الثلاثاء، 8 مارس 2016

العرق



العرق


للتعرق أسباب عديدة، ولمزيلات العرق أو مزيل رائحة العرق مشكلات ومحاذير طبية، سنتعرف من خلال هذه المقالة على أسباب العرق، ومخاطر مزيل العرق.. فتابعوا معنا.




لماذا نتعرق وكيف؟

يضم جلد الإنسان نوعين من الغدد العرقية، الغدد العرقية الفارزة وهي الأشيع والغدد العرقية المفترزة. للغدد العرقية الفارزة شكل أنبوبي وتنتشر في كل أنحاء الجسم عدا بعض الأنحاء وتبلغ حوالي 2-3 مليون عدداً. وتزداد في المناطق التي يكون الجلد فيها أكثر ثخانة، كما في الراحتين مثلاً إذ يقدر تعدادها ب3000 غدة/إنش.

تتضمن كل غدة قسم مفرز لولبي الشكل يتوضع مباشرة أسفل الأدمة (وهي الطبقة الثانية من الجلد) تحت النسيج الشحمي وآخر فارز أنبوبي الشكل وهو الذي يعبر الأنسجة باتجاه السطح. ينتج الشخص البالغ حوالي 100 مل/24 ساعة، وذلك في حال عدم تعرضه لزيادة حرارة أو جهد فيزيائي، وإلا فإن الإنتاج قد يزيد على 10 ل/يوم. ويقدر متوسط الإنتاج اليومي 500مل/يوم.



وظائف الغدة العرقية

أهم وظيفة للغدد العرقية الفارزة هي التنظيم الحراري وذلك عن طريق إحداث تبريد بالتعرق عبر المسامات مما يعني بقاء حرارة الجسم حوالي 37.ْم.

يعرف التعرق بأنه عملية إنتاج سائل يتكون بشكل أساسي من الماء.


بالإضافة إلى شوارد خاصة الكلور والصوديوم، البوتاسيوم ،الكالسيوم، والمغنيزيوم بالإضافة إلى بعض المعادن الزهيدة مثل الزنك والنحاس والحديد والكروم والنيكل والرصاص كما يضم العرق بعض المواد العطرية وكمية صغيرة من حمض اللاكتات والبولة وكلها من السموم التي يتخلص الجسم منها عن طريق التعرق.

يزداد التعرق بارتفاع الحرارة (تسيطر عليه منطقة في الدماغ تسمى منطقة ما تحت المهاد) وهو يتعمم على كامل الجسم. كما ىأن الغثيان والتوتر العاطفي والنفسي الذي يسيطر عليه جزء من الجهاز العصبي ويسمى الجهاز السمبثاوي ويسمى هذا التعرق بالتعرق الإنفعالي ويتمركز عادة بالراحتين، الأخمصين، وأحياناً الجبهة)، وينقص التعرق بشكل عام في الجو البارد.

تتواجد الغدد العرقية المفترزة في مناطق معينة (كالإبط، وحول حلمتي الثدي، والمنطقة المغبنية - التناسلية) وتتوضع أعمق من سابقتها وهي أكبر حجماً وتفرز بدءاً من البلوغ استجابة لتحريض هرموني سائلاً لزجاً عديم الرائحة مكون من دسم وبروتينات،  عند تماسه مع الجراثيم على سطح الجلد بوجود حرارة ورطوبة يكتسب رائحة خاصة.

لابد من التأكيد على أن عرق الإنسان عديم الرائحة إلا إذا حللته الجراثيم المتواجدة على سطح الجلد بالحرارة والرطوبة الزائدة خاصة بمنطقة الإبط.

تحيط بهذه الغدد مجموعة أعصاب تستجيب لمحرضات عديدة منها:

* رسائل آتية من الدماغ مشيرة إلى إرتفاع حرارة الجسم.

* الهرمونات.

* الإنفعالات.

* الجهد الفيزيائي.

ينجم فرط التعرق الإبطي عن زيادة فعالية ال الغدد العرقية الفارزة، والتي يقدر عددها بـ 00052 - 00005 غدة، تسبب هذه الحالة المجهولة السبب والشائعة وغير المهددة للحياة، والتي قد تكون عائلية إزعاجاً عند 1 - 3 ٪ من الناس في العقد الثاني والثالث من الحياة ومن حولهم سواء من حيث المنظر أو الرائحة حيث تحتجز المنطقة العرق مما يسمح للجراثيم أن تعمل على إنتاج الرائحة، وتزداد الحالة سوءاً بالتوتر. تبلغ نسبة هذا النمط من التعرق 40 - 50 ٪ من أنواع فرط التعرق الموضع.

يتم التشخيص بحدوث تعرق زائد ،موضع ،مرئي يدوم مدة 6 أشهر على الأقل ويتميز بما يلي:

* إصابة ثنائية الجانب ومتناظرة.

* إعاقة الفعاليات اليومية.

* سن البدء اقل من 25 سنة.

* إيجابية القصة العائلية.

* توقف التعرق أثناء النوم.



العوامل المؤثرة في فعالية مزيلات الرائحة والتعرق:

تعد هذه المشكلة حالة طبية إجتماعية مؤرقة لصاحبها تعيق حياته على كل الأصعدة وتستدعي المعالجة، وتقع مزيلات الرائحة والتعرق على قمة هرم الحلول المقترحة، ولابد من أخذ عدة أمور بعين الاعتبار عند مناقشة فعالية هذه المنتجات:

* نوع وحجم جزيئات المواد الفعالة.

* أن تكون درجة حموضة وقلوية المنتج متناسبة مع مثيلتها على سطح الجلد.

* يجب أن يتم إجراء إختبارات محددة من هيئة الغذاء والدواء على الصيغة النهائية للتحقق من فعاليتها وسلامتها.

* تجرى الإختبارات على الجنسين لوجود إختلافات فيزيولوجية بينهم.

* التأكد من مضمون المعلومات الموجودة على علبة المنتج.

* من المهم معرفة أن نسبة تخفيف التعرق إثر إستعمال المزيلات العادية لا تتعدى 20٪، بينما تصل إلى 30٪ فقط في الأنواع التي تشير إلى تقليل التعرق بقوة مضاعفة أو بأقصى نسبة. وهذا مهم لتوعية المستهلك عن درجة الفعالية المتوقعة.

* لا يوجد معيار عملي وواضح حول الجرعة المناسبة للتطبيق من حيث قوة الرش أو المسافة أو الزاوية الأمثل للإرذاذ أو حتى مدة الرش، أو عدد مرات مسح المنطقة ومساحتها.

* هناك دائماً فروقات شخصية بين الناس من حيث استجابة الفرد لأي مستحضر.



مزيلات الرائحة

هي مواد تطبق على أي منطقة من الجسم للتقليل من الرائحة الناجمة عن تحلل العرق بالجراثيم. وهي مواد معتمدة على الكحول للحصول على تأثير مبرد عند تبخره، بالرغم من أن الأخير يحرض التعرق مبدئياً، لكنه يقتل الجراثيم مؤقتاً. يضاف لبعض مزيلات الرائحة مضادات جرثومية أكثر فعالية مثل تريكلوزان، أو مبطئات نمو جراثيم. كما تضم المعطرات أو الزيوت الأساسية الطبيعية لإخفاء رائحة العرق.



مزيلات التعرق

تقع مجموعة مزيلات الرائحة تحت مجموعة تدعى مزيلات التعرق والتي تقوم بالوقاية من رائحة التعرق إضافة إلى الحد أو التقليل من إنتاج العرق في مناطق معينة من الجسم كالإبط وهذا ينقص رطوبة المنطقة ويمنع نمو الجراثيم.

تصنف مزيلات الرائحة كمستحضرات تجميل بينما تعد مزيلات التعرق أدوية بحسب هيئة الغذاء والدواء. تشكل أملاح الألمنيوم بأشكالها المختلفة المكون الرئيسي لهذه المستحضرات ولاسيما كلور الألمنيوم، هيدروكلور الألمنيوم.

تتفاعل المركبات المعتمدة على الألمنيوم مع شوارد العرق لتشكل سدادات هلامية في فوهات الغدد العرقية تمنع الإفراز العرقي، تزول هذه السدادات مع الوقت بفعل التجدد البشروي. كما تعمل الأملاح المعدنية بطريقة أخرى إذ تتفاعل مع لييفات الكيراتين في أقنية الغدد وتشكل سدادات فيزيائية تمنع العرق من الوصول لسطح الجلد. إضافة لما سبق فإن لأملاح الألمنيوم تأثير مقبض بسيط على المسام مسبباً انكماشها يضاف كعامل مساعد في منع العرق من الوصول إلى السطح.

إن حصر عدد كبير من الغدد العرقية الفارزة من العمل يقلل من كمية العرق في الإبط، ولكن هذا الأمر يختلف من شخص لآخر.

بدء بإنتاج هذه المستحضرات في نهايات القرن التاسع عشر (1888)، وزاد الطلب عليها بعد الحرب العالمية الثانية عندما ازدادت الوظائف الإدارية وتبين أهمية المظهر الخارجي للموظف وغدا جزءاً مهماً من المؤهلات الوظيفية. تطورت هذه الصناعة لاحقاً من حيث الصيغة الصيدلانية والشكل الخارجي وطرق الإستعمال بشكل كبير، والخيارات الموجودة حالياً لا تعد ولا تحصى وهي بازدياد مستمر.

طرأت مشكلتان في نهاية السبعينات من القرن الماضي غيرتا من شعبية هذه المستحضرات، أولهما سحب مادة ألمنيوم - زركونيوم عام 1977 لعدم سلامتها في حالة الإستنشاق طويل الأمد، ثانيهما الحد من إستعمال مادة الكلوروفلوروكربون الموجودة في أشكال البخاخ من قبل هيئة حماية البيئة في الإرذاذات لتأثيرها السلبي على طبقة الأوزون.



مزيلات التعرق الطبيعية:

تدعى أيضاً باسم "مزيلات الرائحة الطبيعية البللورية"، وتتكون من حجر الشب البوتاسي. وقد اكتسب شعبية مرتفعة في الآونة الآخيرة حجر الشب الأمونيومي (وهو نوع شائع من حجر الشب البلوري) كبديل للمستحضرات التجارية، وقد استعمل قديماً في تايلاند، والشرق الأقصى، والمكسيك.



التأثيرات الجانبية لمزيل العرق:

تتحسس نسبة بسيطة من الناس تجاه الألمنيوم، وقد يسبب التهاب جلد بالتماس. أما مزيلات التعرق الحاوية على حجر الشب البوتاسي الصناعي فيمكن أن تخرش أحياناً.



السمية العصبية للألمنيوم في مزيل العرق:

يعد الألمنيوم بجرعات كبيرة مادة سامة عصبياً، وتبين الدراسات أن الجرعات العالية من الألمنيوم تؤذي العديد من الكائنات عدا الإنسان كالبرمائيات، والفئران، والكلاب حيث تزداد نسبتها في البول، والدم، والدماغ. تؤكد هيئة الغذاء والدواء إمكانية امتصاص كمية من الألمنيوم عبر المجرى المعدي المعوي وعبر الجلد.

ظهر ارتفاع نسبة الألمنيوم الدماغي لدى مرضى داء ألزهايمر في العديد من الدراسات وربط بعضها مع الاستعمال طويل الأمد لمزيلات التعرق. وقد صرحت جمعية داء ألزهايمر: بوجود العديد من العوامل البيئية المرتبطة بهذا الداء ومن ضمنها الألمنيوم، ولكن لم يكشف ارتباط سببي بين مزيلات التعرق والداء. بالإضافة إلى ما سبق وبسبب شيوع هذا المعدن في الطبيعة والمنتجات المختلفة فقد تبين أن الإنسان يحصل على هذا المعدن عن طريق الهواء والماء والطعام ومنتجات العناية اليومية، وتشكل أملاح الألمنيوم الممتصة بسبب تطبيق مزيلات التعرق نسبة لا تتجاوز 2،5٪ من مجموع الوارد.



مزيلات العرق وسرطان الثدي:

سرت شائعات مجهولة المصدر منذ تسعينات القرن الماضي عبر الإنترنت حول علاقة مزيلات التعرق مع الإصابة بسرطان الثدي، كما ظهرت دراسات متفرقة غير وبائية من جهات مختلفة تؤكد ما أشيع، مما دعا بالجمعية الأمريكية للأورام والمعهد الوطني للأورام للتمحيص عبر دراسات مكثفة فتبين عدم وجود علاقة واضحة بين المزيلات وسرطان الثدي.



مزيل العرق ومرضى الفشل الكلوي:

تنصح هيئة الغذاء والدواء مرضى الفشل الكلوي باستشارة أطبائهم قبل استخدام مزيلات التعرق الحاوية على أملاح الألمنيوم لخطورة تراكم هذا العنصر في الجسم.



تأثير مزيل العرق على الثياب:

بعض مزيلات التعرق الحاوية على الزركونيوم تسبب تلون الإبط والثياب بسبب تفاعلها مع العرق مؤدية لتصبغ أصفر.


0 التعليقات: