الأحد، 9 أكتوبر 2016

داءُ الكبِد الكحوليّ



داءُ الكبِد الكحوليّ

 alcohol-related liver disease إلى ضررٍ في الكبِد تُسبِّبه مُعاقرةُ الخمرة، وينطوي على مراحِل عديدة من الشدَّة وطيفٍ من الأعراض المُرافقَة.
لا يُسبِّبُ داءُ الكبِد الكُحولي أيَّةَ أعراض غالباً إلى أن يتفاقمَ الضررُ الذي أصاب الكبِد، ويعني هذا أنَّ مُعظمَ الحالات تُشخَّص في أثناء الخُضوع إلى اختِباراتٍ حول مشاكل صحيَّة أخرى، أو عندما يصِلُ الضررُ الذي أصاب الكبِد إلى مرحلةٍ شديدةٍ.


الكُحول والكبِد
يُعدُّ الدِّماغُ أكثرَ أعضاء الجسم تعقيداً، ويأتي بعده الكبِدُ الذي تنطوي وظائِفُه على التالي:
تنقية الدَّم من السُّموم.
المُساعدَة على هضم الطعام.
تنظيم مُستويات سكَّر الدَّم والكولسترول.
المُساعدة على مُكافحة العدوى والأمراض.
الكبِدُ عُضوٌ مرِنٌ جدَّا، ويملك القُدرةَ على تجديد نفسه، ولكن في كلّ مرَّة يُنقِّي فيها الدَّم من الكُحول، تموت بعضُ خلاياه.
يستطيعُ الكبِدُ تجديدَ خلاياه، ولكن تُؤدِّي مُعاقرة الخمرة فترةً طويلة إلى التقليلِ من هذه القُدرة، ويُصاب الكبِد بضررٍ خطيرٍ ودائِمٍ.


مراحِل داء الكبِد الكُحوليّ
هناك 3 مراحِل رئيسيَّة لداءِ الكبِد الكُحوليّ، رغم وجود تداخُل بين كلِّ مرحلةٍ وأخرى، وتنطوي هذه المراحِلُ على:
داء الكبِد الدُّهنيّ الكُحولي ALCOHOLIC FATTY LIVER DISEASE
يُؤدِّي شُرب الكُحول بكميَّاتٍ كبيرةٍ، حتى لأيَّامٍ قليلةٍ، إلى تراكُم الدُّهون في الكبِد، أو ما يُسمَّى داء الكبِد الدُّهنيّ الكُحوليّ، وهُو يُعدُّ المرحلةَ الأولى من داء الكبِد الكُحوليّ.
من النَّادِر أن يُسبِّبَ داءُ الكبِد الدُّهنيّ أيَّة أعراض، ولكنَّه يُمثِّل علامةً تحذيريَّةً مُهمَّةً على أنَّ الشخصَ يُعاقِرُ الخمرة بمُستوياتٍ ضارَّة.
يُمكن أن يشفى الشخصَُ من داء الكبِد الدهنيّ إذا امتنع عن مُعاقرة الخمرة لأسبُوعينِ، وتعود وظائفُ الكبِد إلى طبيعتها.
التِهاب الكبِد الكُحوليّ ALCOHOLIC HEPATITIS
هُو حالةٌ خطيرة لا علاقةَ لها بالتِهاب الكبِد العدوائيّ infectious hepatitis، ويُمكن أن يُصابَ الشخصُ بالتِهاب الكبِد الكُحولي بسبب مُعاقرة الخمرة فتراتٍ طويلة؛ وفي بعض الحالات غير الشائِعة، يُمكن أن يحدُث نتيجة شُرب كميَّة كبيرةٍ من الكُحول في فترةٍ زمنيَّةٍ قصيرة.
يشفى الضررُ في الكبِد، والذي يترافق مع التِهاب الكبِد الكُحولي الخفيف، إذا امتنع الشخصُ عن مُعاقرة الخمرة بشكلٍ نهائيّ غالباً؛ ولكن يُعدُّ التِهابُ الكبد الكُحولي الشَّديد مرضاً خطيراً يُهدِّدُ الحياة، حيث لا يُدرِك مُعظمُ الناس أنَّ الكبِد قد تضرَّر إلّا بعد أن تصِلَ الحالة إلى هذه المرحلة.
تشمُّع الكبِد CIRRHOSIS
يُعدُّ تشمُّعُ الكبِد مرحلةً من التِهاب الكبِد الكُحولي، حيث يُصاب هذا العضو بالتندُّب بشكلٍ ملحُوظٍ؛ ومع ذلك، قد لا تظهر أيُّ أعراض واضِحة، وبشكلٍ عام لا يَشفى الكبِد إن وصل إلى هذه المرحلة، ولكن قد يُساعِد الامتناع عن مُعاقرة الخمرة مُباشرةً على الوِقاية من المزيد من الضرر في الكبِد، ويزيد من مُتوسِّط عُمر الشخص.

يقول الأطبَّاءُ إنَّ الإنسانَ الذي يُعاني من تشمُّع الكبِد الكُحوليّ، ولا يمتنِع عن مُعاقرة الخمرة، ستكون فُرص أن يعيشَ لخمس سنواتٍ أخرى على الأقلّ أدنى من 50 في المائة.


أعراض داء الكبِد الكُحوليّ
في العديدِ من الحالات، لا تظهر عندَ مرضى داء الكبِد الكُحولي أيَّة أعراض واضِحة إلى أن يتضرَّر الكبِد بشكلٍ شديد.
الأعراض المُبكِّرة
تكون الأعراضُ المُبكِّرة لداء الكبِد الكُحولي غامضةً عادةً، وتنطوي على التالي:
ألم في البطن.
ضعف الشهيَّة.
تعب.
شُعور بالمرض.
إسهال.
شُعور بالتوعُّك بشكلٍ عام.
الأعراض المُتقدِّمة
عندما يزداد الضررُ الذي أصاب الكبِد، يُمكن أن تظهرَ أعراض أكثر وُضوحاً وخطورة، مثل:
اصفِرار البشرة وابيِضاض العينين (اليرقان jaundice).
تورُّم الساقين والكاحِلين والقدَم بسبب تراكُم السَّائِل (وذمة oedema).
انتِفاخ في البطن بسبب تراكُم السائل (استسقاء البطن ascites).
حُمَّى ونوبات ارتِعاش.
حكَّة شديدة في الجلد.
تساقُط الشعر.
تحدُّب غير طبيعيّ في نِهايات الأصابِع والأظافر (تعجُّر الأصابِع clubbed fingers).
بُقع حمراء على راحة اليد blotchy red palms.
نقص ملحُوظ في وزن البدن.
ضعف ونقص في كتلة العضلات.
ارتِباك ومشاكِل في الذَّاكِرة والنَّوم (أرَق insomnia)، وتغيُّرات في الشخصية بسبب تراكُم السموم في الدِّماغ.
تقيُّؤ دمويّ وبراز أسود قطرانيّ بسبب نزفٍ داخليّ.
ميل نحو النزف وظهور كدمات بسهولة، مثل النزف المُتكرِّر من الأنف واللثَّة.
حساسيَّة زائِدة تِجاه الكُحول والأدوية، لأنَّ الكبِدَ لا يستطيع التعاملَ بشكلٍ مُناسب مع استِقلاب هذه المواد.


متى تجِب استِشارة الطبيب
لا يُسبِّبُ داءُ الكبِد الكُحولي أيَّة أعراض عادةً إلى أن يصِل إلى مراحِل مُتقدِّمة، ولذلك يجب على من يُعاقِر الخمرة أن يُدرِك أنَّه يُواجِه زِيادةً في خطر هذا المرض، وأن يطلبَ استشارة الطبيب حتى إن كان يبدو سليماً بشكلٍ عام.


أسباب داء الكبِد الكُحوليّ
يُصاب الشخصُ بداء الكبِد الكُحوليّ عندما يُكثِرُ من شُرب الكُحول، وذلك على الشكل التالي:
شُرب كميَّاتٍ كبيرةٍ من الكُحول في فترةٍ زمنيةٍ قصيرةٍ، حيث يُؤدِّي هذا إلى الإصابة بداء الكبِد الدُّهني، وبالتِهاب الكبِد الكُحوليّ أحياناً.
شُرب الكُحول على المدى الطويل، ويُؤدِّي هذا إلى الإصابة بالتِهاب الكبِد وتشمُّع الكبِد.
عوامِل إضافيَّة
يُؤدِّي شُربُ كميَّاتٍ كبيرةٍ من الكُحول إلى الإصابة بداء الكبِد الكُحوليّ، ولكن هُناك عوامِل أخرى يُمكنها أن تزيدَ من فُرص الإصابة بهذا المرض أيضاً، وتنطوي على:
الوزن الزائِد أو البدانة.
جنس الإنسان، فالنِّساءُ أكثر عرضةً للتأثيرات الضارة للكُحول بالمُقارنةِ مع الرِّجال.
مشكلة صحيَّة موجودة مُسبقاً في الكبِد، مثل التِهاب الكبد سي.
الوِراثة، فالإدمانُ على الكُحول ومشاكل مُعالجة استِقلاب الكُحول تنتقِل بين أفراد العائلة عادةً.


تشخيص داء الكبِد الكُحوليّ
غالباً ما يُشتَبه بداء الكبِد الكُحولي أوَّلاً عندما يخضع الشخصُ إلى فُحوصاتٍ حول مشكلة صحيَّةٍ أخرى، وتُبيِّنُ النتائج أن الكبِد مُتضرِّر.
ويعُود السببُ في هذا إلى أنَّ داء الكبِد الكُحولي يُسبِّبُ القليلَ من الأعراض الواضِحة في مراحِله المُبكِّرة؛ وعندما يشتبِه الطبيب بوجود هذه الحالة، يطلب إجراء فحص للدم عادةً لتفحُّص وظائِف الكبِد، وقد يطلب أيضاً معلومات حول استِهلاك الكُحول، وهي معلوماتٌ مهمَّة تُجنِّبُ الشخصَ الخُضوعَ إلى المزيد من الفُحوصات غير الضروريَّة أو التأخير في المُعالجة التي يحتاج إليها.
اختِبارات الدَّم
تُعرَف اختباراتُ الدَّم المُستخدَمة لتقييم الكبِد باسم اختبارات وظائِف الكبِد liver function tests، ويُمكن أن يخضع إليها الشخص في العديد من مراحِل داء الكبِد. 
كما يُمكن لهذه الاختِبارات أن تتحرَّى أيضاً عن المُستويات المُنخفِضة من موادّ مُعيَّنة، مثل بروتين ألبومين المصل serum albumin الذي يُنتِجه الكبِد، حيث تُشيرُ المُستويات المُنخفِضة منه إلى أنَّ الكبِد لا يعملُ بشكلٍ مُناسِب.
كما يُمكن التحرِّي أيضاً عن علاماتٍ لتجلُّطٍ غير طبيعي للدَّم، وهي تُشيرُ إلى ضررٍ في الكبِد.
اختِبارات إضافيَّة
إذا أشارَت الأعراضُ أو اختِبارات وظائِف الكبِد إلى شكلٍ مُستفحِلٍ من داء الكبِد الكُحوليّ، أي إمَّا التِهاب الكبِد الكُحوليّ أو تشمُّع الكبِد، قد يحتاج الأمرُ إلى المزيد من الاختِبارات، وتنطوي هذه الاختباراتُ على التالي:
الفُحوصات التصويريَّة
قد يحتاج الحُصولُ على صُورة مُفصَّلةٍ للكبِد إلى فُحوصاتٍ تصويريَّة، مثل:
التصوير بالأمواج الصوتيَّة.
التصوير المقطعيّ المُحوسَب.
التصوير بالرَّنين المغناطيسيّ.
قد تُساعِد بعضُ الفُحوصات التصويريَّة على تحديد التيبُّس في الكبِد، وهو إشارةٌ تُوضِّح ما إذا تعرَّض الكبِدُ إلى التندُّب.
خزعة الكبِد LIVER BIOPSY
في أثناء أخذ خزعة من الكبِد، يُدخِلُ الطبيبُ إبرةً رقيقة بين الأضلاع إلى الكبِد، ثُم يأخذ عيِّنة صغيرة من خلايا الكبِد، ويُرسِلها إلى المُختبَر لتفحُّصها تحت المِجهرِ وتحديد درجة التندُّب في الكبِد وسبب الضَّرر، ويحتاج هذا الإجراءُ إلى التخدير الموضعيّ عادةً.
التنظير الدَّاخلي ENDOSCOPY
المنظارُ endoscope هُو أنبوب طويل رقيق مُزوَّد بإضاءةٍ وكاميرة فيديو في نِهايته، يُدخِله الطبيبُ عبرَ الفم إلى المريء، ومن ثمَّ إلى داخِل المعِدة.
تُنقَل صُوَرُ المريء والمعِدة إلى شاشةٍ خارِجيَّة، حيث يبحث الطبيبُ عن أورِدةٍ مُنتفِخةٍ (دوالي varices)، وهي من علامات تشمُّع الكبِد.


عِلاج داء الكبِد الكُحوليّ
تستنِدُ المُعالجةُ الناجِحة لداء الكبِد الكُحولي إلى التِزام الإنسان بالامتِناع نهائياً عن مُعاقرة الخمرة، وإحداث بعض التغيُّرات في أسلوب حياته.
الامتِناع عن مُعاقرة الخمرة
تنطوي مُعالجةُ داء الكبِد الكُحولي على الإقلاع عن شُرب الكُحول أو ما يُعرَف باسم الامتِناع abstinence، وهو أمرٌ على درجة كبيرة من الأهميَّة، ويستنِدُ إلى المرحلة التي وصلت إليها الحالة.
إذا كان الشخصُ يُعاني من داء الكبِد الدُّهنيّ، قد يشفى الضررُ الذي لحِق بالكبِد عندما يمتنِعُ عن شُرب الكُحول لأسبُوعين على الأقلّ؛ بينما يجب عليه الامتِناع بشكلٍ دائِمٍ عن شرب الكُحول إذا كان يُعاني من شكلٍ أكثر خطورة لهذا الدَّاء، مثل التِهاب الكبد الكُحوليّ أو تشمُّع الكبِد؛ فالامتِناعُ عن شُرب الكُحول هُو الطريقة الوحيدة للوِقاية من تفاقُم الحالة وحتى الوفاة بسبب هذا المرض؛ وبمعنى آخر، لن تنفع أيَّة مُعالجة دوائيَّة أو جراحيَّة في الوِقاية من فشل الكبِد إذا لم يمتنع الإنسان عن شُرب الكُحول.
أعراض الامتِناع WITHDRAWAL SYMPTOMS
ربَّما يُعاني الشخصُ من أعراض الامتِناع عندما يُحاوِلُ التوقُّفَ عن شُرب الكُحول، خصوصاً في أثناء أوَّل يومين، ولكن غالباً ما تبدأ هذه الأعراضُ بالتحسُّن بعد أن يعتاد الجسم على عدم استِهلاك الكُحول، ويحتاج هذا الأمرُ إلى فترةٍ تتراوَح بين 3 إلى 7 أيَّام ابتداءً من آخر مرَّة شرِب فيها كُحولاً.
كما يتعرَّض العديدُ من الناس إلى اضطراب في النَّوم عندما يمتنِعون عن شُرب الكُحول، ولكن وفي مُعظم الحالات تعُود نماذِج النوم لديهم إلى طبيعتها خلال شهرٍ واحِدٍ.
قد يتطلَّب الأمرُ في بعض الحالات أن يمتنِع الشخص عن شُرب الكُحول تدريجيَّاً لتجنُّب مشاكِل الامتِناع، أو يُنصح بتناوُل دواء يُسمَّى بنزوديازيبين benzodiazepine، أو بالخُضوع إلى العِلاج النفسيّ مثل العِلاج السلوكيّ المعرِفيّ cognitive behavioural therapy.
يحتاج بعضُ المرضى إلى البقاء في المُستشفى أو عيادة مختصَّة بإعادة التأهيل في أثناء المرحلة الأوَّلية من الامتِناع، وذلك لمُراقبتهم عن كثب.
الوِقاية من انتكاس الحالة
عندما يمتنِعُ الشخصُ عن شُرب الكُحول، قد يحتاجُ إلى المزيد من المُعالَجة لضمان عدم عودته إلى الشرب من جديد، ويبدأ هذا بالعلاج النفسيّ عادةً، حيث يطلب اختصاصيّ العِلاج النفسيّ من المريض التحدُّث عن الأفكار التي تجُول في ذهنه وعن مشاعره، وكيف تُؤثِّرُ في سُلوكه وعافيته.
إذا لم ينجح العلاجُ النفسيّ وحدَه، قد يحتاج الأمرُ إلى أدوية تُساعِد على الامتِناع عن الكُحول، مثل:
أكامبروسيت acamprosate.
نالتريكسون naltrexone.
ديسلفيرام disulfiram.
مجمُوعات المُساعدة الذَّاتِيَّة
يرى مُعظمُ الأشخاص الذين يُعانُون من الإدمانِ على الكُحول أنَّ الالتِحاق بمجمُوعات المُساعَدة الذَّاتية يُساعِدهم على التوقُّف عن مُعاقرة الخمرة.
النَّظام الغذائيّ والتغذِية
يشيعُ سُوءُ التغذِية بين مرضى داء الكبِد الكُحوليّ، ولذلك من المهمّ أن يتناوَل الشخصُ نِظاماً غذائيَّاً مُتوازِناً حتى يحصل على المواد المُغذِّية التي يحتاج إليها.
يُساعِد تجنُّبُ الطعام المالح أو عدم إضافة الملح إلى الطعام على التقليل من خطر تورُّم الساقين والقدمين والبطن، أي التورُّم الذي يحدُث بسبب تراكُم السائل.
يُمكن أن يُؤدِّي الضررُ الذي يُصيب الكبِد إلى عدم القُدرة على تخزين الغليكوجين glycogen، وهو نوعٌ من السُّكريات المُعقَّدة التي تُنتِج الطاقةَ على المدى القصير؛ وعندما يحدُث هذا، يستخدِمُ البدنُ نُسجَ العضلات لإنتاج الطاقة بين الوجبات، ممَّا يُؤدِّي إلى نقص في كُتلة العضلات وضعفها، ولذلك قد يحتاج الشخصُ إلى المزيد من الطاقة والبروتينات في نِظامه الغذائيّ.
يُمكن أن تُساعِد الوجباتُ الخفيفة الصحيَّة التي يتناولها الشخصُ بين الوجباتِ الرئيسيَّة على تعويض النقص في السعرات الحراريَّة والبروتينات، كما يُمكنها أيضاً أن تجعل الشخصُ يتناول 3 أو 4 وجبات صغيرة في اليوم بدلاً من وجبة كبيرةٍ أو اثنتين. وفي مُعظم الحالات الشديدة من سُوء التغذِية، قد يحتاج الشخصُ إلى تغذيته من خلال أنبوب عبر الأنف إلى داخِل المعِدة.
الأدوية المُستخدَمة لمُعالجة الأعراض
هناك جدلٌ في الأوساط الطبيَّة حول فعَّالية الأدوية المُستخدَمة لعلاج داء الكبِد الكُحولي مُباشرةً؛ وبالنسبة إلى الذين يُعانُون من التِهاب الكبِد الكُحوليّ الشديد، قد تكون مُعالجتهم في المُستشفى ضروريَّةً؛ حيث قد يحتاج الأمرُ إلى استِخدام الستيرويدات القشريَّة corticosteroids أو البنتوكسيفيلين pentoxifylline للتقليل من الالتِهاب في الكبِد، بالإضافة إلى تقديم الموادّ المُغذِّية.
تنطوي الأدويةُ الأخرى المُستخدَمة لعِلاج الضرر الذي أصاب الكبِد على:
الستيرويدات الابتِنائيَّة anabolic steroids، وهي نوع قويّ من الستيرويدات.
بروبيل ثيويوراسيل propylthiouracil، صُمِّم هذا الدَّواء بالأصل لعلاج فرط نشاط الغدَّة الدرقيَّة overactive thyroid gland.
يجب التنويه هُنا إلى أنَّه لا تُوجد أدلَّة كافِية على فعَّالية هذه الأدوية في علاج داء الكبِد الكُحولي، كما أنَّها لم تعُد مُستخدَمةً لعلاج التِهاب الكبِد الكُحولي.
زرع الكبِد liver transplants
يفقِدُ الكبِدُ قدرتَه على العمل عندما يصل داء الكبِد الكُحولي إلى أكثر مراحله شدَّة، وينتهي الأمر بفشل الكبِد، ممَّا يجعل زرع الكبِد الطريقةَ الوحيدة المُستخدمة حالياً للتعامُل مع فشل الكبِد النهائيّ.
ربَّما يأخذ الطبيب في الاعتِبار زرع الكبِد للمريض إذا كان:
مُصاباً بفشل الكبِد المُستفحِل بالرغم من عدم مُعاقرة الخمرة.
لديه القدرة من الناحية الصحيَّة على البقاء على قيد الحياة بعدَ العمليَّة.
الالتِزام بعدم مُعاقرة الخمرة لبقيَّة الحياة.
تناوُل الأدوية عند الإصابة بداء الكبِد الكُحوليّ
من المهم أن يستشير المريضُ بداء الكبِد الكُحوليّ الطبيبَ قبلَ تناوُل الأدوية التي تُباع بِدون وصفةٍ طبيَّةٍ أو حتى الأدوية التي يصِفها الطبيب، وذلك لأن هذا المرضَ يُؤثِّرُ في طريق استِقلاب الأدوية في البدن.


مُضاعَفات داء الكبِد الكُحوليّ
هناك عددٌ من المُضاعفات الخطيرة التي يُمكن أن تترافقَ مع داء الكبِد الكُحولي، مثل:
ارتِفاع ضغط الدَّم البابِيّ والدوالي portal hypertension and varices
ارتِفاعُ ضغط الدَّم البابِيّ هو من المُضاعفات الشائِعة لتشمُّع الكبِد، وأحياناً لالتِهاب الكبِد الكُحولي، وهو يحدُث عندما يرتفِع ضغط الدَّم في داخِل الكبِد إلى مُستوى خطير.
عندما يتندَّب الكبِدُ بشكلٍ شديد، يصعب على الدم المرور عبره، ممَّا يُؤدِّي إلى زِيادةٍ في ضغط الدَّم حول الأمعاء.
يجب على الدَّم أن يجدَ طريقةً جديدة للعودة إلى القلب، ويقوم بهذا من خلال فتح أوعية دمويَّة جديدة تكون غالباً في مُحاذاة بطانة المعِدة أو المريء، وهي تُسمَّى الدوالي varices.
إذا وصل ارتفِاعُ ضغط الدَّم إلى مُستوى يُصبِح فيه من الصعب على الدوالي تحمُّله، ستتعرَّض جدرانها إلى التشقُّق والنَّزف، وقد يستمر النَّزفُ فتراتٍ طويلةً، ويُؤدِّي بدوره إلى فقر الدَّم، كما يُمكن أيضاً أن يتقيَّأ المريض دماً ويتحوَّل لونُ برازه إلى الأسود الذي يُشبِه القطران.
يُمكن عِلاجُ تشقُّق جدران الدوالي باستِخدام منظار لتحديد مكانها، ثُمَّ تُستخدم ضمادة دقيقة لختم أو سدِّ قاعدة الدوالي بشكلٍ مُجكَم.
الاستِسقاء ascites
قد يتعرَّض الشخصُ الذي يُعاني من ارتفِاع ضغط الدَّم البابِيّ إلى تراكُم السائل في البطن وحول الأمعاء، أو ما يُسمَّى الاستسقاء (الحَبَن)، ويُمكن عِلاجُ هذه المُضاعفة عن طريق تناوُل مُدِرَّات البول diuretics؛ ولكن إذا لم تنفع المُدرَّات، يُمكن أن تتراكم كميةٌ كبيرة من السائِل، ويُصبِح من الضروري تفريغها من خلال إجراءٍ يُسمَّى البزل paracentesis، حيثُ يجري إدخال أنبوب طويل ورقيق عبر الجلد إلى مكان تراكم السائل وتحت التخدير الموضعيّ.
من المُحتَمل أن يترافق الاستسقاءُ مع زِيادة في خطر عدوى في السائل (التِهاب البريتوان الجرثوميّ التلقائيّ spontaneous bacterial peritonitis)، وهي مُضاعفة شديدة الخُطورة وتتربِطُ بزيادةٍ في خطر الفشل الكلويّ والوفاة.
الاعتِلال الدِّماغيّ الكبِدي hepatic encephalopathy
من أهمّ وظائف الكبِد التخلُّصُ من السموم الموجودة في الدَّم؛ وعندما يعجز الكبِدُ عن فعل هذا بسبب التِهاب الكبِد أو تشمُّع الكبِد، تزداد مُستوياتُ السموم في الدَّم ويُصاب الشخصُ بما يُسمَّى الاعتِلال الدِّماغيّ الكبِديّ.
تشتمل أعراضُ الاعتِلال الدِّماغيّ الكبِديّ على:
الهياج agitation.
التشوُّش الذهنيّ confusion.
التَّوهان أو عدم الاهتِداء disorientation.
تيبُّس العضلات muscle stiffness.
رُعاش عضليّ muscle tremors.
صُعوبة الكلام.
الغيبوبة في الحالات الخطيرة.
قد يحتاج الاعتِلالُ الدِّماغيّ الكبِدي إلى دُخول المستشفى، حيث يُقدَّم للمريض أدوية للتخلُّص من السموم في الدَّم.
سرطان الكبِد
يُمكن أن يُؤدِّي الضرر في الكبِد بسبب شُرب الكُحول لسنواتٍ طويلة إلى زِيادةٍ في خطر الإصابة بسرطان الكبِد.


الوِقاية من داء الكبِد الكُحوليّ
لا ريبَ في أنَّ الامتِناعَ عن مُعاقرة الخمرة هو أفضل طريقة فعَّالة للوِقاية من داء الكبِد الكُحوليّ، والحِفاظ على صحَّة البدن بشكلٍ عام.

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@



التهاب الكبد Hepatitis
محتويات الصفحة
ما هو التهاب الكبد أعراض الأسباب وعوامل الخطر العلاج ما هو التهاب الكبد التهاب الكبد
التهاب الكبد هو عملية تتميز بدرجات مختلفة من ارتشاح (Iinfiltration) الكبد بواسطة خلايا التهابية من الجهاز المناعي (Immune system)، وبتلف خلايا نسيج الكبد نفسه. يصنف التهاب الكبد وفقا لمدة استمراره (حاد عند استمراره اقل من 6 اشهر، او مزمن)، وفق نمطه المرضي (Pathological pattern) ووفق المسبب له.

تحتوي هذه المقالة على تفصيل بالعوامل الاساسية التي من شانها التسبب باصابة في الكبد تظهر كالتهاب الكبد. هناك العديد من الملوثات التي قد تؤدي الى التهاب الكبد، لكن التلوث يكون، في معظم الاحيان، فيروسيا، وفي الغالب من فيروسات التهاب الكبد: ا، ب، ج، د، هـ (A، B، C، D، E). بقية التلوثات الفيروسية هي اقل شيوعا، وكذلك الملوثات الجرثومية، الملوثات الفطرية والملوثات الطفيلية، هي اقل شيوعا بكثير.

من الممكن ان يؤدي الضرر السمي للكبد، ايضا، الى تطور التهاب الكبد. والكحول هي الذيفان (toxin) الاكثر شيوعا في هذه المجموعة، والتهاب الكبد الكحولي هو جزء من المرض الكحولي الذي يصيب الكبد.

كما ان العديد من الادوية قد تؤدي، هي ايضا، الى التهاب الكبد، مثل: الباراسيتامول (Paracetamol) والايزونيازيد (Isoniazide). كما يمكن ان يتضرر الكبد من جراء التعرض لذيفانات مختلفة، مثل المذيبات العضوية (رباعي كلوريد الكربون - carbon tetrachloride) والفطريات السامة.

تولى في الفترة الاخيرة اهمية كبيرة للتغيير الدهني اللا كحولي باعتباره سببا جديا لالتهاب الكبد المزمن وتشمع الكبد (Liver cirrhosis). من الممكن ان يؤدي الاضطراب الحاد في تزويد الكبد بالدم الى التهاب الكبد الاقفاري (Ischemic hepatitis)، وكذلك الى احتقان (Congestion) في الكبد، بسبب فشل القلب الاحتقاني (Congestive heart failure) او متلازمة باد - كياري (Budd - Chiari syndrome). الامراض الايضية (Metabolic diseases) المسببة لتشمع الكبد، مثل مرض ويلسون (Wilson's disease)، داء ترسب الاصبغة الدموية (Hemochromatosis) ونقص الفا 1- انتي تريبسين (Alpha 1 - antitrypsin)، قد تظهر كلها ايضا على شكل التهاب الكبد المزمن.

وقد يظهر التهاب الكبد بالية مناعية ذاتية (التهاب الكبد بالمناعة الذاتية - Autoimmune hepatitis) بصورة منفردة، كمرض بحد ذاته، او كجزء من امراض مجموعية (Systemic disease)، مثل مرض الساركويد (Sarcoidosis). من الممكن ظهور التهاب الكبد بعد عملية زراعة كبد، وذلك كتعبير عن رفض الجسم للكبد المزروع، او من خلال معاودة المرض الاولي. ومن الممكن ان تشمل امراض قنوات المرارة التي تسبب، بشكل عام، اليرقان الانسدادي (Obstructive jaundice)، التهاب في الكبد، ايضا. احيانا، يكون التهاب الكبد مصحوبا بامراض معوية التهابية، بالاضافة الى الداء البطني (السيلياك - Celiac).

يعتبر التهاب الكبد الورمي الحبيبي (Granulomatous hepatitis) نوعا خاصا وفريدا من التهابات الكبد، وهو يتميز بتواجد اورام حبيبية (Granulomas) في الخزعة (Biopsy) الماخوذة من الكبد. وقد ينشا التهاب الكبد الحبيبي، هو الاخر، من ملوثات (مثل جرثومة داء السل - Tuberculosis)، بواسطة امراض مناعية ذاتية (مثل، ساركويد – Sarcoidosis)، بسبب داء كرون (Crohn's disease - داء الورم الحبيبي الالتهابي الهضمي المزمن) او كردة فعل على ادوية او مرض اولي في الكبد.

قد ينتهي التهاب الكبد بالشفاء التام، ولكنه قد يتفاقم ايضا الى فشل كبدي حاد (Acute hepatic failure)، تشمع الكبد (CirrhosisLiver) والتهاب مزمن بدرجات مختلفة. يتاثر سير المرض واحتمالات الشفاء منه بالعامل الممرض (المسبب للمرض) وبحالة المريض الاساسية: سنه، حالته المناعية، الحمل وامراض مرافقة. فمثلا، يتم الشفاء التام، دون علاج، لدى معظم المرضى المصابين بالتهاب الكبد بسبب فيروس التهاب الكبد من نوع ا (Hepatitis A)، وقد يموت نحو 0.4%  بسبب الفشل الكبدي (وخاصة من بين المسنين)، ولكن هذا المرض لا يظهر صورة مزمنة. في المقابل، يصاب بين 50% - 90% من المرضى المصابين بفيروس التهاب الكبد من نوع ج (Hepatitis C) بالتهاب الكبد المزمن، اذا لم تتم معالجتهم.

أعراض التهاب الكبد
اعراض التهاب الكبد ليست محددة، وهي تشمل: الحمى (ارتفاع درجة حرارة الجسم)، الضعف، فقدان الشهية، الغثيان والقيء، الالم في القسم الايمن العلوي من البطن، الام المفاصل، الام العضلات، اليرقان والبول الداكن اللون. نسبة مرتفعة من مرضى التهاب الكبد لا تظهر لديهم اية اعراض ويتم اكتشاف المرض لديهم بطريق الصدفة، من خلال فحوصات الدم. لدى اخرين، قد يكون الفشل الكبدي هو العرض الاولي لظهور المرض.

الاعراض السريرية لالتهاب الكبد ليست محددة، هي ايضا، والشائعة من بينها هي: اليرقان، تضخم الكبد، تضخم الطحال وحساسية الكبد للتحسس. يمكن ان يظهر في الفحوصات المخبرية ارتفاع في تركيز انزيمات الكبد من نوع ناقلات الامين (Aminotransferase) يرافقه، احيانا، ارتفاع في تركيز البيليروبين (Bilirubin). وقد يكون عدد خلايا الدم البيضاء مرتفعا، سليما (طبيعيا) او منخفضا. وكذلك الامر بالنسبة لعدد صفيحات الدم (Thrombocytes).

أسباب وعوامل خطر التهاب الكبد
يمكن تقسيم العوامل الشائعة المسببة لالتهاب الكبد الى عدة مجموعات:

 تلوثية: فيروسات التهاب الكبد ا، ب، ج، د، هـ (A، B، C، D، E)، فيروس ايبشتاين - بار (Epstein - Barr virus - EBV)، الفيروس المضخم للخلايا (Cytomegalovirus – CMV)، فيروس الهربس البسيط (HSV - Herpes simplex virus)، تلوثات جرثومية (Bacterial infections)، تلوثات فطرية (Fungal infections) او تلوثات طفيلية (Parasitic Infections).
 سموم: كحول، ادوية، ذيفانات.
 تغيير دهني لا كحولي.
عوامل وعائية (Vascular): اضطراب في تزويد الدم، فشل القلب الاحتقاني، متلازمة باد - كياري.
عوامل ايضية (Metabolic): داء ترسب الاصبغة الدموية، مرض ويلسون، نقص الفا 1 - انتي تريبسين.
عوامل مناعية ذاتية (Autoimmune): التهاب كبد بالمناعة الذاتية.
 امراض مناعية ذاتية مجموعية (Systemic autoimmune diseases).
زرع كبد: رفض الكبد، معاودة (تكرار) المرض الاساسي.
 امراض الجهاز الهضمي: امراض امعاء التهابية، الداء البطني (سيلياك).
امراض قنوات المرارة.
علاج التهاب الكبد
يتقرر علاج التهاب الكبد المناسب وفقا للعامل المسبب للالتهاب. فمثلا، يتركز علاج التهاب الكبد الناجم عن الادوية على التوقف عن تناول الادوية الممرضة، وفي التهاب الكبد الكحولي يكون العلاج بالكورتيكوستيرويدات (corticosteroids)، بينما في التهاب الكبد الثانوي لالتهاب الكبد نوع ج (C) يكون العلاج بواسطة انترفيرون الفا (Alpha - interferon) وريبافيرين (Ribavirin)، وفي مرض ويلسون يكون العلاج بواسطة بنسيلامين (D - penicillamine).

0 التعليقات: