الثآليل (warts)
عادة ليست ضارة، وغالبا ما تختفي وحدها مع الزمن، إلا أنها
تشوه المظهر، فيما يمكنلبعضها، مثل تلك التي تظهر في القدمين، أن تعيق المشي وتؤدي إلى الألم عند ممارسة الرياضة. ويمكن أنتتحول مهمة إزالة الثآليل إلى نوع من التحدي إلا أن أكثر العلاجات فاعلية، ولحسن الحظ، ليست علاجاتتداخلية.لا تنمو الثآليل إلا في طبقة البشرة أي المنطقة العليا من الجلد. ويحتوي الثألول القياسي على سطح مرتفع خشن (إلا أن بعضها الموجود على الوجه يمكن أن يكون ناعما ومنبسطا). وقد يكون مركز الثألول متبقعا ببقع صغيرةغامقة، التي ليست سوى شعيرات دموية لتغذيته.
ماهية الثآليل
* تظهر الثآليل عندما تنمو خلايا الجلد بشكل أسرع من المعتاد بعدما تصيبها عدوى الفيروس الحليمي البشريhuman papillomavirus (HPV). وتؤدي 10 سلالات من بين 150 سلالة لهذا الفيروس إلى حدوثثآليل الجلد، ومنها الثألول الشائع ، والثألول الأخمص والثألول المنبسط . وتؤدي سلالات معينة من الفيروس إلىظهور ثآليل عند الشرج، أو إلى ثآليل المناطق الجنسية.
وبينما تقود بعض أنواع الفيروس الحليمي البشري المنتقلة عبر الاتصال الجنسي إلى حدوث سرطان عنق الرحموأنواع سرطانات الأعضاء الجنسية، إلا أن سلالات الفيروس المسببة للثآليل نادرا ما ترتبط بحدوث السرطان.
إننا جميعا نتعرض بشكل أو بآخر إلى الإصابة تكرارا ومرارا بالفيروس الحليمي البشري - عندما نتصافح معالآخرين أو نمسك بأكرة الباب مثلا - إلا أن الثآليل تظهر لدى بعض منا فقط، وهذا أمر يصعب تفسيره.
ويهدد الفيروس على وجه الخصوص الأشخاص من البالغين والأطفال المعانين من اضطرابات في جهاز المناعة.ولأسباب لا تزال واضحة تماما فإنه يهدد أيضا بعض العاملين في أعمال ومهن معينة، مثل المتعاملين مع اللحوموالأسماك والدواجن. إلا أن أكثر التفسيرات احتمالا هو أن بعض الأشخاص معرضون أكثر من غيرهم للإصابةبالثآليل.
الثآليل الجلدية ليست معدية، إلا أن عدواها يمكن أن تنتقل من شخص لآخر مباشرة عبر تشققات الجلد بالدرجةالرئيسية. ومن الناحية النظرية فإنه من الممكن أن تنتقل العدوى عبر السطوح مثل أرضيات صالات تغييرالملابس أو الحمامات إلا أنه لا يمكن تحديد الطريقة التي انتقلت بها العدوى. ويمكن للثآليل الانتقال من موقع فيالجسم إلى موقع آخر ولذا يجب غسل الأيادي وكل الأشياء الملامسة للثآليل.
وتختلف العدوى الفيروسية للثآليل عن العدوى البكتيرية مثل عدوى المكورات العقدية في البلعوم، التي يمكنرصدها ومعالجتها والقضاء عليها لأنها تتم وفق نسق واضح محدد. إلا أنه لا يمكن التنبؤ بنسق حدوث الثآليل.ووفقا للدكتورة سوزان أولبرخت طبية الجلدية وعضو اللجنة الاستشارية في «رسالة هارفارد لمراقبة صحةالنساء» فإن «الفيروس المسبب للثآليل يتمركز في الطبقة الأعلى من الجلد، ولذا لا يعرف متى وأين تم التقاطه. فقد يكون الفيروس موجودا لسنوات مضت. ثم يقوم بصنع الثآليل لأسباب لا نزال لا نفهمها. وحتى عندما تضمحلالثآليل، يمكن أيضا رصد الفيروس على الجلد».
علاج الثآليل
* تشير الدراسات إلى أن نحو نصف الثآليل تزول وحدها في غضون سنة، فيما يزول ثلثاها في غضون سنتين،لذلك فإن «الانتظار اليقظ» هو خيار جيد بالتأكيد. إلا أن بعض الخبراء يوصون بالبدء الفوري للعلاج بهدفخفض تأثيرات الفيروس على المناطق المحيطة، وربما أيضا لخفض خطر عودته.
وأمام محدودية نتائج التجارب العشوائية، فقد يكون اللجوء إلى عدد من الخيارات العلاجية مجديا (العلاجات الـ3الأولى تعتبر الأفضل»:
* حمض السلسيليك salicylic acid وهو العنصر الرئيسي في الإسبرين، والاختيار الأول عادة للعلاج. ووفقالإحدى الدراسات فإن حمض السلسيليك كان العلاج الأوحد الذي يوضع مباشرة على الجلد والذي أدى إلى فاعليةأقوى من العلاج الوهمي (مزجت هذه الدراسة المنشورة في عدد أغسطس «آب» 2011 من المجلة البريطانيةللأمراض الجلدية، بين نتائج عدة دراسات سابقة وأعادت تحليلها).
ولا يكلف حمض السلسيليك إلا قليلا وله آثار جانبية ضئيلة. وهو يصنع في شكل منتجات متنوعة تباع من دونوصفة طبية ومنها سائلة، أو جل (هلامية)، أو لصقات. ويتراوح تركيزه فيها بين 17 و40 في المائة (إذ تستخدممنتوجات التركيز الأعلى لعلاج الثآليل السميكة الجلد).
وعند العلاج يمكن نقع الثألول في الماء لفترة 10 إلى 15 دقيقة (أثناء الاستحمام مثلا) وقص الجلد الميت لهبورق الصنفرة أو حجر الخفاف ثم وضع حمض السلسيليك. ويمكن تنفيذ هذه العملية مرة أو اثنتين يوميا لفترة12 أسبوعا.
أما الثآليل الموجودة في مناطق الجلد السميكة مثل كعب القدم فقد تستجيب للصاقات التي توضع عليها لعدة أياممتتالية. وهنا يجب الاستمرار في العلاج لأسبوع أو أسبوعين بعد زوال الثألول بهدف منع عودته مجددا.
العلاج بالتجميد
* التجميد في هذا العلاج يقوم الطبيب برش النتروجين السائل على الثألول ومنطقة صغيرة محيطة به. وتؤديالبرودة الفائقة (التي تصل إلى 321 فهرنهايت تحت الصفر - أي نحو 178 مئوية تحت الصفر) إلى حرق الجلدمسببة الألم، والاحمرار والتقرحات. وتتطلب إزالة الثألول بهذه الطريقة ثلاث أو أربع جلسات علاجية، تجرى كلواحدة منها كل أسبوعين أو ثلاثة. ولا تقدم أي جلسات إضافية تحسنا يذكر.
وبعد شفاء الجلد يوضع حمض السلسيليك لحفز الجلد على التقشر. وقد وجدت بعض التجارب المنفردة علىالأشخاص أن توظيف حمض السلسيليك أو تنفيذ عملية التجميد فعالتان بنفس المقدار وهما تؤديان إلى الشفاءبنسبة 50 إلى 70 في المائة، إلا أن هناك بعض الدلائل التي تشير إلى أن التجميد فعال خصوصا لثآليل اليد.
العلاج بالشريط اللاصق
* شريط لاصق فضي، رغم أن النتائج كانت متفاوتة فإن بعض النتائج السطحية تشير إلى أن هذه الوسيلة القليلةالمخاطر تستحق التجربة، ففي دراسة قورنت فيها عملية التجميد مع الشريط اللاصق ، وضع شريط لاصق علىثآليل المشاركين لمدة ستة أيام. ثم قام المشاركون بإزالته ونقعوا الثآليل ثم حكوها، وتركوها من دون غطاء خلالالليل، ثم غطوها بالشريط مرة أخرى لمدة ستة أيام أخرى. ثم تابعوا هذا النهج لمدة شهرين، أو لحين اختفاءالثألول.
وفي هذه الدراسة كان الشريط اللاصق فعالا بنسبة 45 في المائة تقريبا مقارنة بالتجميد. ولكن دراستين أخريينلم ترصدا وجود أي فائدة له، إلا أنهما اعتمدتا على استخدام شريط لاصق شفاف بدلا من الشريط اللاصق الفضيالقياسي الذي يكون أشد التصاقا وله نوع آخر من المادة اللاصقة.
ولذلك ومع وجود هذه الدلائل المحدودة فإن كنت ترغب في استخدام شريط لاصق فإن من المفضل استخدام النوعالفضي.
ولا يزال مفعول الشريط اللاصق غير واضح تماما - فلربما يؤدي وجوده إلى حرمان الثآليل من الأكسجين، أو أنالجلد الميت والدقائق المسببة له تزول مع اللاصق عند رفعه. ويلجأ بعض الناس إلى وضع حمض السلسيليك قبل لصق الشريط.
* مواد أخرى، يمكن علاج الثآليل التي لا تستجيب إلى العلاجات القياسية بأدوية موصوفة طبيا. ويعتبر مرهمالعلاج المناعي «إيميوكويمود» imiquimod («ألدارا» Aldara) علاجا قياسيا لثآليل المناطق الجنسية،ويعطى أيضا لعلاج الثآليل الجلدية رغم أنه لم يختبر في التجارب العشوائية المخصصة لهذا الغرض.
ويعتقد أن هذا الدواء يؤدي مهمته بدفعه الجسم إلى إحداث استجابة مناعية أو تهيج في موقع الثألول. وفي مبدأيسمى «العلاج المناعي ما بين الأورام» يتم حقن الثآليل بمولد مضادات اختباري للجلد (مثل النكاف أو الكانديدا) لدى الأشخاص الذين يوجد لديهم استجابة مناعية لمولد المضادات هذا.
أما المواد الأخرى التي يمكن استخدامها كوسائل لعلاج الثآليل المستعصية فهي العلاج بالدواء الكيميائي«فلوروراسيل» fluorouracil (5 - FU) الذي يوضع كمرهم، أو «بليوميسين» bleomycin الذي يحقنفي الثألول. وكل هذه العلاجات لها آثار جانبية، كما أن دلائل فاعليتها تظل محدودة.
الإزالة والقطع
والمصطلح الفني لهذه العملية هو التجفيف الكهربائي أو الكي والكحت وباستخدام تخدير موضعي يقوم الطبيببتجفيف الثألول مستخدما إبرة كهربائية ثم يقوم بكحته نهائيا. وتخلف هذه العملية الندوب (كما هو الحال أيضاعند إزالة الثألول بالمبضع، وهو خيار آخر). وهذه الوسيلة تخصص عادة للثآليل التي لا تستجيب للعلاجاتالأخرى وينبغي تفاديها عموما لعلاج ثآليل باطن القدم
0 التعليقات: