، فذكر الحديث في كتابه : الترغيب والترهيب ، باب : ( الترغيب في صلاة الصبح والعشاء خاصة ، في جماعة ، والترهيب من التأخر عنهما ).
بل إن هذا هو ظاهر صنيع الإمام مسلم ؛ حيث روى قبل الحديث نحوا من عشرين حديثا ، وبعده بضعة عشر حديثا ، كلها تتحدث عن صلاة الجماعة ، وما يتعلق بها .
ولذلك أورده الحافظ عبد الحق الأشبيلي في الجمع بين الصحيحين له ، في باب : صلاة الجماعة (923) .
واعتمده المباركفوري في شرح الترمذي . قال : "( من صلى الصبح ) في جماعة ". انتهى .
وقال ابن علان في دليل الفالحين (3/550) : " أي : جماعة ، كما في رواية أخرى " .
ويشهد لهذا التقييد ـ من حيث الرواية ـ حديث أبي بكرة رضي الله عنه : ( من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله ... ) قال الهيثمي رحمه الله (2/29) : رواه الطبراني في الكبير ، ورجاله رجال الصحيح ، وقال المنذري في الترغيب : "ورجال إسناده رجال الصحيح " ، وقال الألباني : صحيح لغيره . انظر : صحيح الترغيب ، رقم (461) .
تنبيه : هذه الزيادة اعتمدها المناوي أيضا ، ونسبها إلى مسلم . وهو وهم منه ، فزيادة ( جماعة ليست في مسلم ، بل ولا في شيء من الكتب الستة .
وقيل : إن هذه الفضيلة تحصل لكل من صلى صلاة الصبح في وقتها ، حتى ولو لم يدرك الجماعة ، لعدم التقييد بذلك في رواية مسلم وغيره من أصحاب الكتب الستة .
وهذا هو الظاهر من تبويب ابن ماجة رحمه الله على هذا الحديث في سننه : باب : المسلمون في ذمة الله ، من كتاب الفتن .
وعلى ذلك ـ أيضا ـ ابن حبان في صحيحه (5/36) : " باب ذكر إثبات ذمة الله جل وعلا للمصلي صلاة الغداة " ، هكذا بإطلاق المصلي .
ثالثا :الجماعة الشرعية التي جاء الأمر بها وترتيب الأجور عليها هي جماعة المسجد ، وليست أي جماعة أخرى ،
وفي خصوص فضل صلاة الصبح في جماعة جاءت بعض الأدلة :
فقد جاء في تفسير الطبري (3/270) في تفسير قوله تعالى ( وَالمُستَغفِرِينَ بِالأَسحَارِ ) عن زيد بن أسلم أنه قال : هم الذين يشهدون الصبح في جماعة .
وفي تفسير قوله تعالى ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُم عَنِ المَضَاجِعِ يَدعُونَ رَبَّهُم خَوفًا وَطَمَعًا ) السجدة/16 قال أبو الدرداء والضحاك : صلاة العشاء والصبح في جماعة .
انظر "زاد المسير" (6/339)
وفي صحيح مسلم (656) من حديث عثمان رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن صَلَّى العِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصفَ الَّليلِ ، وَمَن صَلَّى الصُّبحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى الَّليلَ كُلَّهُ ) .
وروى البخاري (615) ومسلم (437) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( وَلَو يَعلَمُونَ مَا فِي العَتمَةِ وَالصُّبحِ لَأَتَوهُمَا وَلَو حَبوًا )
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لأن أشهد صلاة الصبح في جماعة أحب إلي من أن أقوم ليلة . "الاستذكار" (2/147)
الفطور وأهميته للصحة .
ان الاستيقاظ باكرا من النوم من الامور الشاقة على النفس وخاصة لاولئك الذين لا يحبون التبكير في الاستيقاظ ويحاولون تجنب هذه الفترة بكل ما فيها وحتى وجبة الفطور.
ولكن الأمر مؤكد وواضح وضوح الشمس في كبد السماء أن الفطور وجبة مهمة من الوجبات اليومية والتي يحتاج اليها الناس من كل الفئات العمرية.
وبالرغم من أن الوجبات الثلاثة التقليدية تلعب دورا مهما في تزويد الجسم بالغذاء الضروري فان علماء التغذية يصنفون الفطور بأنه الوجبة الأهم والأساس السليم في العادات الغذائية الصحية ويوصون به. وعلى الرغم من هذه التوصيات فان الملايين في ارجاء المعمورة يتخطون هذه الوجبة الهامة. وعلى سبيل المثال فان امراة من كل اربعة نساء في الفئة العمرية بين 25-34 سنة تتجاوز تناول وجبة الفطور بانتظام. وتشير الدراسات الأخرى بأن العادات الغذائية التي يعتاد عليها المرء في فترة الطفولة هي المرشحة للأستمرار مدى الحياة. وبهذا فان الأطفال الذين يميلون الى حذف وجبة الفطور فانهم على الأرجح يستمرون في هذه العادة الغذائية في فترة الرشد.
ولكن تدل الدراسات المتعلقة بهذا الموضوع الى أنه من الممكن أن يتحول من لا يتناول الافطار الى شخص يتناول وجبة الأفطار. وقد اظهرت الدراسات أن تناول الافطار يرتبط بتحسن القدرة على التحمل في أول النهار والقدرة على الاستيعاب الدراسي أو القيام بالواجب في العمل.
يساعد الافطار على سد النقص في مستويات جلوكوز الدم، وهذا أمر هام حيث أن الدماغ ذاته ليس لديه احتياطات من الجلوكوز، ويجب تعويض النقص الحاصل من الجلوكوز في الدماغ بصورة مستمرة.
يقول احد خبراء التغذية في وزارة الزراعة الامريكية: عندما تأخذ بعين الأعتبار بأنه مضى عليك ثمان الى تسع ساعات على تناول وجبة العشاء، فان من الواضح أن التزود بالوقود "الغذاء" من خلال الافطار سيجعلك تشعر بالراحة وتنجز أفضل خلال اليوم. ويقر هذا الباحثون في جامعة علوم الصحة في شيكاغو، حيث انهم قد فحصوا فيما اذا كان تناول الفطور له تأثيرات مفيدة وايجابية على مزاج الانسان فترة الظهيرة وعلى ادائه المعرفي، ووجد ان تناول الفطور يمنع الآثار الضارة لعدم تناول الفطور مثل الاجهاد والتوتر.
ان الدور المؤثر والفاعل للفطور في مساعدة الأطفال على افضل آداء صفي تم توثيقه قبل أكثر من ثلاثين عاما في جامعة ايوا - كلية الطب. فقد اكتشف الباحثون أن الاطفال الذين لا يتناولون وجبة الفطور يواجهون مشكلة في التركيز في المدرسة ويصابون بالأعياء وعدم الانتباه في فترة الظهيرة، وقد تم ربط هذه المعضلات السلوكية بانخفاض مستوى السكر في الدم والذي لا يتم سد النقص فيه من خلال وجبة الفطور مما يسمح بالاعياء والاجهاد والتعب والضيق لأن يحدث. وهذه السلوكيات لها تأثير سلبي على التحصيل العلمي. هذه النتائج وغيرها ساعدت في التأكيد على النظرية أو الفرضية التي تقول ان الأطفال الذين يذهبون الى المدرسة وهم جياع لا يمكنهم أن ينجزوا بصورة جيدة.
ولتجنب الاغراء بأن تكون ممن يتخطون وجبة الفطور، اجعل وجبة الافطار من المواد الغذائية المعدة مسبقا أو التي تحتاج الى وقت قصير لاعدادها.
لا تتخطى وجبة الفطور ان كنت تقوم بالريجيم حيث انه لا يوجد اي دليل على ان تخطي هذه الوجبة يساعد في انقاص الوزن، فالدراسات تشير الى ان من لا يتناولون الافطار يعوضون ذلك بأكل كمية أكبر من الطعام على وجبة الغذاء
جاء في القرآن قوله تعالى : (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) ، وجاء عند أحمد أن المقدام بن معد يكرب الكندي قال : إنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (ما ملأ بن آدم وعاءً شراً من بطنه ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن بها صلبه ، فإن كان ولا بد فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه) رواه النسائي والترمذي وقال : حديث حسن صحيح . سؤالي : هل يُفهم من هذا أنه من الأفضل للشخص أن لا يأكل إلا وجبة واحدة خلال اليوم؟ وأنه إذا أكل أكثر من ذلك ، فإنه يُعتبر مسرفاً مبغضا عند الله ؟ وماذا عن أيام الصيام؟ هل نأكل فقط في السحور ، ونكتفي فقط بثلاث تمرات وقت الإفطار؟ فبالنسبة لي شخصياً ، فإني أقتصر على شرب الحليب مخلوطاً بالعسل على الإفطار ، وعلى الغداء قطعة من اللحم ، ثم قطعة من الفواكه قبل النوم ، فهل يعتبر هذا إسرافاً يبغض الله من أجله؟ أرجو التوضيح والإرشاد .
الحمد لله
أولا :
الإسراف مذموم في الأكل وغيره . قال تعالى : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) الأعراف/31 ، وقال تعالى : (وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) الأنعام/141 ، وقال سبحانه : (وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا) الإسراء/29 ، وقال : (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) الإسراء/26 ، 27 .
والفرق بين الإسراف والتبذير : "أن السرف صرف الشيء فيما ينبغي زائدا على ما ينبغي . والتبذير صرفه فيما لا ينبغي" قاله المناوي في "فيض القدير" (1/50) .
ثانيا :
الإسراف هو مجاوزة الحد ، ويكون ذلك بالأكل فوق الشبع ، وهذا لا يتحدد بوجبة أو وجبتين أو ثلاثة ، فقد يأكل الإنسان وجبة واحدة في اليوم ويسرف فيها . وقد يأكل ثلاث وجبات بغير إسراف .
وحديث المقداد فيه الحث على التقليل من الطعام والاكتفاء بما يقيم الصلب ، وليس فيه تعرض لعدد الوجبات ، فقد يأكل هذه اللقيمات ثلاث مرات في فطوره وغدائه وعشائه ، ويكون مقتصدا مقلا ، فإن أراد أن يتجاوز اللقيمات - في وجبته - فليجعل ثلثا لطعامه ، وثلثا لشرابه ، وثلثا لنفَسه ، فإن احتاج إلى وجبة أخرى - كما هو غالب حال الناس - فلا حرج في ذلك ، ويراعي فيها ما سبق أيضا ، وهكذا لو احتاج إلى ثلاث وجبات أو أربع ، وعدد الوجبات يختلف باختلاف الشخص ، ونوع الطعام ، وطبيعة المجهود الذي يبذله .
والمقصود هو حفظ البدن ، وعدم الإضرار به ، سواء بالشبع أو بالجوع .
والمقصود أيضا : التقوي على الطاعة ، وهذا يحصل بالأكل المعتدل ، لا بالتخمة المُثقلة ، ولا بالجوع المنهك .
قال القرطبي رحمه الله في تفسير آية آل عمران : "قوله تعالى : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا) قال ابن عباس : أحل الله في هذه الآية الأكل والشرب ما لم يكن سرفا أو مخيلة . فأما ما تدعو الحاجة إليه ، وهو ما سد الجوعة وسكن الظمأ ، فمندوب إليه عقلا وشرعا ، لما فيه من حفظ النفس وحراسة الحواس ، ولذلك ورد الشرع بالنهي عن الوصال ، لأنه يضعف الجسد ويميت النفس ، ويضعف عن العبادة ، وذلك يمنع منه الشرع وتدفعه العقل . وليس لمن منع نفسه قدر الحاجة حظ من بر ولا نصيب من زهد ، لأن ما حرمها من فعل الطاعة بالعجز والضعف أكثر ثوابا وأعظم أجرا.
وقد اختلف في الزائد على قدر الحاجة على قولين : فقيل حرام ، وقيل مكروه . قال ابن العربي : وهو الصحيح ، فإنّ قدر الشبع يختلف باختلاف البلدان والأزمان والأسنان والطعمان. ثم قيل : في قلة الأكل منافع كثيرة ، منها أن يكون الرجل أصح جسما وأجود حفظا وأزكى فهما وأقل نوما وأخف نفسا. وفي كثرة الأكل كظ المعدة ونتن التخمة ، ويتولد منه الأمراض المختلفة ، فيحتاج من العلاج أكثر مما يحتاج إليه القليل الأكل. وقال بعض الحكماء : أكبر الدواء تقدير الغذاء " انتهى من "تفسير القرطبي" (7/ 191).
وفي الموسوعة الفقهية (25/ 332) : "من آداب الأكل : الاعتدال في الطعام ، وعدم ملء البطن ، وأكثر ما يسوغ في ذلك أن يجعل المسلم بطنه أثلاثا : ثلثا للطعام وثلثا للشراب وثلثا للنفس ؛ لحديث : (ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن ، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة ، فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه) . ولاعتدال الجسد وخفته ؛ لأنه يترتب على الشبع ثقل البدن ، وهو يورث الكسل عن العبادة والعمل . ويُعرف الثلث بالاقتصار على ثلث ما كان يشبع به . وقيل : يعرف بالاقتصار على نصف المد ، واستظهر النفراوي الأول لاختلاف الناس . وهذا كله في حق من لا يضعفه قلة الشبع ، وإلا فالأفضل في حقه استعمال ما يحصل له به النشاط للعبادة ، واعتدال البدن .
وفي الفتاوى الهندية : الأكل على مراتب :
فرض : وهو ما يندفع به الهلاك ، فإن ترك الأكل والشرب حتى هلك فقد عصى .
ومأجور عليه ، وهو ما زاد عليه ليتمكن من الصلاة قائما ، ويسهل عليه الصوم .
ومباح ، وهو ما زاد على ذلك إلى الشبع لتزداد قوة البدن ولا أجر فيه ولا وزر ويحاسب عليه حسابا يسيرا إن كان من حل .
وحرام ، وهو الأكل فوق الشبع إلا إذا قصد به التقوي على صوم الغد ، أو لئلا يستحي الضيف فلا بأس بأكله فوق الشبع .
وقال ابن الحاج : الأكل في نفسه على مراتب : واجب ، ومندوب ، ومباح ، ومكروه . ومحرم . فالواجب : ما يقيم به صلبه لأداء فرض ربه ؛ لأن ما لا يتوصل إلى الواجب إلا به فهو واجب .
والمندوب : ما يعينه على تحصيل النوافل وعلى تعلم العلم وغير ذلك من الطاعات .
والمباح : الشبع الشرعي . والمكروه : ما زاد على الشبع قليلا ولم يتضرر به ، والمحرم : البطنة . وهو الأكل الكثير المضر للبدن .
وقال النووي : يكره أن يأكل من الطعام الحلال فوق شبعه .
وقال الحنابلة : يجوز أكله كثيرا بحيث لا يؤذيه ، وفي الغنية : يكره مع خوف تخمة . ونُقل عن ابن تيمية كراهة الأكل المؤدي إلى التخمة كما نقل عنه تحريمه " انتهى .
ثالثا :
تبين مما سبق أنه لا حرج في تناول أكثر من وجبة طعام في اليوم ، وأن ذلك بمجرده لا يعد إسرافا ، بل الإسراف أن يأكل فوق الشبع ولو في وجبة واحدة .
ومما يدل على جواز الوصول إلى حد الشبع ، وأن المكروه أو المحرم ما جاوزه : ما روى البخاري (5381) ومسلم (2040) عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قَالَ أَبُو طَلْحَةَ لِأُمِّ سُلَيْمٍ : لَقَدْ سَمِعْتُ صَوْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَعِيفًا أَعْرِفُ فِيهِ الْجُوعَ فَهَلْ عِنْدَكِ مِنْ شَيْءٍ؟ وفيه قصة تكثير الطعام بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وقوله : (ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ، ثُمَّ خَرَجُوا ، ثُمَّ قَالَ : ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ ، فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ، ثُمَّ خَرَجُوا ، ثُمَّ قَالَ : ائْذَنْ لِعَشَرَةٍ ، فَأَذِنَ لَهُمْ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ، ثُمَّ خَرَجُوا ، ثُمَّ أَذِنَ لِعَشَرَةٍ فَأَكَلَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ وَشَبِعُوا ، وَالْقَوْمُ ثَمَانُونَ رَجُلًا) .
وقد بوب عليه البخاري في صحيحه : باب من أكل حتى شبع .
وأورد فيه أيضا قول عَائِشَةَ رضى الله عنها : (تُوُفِّىَ النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ شَبِعْنَا مِنَ الأَسْوَدَيْنِ : التَّمْرِ وَالْمَاءِ) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : " قَالَ اِبْن بَطَّالٍ : فِي هَذِهِ الْأَحَادِيث جَوَاز الشِّبَع وَأَنَّ تَرْكه أَحْيَانَا أَفْضَل ... قَالَ الطَّبَرِيُّ : غَيْر أَنَّ الشِّبَع وَإِنْ كَانَ مُبَاحًا فَإِنَّ لَهُ حَدًّا يَنْتَهِي إِلَيْهِ , وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ سَرَف ; وَالْمُطْلَق مِنْهُ مَا أَعَانَ الْآكِل عَلَى طَاعَة رَبّه وَلَمْ يَشْغَلهُ ثِقَله عَنْ أَدَاء مَا وَجَبَ عَلَيْهِ ا هـ ... قَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي الْمُفْهِم لِمَا ذَكَرَ قِصَّة أَبِي الْهَيْثَم إِذْ ذَبَحَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِصَاحِبَيْهِ الشَّاة فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا : وَفِيهِ دَلِيل عَلَى جَوَاز الشِّبَع , وَمَا جَاءَ مِنْ النَّهْي عَنْهُ مَحْمُول عَلَى الشِّبَع الَّذِي يُثْقِل الْمَعِدَة وَيُثَبِّط صَاحِبه عَنْ الْقِيَام لِلْعِبَادَةِ وَيُفْضِي إِلَى الْبَطَر وَالْأَشَرّ وَالنَّوْم وَالْكَسَل , وَقَدْ تَنْتَهِي كَرَاهَته إِلَى التَّحْرِيم بِحَسَبِ مَا يَتَرَتَّب عَلَيْهِ مِنْ الْمَفْسَدَة " انتهى من "فتح الباري".
رابعا :
ما ذكرته عن صفة فطورك وغدائك وعشائك لا يعد إسرافا .
ضرورة أخذ راحة لمدة 17 دقيقة للموظف بعد كل 52 دقيقة عمل
أكدت دراسة جديدة على ضرورة أخذ راحة لمدة 17 دقيقة بعد كل 52 دقيقة من العمل، وذلك من أجل الوصول إلى أعلى إنتاجية.
إعلان
واستخدم فريق البحث في الدراسة تطبيقاً يسمى "DeskTime"، حيث يتتبع ما يقوم به العمال لتحديد تأثير ساعات العمل الطويلة دون فواصل على المخ خلال الدراسة.
ووفقاً لموقع "أنحاء"، فقد قالت الباحثة جوليا جيفورد: "إن تحقيق أقصى إنتاجية يتطلب الراحة على فترات، وأخذ المزيد من الفواصل، وإذا كان رئيسك لا يوافق على أخذ فاصل لمدة 17 دقيقة، فإن 5 أو 10 دقائق فواصل يمكن أن تكون مفيدة أيضاً".
الجدير بالذكر، أشار الباحثون منذ فترة طويلة إلى أن الدماغ البشري ليست مصممة للتركيز لمدة ثماني ساعات متتالية، والجلوس لمدة ثماني ساعات ليس جيداً؛ لأنه يسبب السمنة والكثير من المشاكل الصحية، ونصح الباحثون بضرورة أخذ راحة والخروج بعيداً عن أجهزة الكمبيوتر بممارسة المشي، أو التحدث مع زملاء العمل، أو الحصول على وجبة صحية خفيفة.
تعاني الكثير من دول العالم الثالث من سوء التنظيم في أمورها العامة أو من عدم تطبيق التعليمات والأنظمة بالشكل الصحيح ويعود ذلك غالباً إلى سوء الأنظمة أو عدم وضوحها أو عدم الجدية في التقيد والالتزام بها ويؤثر هذا سلباً على تعامل الأفراد فيما بينهم وبين مؤسسات الدولة أو في أمورهم الخاصة وعادة ما ينتج عن سوء التنظيم اختلاط في الأمور وعدم وضوح للرؤية لدى المسؤولين وموظفيهم لا سيما عند تعاطيهم مع التعليمات التي وضعتها الدولة من اجل تقنين التعامل السليم مع هذه الأنظمة فتتعطل بسبب ذلك المصالح ويبدأ التذمر من المواطن وقد يصل الأمر إلى فوضى عارمة تسود مؤسسات الدولة وتشل حركتها وتؤخر نمو الدولة وتقدمها. ويلمس المراجع لبعض الدوائر والمؤسسات لدينا أنها تعيش حالة غاية من سوء التنظيم وعدم انضباط سواء فيما يتعلق بتعامل الموظف مع المراجع أو في تعامل الموظف مع الأمور المتعلقة بمعاملات مراجعيه وينعكس نوع التعامل الفردي والجماعي مع التنظيم على أعمال هذه المؤسسة فيحدث مثلا أن يسأل مراجع عن مسألة تخص قضية متعلقة به فلا يجد من يجيبه عليها لان التعليمات الخاصة بهذه القضية ليست بالوضوح الكافي لأن يفهمها الموظف حتى ينقلها بشكل صحيح للمراجع ويصادف كذلك أن يتابع شخص معاملة خاصة به فلا يجدها بسهولة لأن الموظف المعني بها لم يحسن وضعها في مكان واضح أو بشكل يمكنه من استرجاعها متى ما دعت الحاجة لذلك ولا نجانب الحقيقة حين نقول أن البعض من المسؤولين يقف عاجزاً عن معالجة وضع كهذا ربما لأنه لا يهتم شخصيا بحالة الفوضى التي يجد عليها نفسه أو موظفي إدارته أو لكونه مشغولا بأمور أخرى أو ليس لديه الوقت الكافي لمتابعة هؤلاء ومعرفة أدائهم وطريقة التنظيم المتبعة في التعامل مع معاملاتهم ولا شك أن سوء التنظيم بشكل عام يحدث إرباكا للموظف ويفسر بعض حالات العصبية التي تلاحظ على بعض الموظفين عند تعاملهم مع مراجعيهم كما يسبب مضيعة للوقت للموظف والمراجع معا ويضعف الأداء العام للمؤسسة ككل مما قد ينعكس سلبا على المجتمع ككل. ومع أن الأنظمة لم توضع إلا لتنظيم الأمور الحياتية للفرد، وسوء تطبيقها يؤدي إلى ظهور مساوئ كثيرة إلا أن هذا لوحده لا يكفي فهناك حقيقة لا يمكن أن نغفلها وتمثل عاملاً مهما في غرس حب التنظيم في الفرد وهي أن التعود على التنظيم سلوك عادة ما يبدأ اكتسابه من المنزل فإذا ما اعتاد الطفل من بداية حياته على حسن الترتيب في أشيائه الخاصة سواء فيما يتعلق بكتبه ودفاتره أو ألعابه وغرفة نومه فان ذلك سينعكس على أدائه في مستقبل عمره سواء في عمله أو تعامله مع الغير. وفي رأيي إن تأثير الوالدين وكذلك المدرسين والمحيط الذي يعيش فيه الطفل على الأبناء بالقدوة والمثال الجيد وتعليمهم الأسلوب الأمثل لترتيب أمور حياتهم مثل وضع لوازمهم وأشيائهم الخاصة في مكانها المعد يفوق دور التعليمات التي تضعها القيادة العليا في المؤسسات العامة والتي يقصد بها التسيير الجيد لهذه المؤسسات إذ ما لم يكن هناك وعي داخلي لدى المواطن بأهمية التنظيم كنظام يتبعه في جميع شؤونه وقناعته بتأثير ذلك على زيادة الإنتاج فضلا عن تعوده الطبيعي على ذلك فان الالتزام به مهما وضعت الدولة من جهات رقابية لن يكون بأفضل حال من وضعه السابق وهذا لا يعني أن حب التنظيم لا يكون فطرياً عند البعض فكثيرا ما نجد ميلا لدى طفل ما نحو ترتيب أشيائه بينما لا يملك أخوه الذي يعيش نفس الظروف البيئية نفس الميل غير أن هذا لا يمنع من القول أن العامل التربوي والتعليمي مهم في هذا الجانب حتى ولو كان في مرحلة متقدمة والدليل على ذلك أن البعض ممن كان يعيش حياة فوضى في أسرة لا تهتم بالجانب التنظيمي كثيرا تغير حاله إلى الأحسن حينما تعرض لظروف بيئية معينة أو لتدريب عسكري يدعو للانضباط والتنظيم. ونختم بالقول أن الأسرة والمدرسة والأجهزة الإعلامية المختلفة مطالبة بإعطاء الجانب التعليمي للتنظيم في حياتنا العناية الكافية فبالتنظيم الجيد تنجح الأمم وتتقدم وعادة ما يصاحب حسن التنظيم النجاح فالطالب المنظم ناجح في دراسته وربما العكس صحيح ولعل أهم ما يميز الأمم المتقدمة عن غيرها من الأمم اقتناعها بالتنظيم وتطبيقه في جميع شؤونها حتى الصغيرة منها فهل نسعى للعمل على غرس حب التنظيم والبعد عن الفوضى في نفوس أبنائنا في حياتنا اليومية لتختفي الظواهر الشاذة التي نلاحظها هذه الأيام في المجتمع ليس هذا فحسب بل لنلمس رقياً حقيقياً لمجتمعنا وبلدنا
0 التعليقات: