الأحد، 16 أبريل 2017

إدمان هيروين


الخشخاش
الأفيون

 opium هو العصارة اللبنية المستخرجة من نبات الخشخاش غير الناضجة. يحتوي الأفيون على أكثر من عشرين مركب كيميائي معظمهم له تأثير طبي وأهمهم المورفين morphine الذي يُستخدم كمسكن قوي  للآلام الشديدة وبخاصة الناتجة عن السرطان.
يعتبر الأفيون المادة الأساسية لتحضير الهيروين إلا أن الهيروين ليس له استخدام طبي.
يعتبر الأفيون والمورفين و الهيروين من المخدرات التي تثبط الجهاز العصبي المركزي وجميعهم يسبب الإعتماد النفسي والإعتماد العضوي لدى الشخص الذي يتعاطى هذه المواد دون إشراف طبي دقيق.

آلية تأثير الهيروين

هيروينبعد تعاطي الهيروين سواء بالحقن أو الشم أو التدخين يصل إلى المخ ليلتصق بمستقبلات خاصة تسمى مستقبلات الأفيون ومع استمرار التعاطي لفترات طويلة يحدث تغيرات في هذه المستقبلات. كما أن للهيروين تأكثير على النواقل العصبية مثل الدوبامين والنورأدرينالين، ولا يختلف تأثير الهيروين عن المواد الأخرى المستخرجة من الأفيون إلا بسرعة التأثير.

التأثير الإكلينيكي للهيروين

(علامات تعاطي ابنك الهيروين)
الهيروينبعد فترة قصيرة من تعاطي الهيروين يشعر المتعاطي بقمة النشوة والراحة وإحساس وهمي بالسعادة وفقدان الإحساس بالألم ومن أهم الأعراض عدم القدرة على التركيز والنسيان والخمول وتعلثم اللسان وضيق حدقة العين واحتقان الملتحمة واحمرارها وزيادة ضربات القلب والتي سرعان ما تتحول إلى بطء في ضربات القلب وإنخفاض ضغط الدم.

 

كيف ينشأ الإدمان

ينشأ إدمان الهيروين عند تعاطي جرعات منه –مهما كانت صغيرة- لعدة أيام قليلة بعدها يبدأ المتعاطي في زيادة الجرعة سعياً وراء الشعور بالنشوة، وكلما استمر في التعاطي استمرت حاجته إلى زيادة الجرعة وبعدها لا يستطيع التوقف عن التعاطي لمدة تزيد عن 10 ساعات تقريباً بعدها يظهر عليه علامات الإشتياق للمخدر. ويدل على حدوث ظاهرتي الإعتماد النفسي والاعتماد البدني، وإذا لم يتمكن من الحصول على الهيروين فإنه يشكو من الأعراض الإنسحابية و التي تظهر بصورة جسدية لا يتحملها المدمن ولا يستطيع التعايش معها.

 

الأعراض الإنسحابية:

علامات احتياج ابنك للهيروين

  • آلام شديدة بالعضلات والعظام
  • اسهال شدي
  • مغص شدي
  • عرق غزي
  • إفرازات غزيرة من الأنف والعينين
  • إرتفاع الضغط وسرعة النبض وإرتفاع الحرارة
  • إتساع حدقة العين
  • الغثيان والقيء
  • الإحساس الشديد بالضعف
وشدة هذه الأعراض تجعل المدمن يجثو على قدميه ويزحف على الأرض طلباً لجرعة هيروين تنقذه من عذابه وقد يتنازل عن أي شيء في سبيل التخلص من هذا الألم الجسيم الذي يشعر به والذي لا يهدأ إلا بتعاطي الهيروين.
تظهر الأعراض الإنسحابية بعد حوالي 6 إلى 8ساعات من تعاطي آخر جرعة، وتصل إلى قمتها في اليوم الثالث وتختفي هذه الأعراض ويبرأ منها الشخص بعد حوالي 10 أيام ولكن بعض الأعراض تستمر لفترة أطول قد تصل إلى 6أشهر. وفي أثناء تلك الفترة يشعر المدمن بالكآبة والضيق ويعاني من عدم الاستقرار وكثرة الحركة والتوتر والقلق وسهولة الاستثارة والضعف العام.

الأمراض المصاحبة لإدمان الهيروين

  • أمراض نفسية
    • الإكتئاب والقلق وإضطراب الشخصية المعاديةللمجتمع ، ونسبة المتعاطين الذين يلجأون إلى الإنتحار تصل إلى 15%
    • الفصام
  • أمراض عضوية
    • كاللإيدز والإلتهاب الكبدي الوبائي وكذلك اثار تعاطي الهيروينالإلتهابات البكتيرية بالإضافة إلى السلوك الجنسي غير السوي وعدم الحيطة والحذر فيه لذا لجأت بعض الدول التي فشلت في السيطرة على الإدمان إلى اللجوء إلى السيطرة على مضاعفاته ومن أهمها العدوى
    • إلتهاب وتخثر الأوعية الدموية وكثرة الإصابة بالعدوى في مناطق الحقن وتكثر الندبات في الجلد بشكل واضح
    • الضعف الجنسي
 

علاج الاضطرابات الناجمة عن إدمان مشتقات الأفيون

والمورفين هو أحد مشتقات الأفيون العديدة مثل: كوديين – هيروين – ثيبين – يونين – ومركبات الترامادول. و الكل يؤدي إلى الإدمان.
وأخطرها هو الهيروين الذي يتم تعاطيه بالاستنشاق وأحيانًا الكوديين يدخل في مركبات السعال ومسكنات الألم.


علاج الجرعات الزائدة (التسمم):

وتأتي المهمة الأولى قبل إتخاذ أى خطوات اخرى في:
  • التأكد من وجود مجرى هوائي سليم لدى المريض.
  • شفط كل الافرازات المخاطية من القصبة الهوائية و الحنجرة.
  • ادخال أنبوب هوائي (عن طريق الطبيب) air way لضمان وصول الأكسجين  إلى الرئتين.
نالوكثونويتم مساعدة المريض على التنفس ميكانيكيًا لحين الحصول على النالوكسون “naloxone” . ويتم إعطاء النالوكسون عن طريق الحقن الوريدي ببطء شديد بجرعات مبدئية 88. مجم/ 70كجم من وزن الجسم.

وغالبًا ما تظهر أعراض التحسن مثل:
  • ازدياد معدل التنفس للمريض بصورة سريعة.
  • اتساع حدقة العين.
      ولكن في غياب ظهور هذه الأعراض بعد حقن المريض بنالوكسون يمكن إعادة  إعطاؤه مرة أخرى بعد عدة دقائق مع الأخذ بالاعتبار بأن: 
  • استخدام جرعات كبيرة من النالوكسون من الممكن أن تتسبب بظهور  أعراض انسحاب.
  • وكان يُعتقد في الماضي أنه بعد استخدام 4 – 5مجم من نالوكسون بدون ظهور أى أعراض تحسن فمن المحتمل  في هذه الحالة وجود مواد أخرى مسببة لتثبيط الجهاز العصبي.

الميثادون  Opoid agonist

ميثادونالميثادون.. وهو من مشتقات الأفيون المصنعة  opioid  والذي يتم استخدامه في علاج أعراض انسحاب الهيروين  والذي يمكن تناوله عن طريق الفم.
ويُستخدم الميثادون بجرعات تتراوح ما بين 20 – 80مجم لتثبيط أعراض انسحاب الهيروين كبديل للهيروين نفسه، وغالبًا ما تكفي هذه الجرعات لتثبيط أعراض انسحاب مع امكانية استخدام جرعات أكبر في العلاج تصل إلى حوالي 120مجم من الميثادون.
ويمتد مفعول الميثادون لفترات طويلة تصل إلى 24 ساعة ولذلك يمكن إعطاؤه مرة واحدة يوميًا، ويتم استمرار تناول الدواء وعند اختفاء أعراض الانسحاب تمامًا يتم سحب الميثادون من المريض تمامًا.
ومن الممكن أن يعاني المريض من انسحاب الميثادون نفسه ولكن يتم استخدام كلونيدين بجرعات0.1 إلى 0.3 خلال فترة  سحب الميثادون نفسه.

ويتمتع عقار الميثادون بعدة مزايا:
  • يعفي المريض المصاب باعتمادية مشتقات المورفين Opioid dependenceمن استخدام الهيروين عن طريق  الحقن.. وبالتالي يقلل من فرصة انتشار العدوى بفيروس نقص المناعة الإيدز AIDS أو الالتهاب الكبدي الوبائي بين  المتعاطين.
  • لا يسبب الميثادون هوس واضح و لا يؤدي إلى اضطرابات شديدة بالوعى  عند استخدامه لفترات طويلة.
  • يُعطى المريض الفرصة للالتحاق بوظيفة أو عمل مربح بدلاً من الوقوع في  أنشطة إجرامية.
غير أن استخدام الميثادون يتسبب في استمرارية الاعتماد عليه نفسه.

ليفو ميثاديل Levo methadyl

وهو واحد من مشتقات المورفين opioid agonist والذي لم يعد يستخدم الآن لوجود اضطرابات بصورة رسم المخ Interval Q.T مصاحبة بلغط في القلب يوصف  بالمميت.


بيو بري نورفين Buprenorphine

بيو بري نورفينيعد أيضًا واحدًا من opioid agonist المعتمدين في علاج إدمان مشتقات المورفين opioid منذ عام 2002.
ومن الممكن أيضًا استخدامه في برنامج علاجي خارج المستشفى بشرط حصول المعالج على شهادة تفيد بأنه قد تم تدريبه على كيفية استخدامه
ويعطى دواء البيو بري نورفين بجرعات تتراوح ما بين 8 – 10مجم   ثلاث مرات أسبوعياًًا وذلك لإنفصاله البطئ من مستقبلات مشتقات المورفين opioid receptor .
وبعد استخدامه لعدة مرات يعمل على إحداث يوقف التأثير المكتسب من حقن الهيروين أو المورفين عن طريق الوريد.
ويمتاز  دواء بيو بري نورفين بوجود أعراض بسيطة جدًا من الانسحاب إذا ما تم إيقافه فجأة بعد استخدامه لفترات طوية.
وتعمل هذه المواد عن طريق غلق أو وقف أو تضاد تأثير مشتقات الأفيون opioid .. وعلى العكس من الميثادون فمثل هذه المواد لا تعطي تأثير و لاتؤدي إلى نمو اعتمادية عليها مثل:
  •   نالكسون Naloxone
والذي يستخدم كما ذكرنا سابقًا في علاج التسمم بالجرعات العالية من مشتقاتةالأفيون opioid عن طريق إحداث إعكاس لمفعول هذه  المخدراتNorcotics .
  • نالتركسون Nal-trexone
نالتريكسون الريفياوهو طويل المفعول بحيث يبلغ مفعوله حوالي 12 ساعة.
وتستخدم مثل هذه المواد بصفة أساسية في إحداث إعكاس لمفعول Opioid وخاصةً في إحداث   الشعور بالانبساط و السعادة الزائدة من  تناول الهيروين أو المورفين عن طريق إحداث حالة من الاحباط لدى الشخص المدمن للهيروين للحصول على تلك المؤثرات.
وتكمن نقطة الضعف التي تنتاب هذا النموذج من العلاج إلى افتقاره إلى ميكانيكية من شأنها  To  campel  المريض لاستمرار تناول تلك المضادات لمركبات مشتقات الأفيون Opioid .



الحمل واعتمادية المورفين

وتبلغ نسبة الأطفال الذين يولدون لأمهات مدمنات و اللواتي يعانين من أعراض انسحاب حوالي ثلاثة أرباعهم ولذلك تظهر لدينا مشكلة جسيمة فيما تُعرف بإدمان المبتسرين (Neonatal  addiction ). 

علاج أعراض الانسحاب لدى المبتسرين

المبتسرينبالرغم من أنه من النادر حدوث خطورة تهدد حياة الشخص البالغ من انسحاب مشتقات الأفيون Opioid إلا أنه يُمثل خطورة على حياة  الجنين لأم مدمنة لمركبات مشتقات الأفيون (المورفين)Opioid قد تؤدي إلى عدم اكتمال الحمل  (إجهاض) أو موت الجنين بداخلهن.
وباستخدام جرعات صغيرة جدًا من الميثادون 10 – 40 مجم/ اليوم تتناولها الأم المدمنة أثناء فترة الحمل تعتبر من أفضل الطرق المتبعة أثناء فترة الحمل، وفي هذه الحالة فإن أعراض انسحاب التي تنتاب المولود تكون قليلة الخطورة و يمكن معالجتها بجرعات صغيرة من الباريجوريك Paregoric .
أما إذا ما حدث الحمل أثناء تناول الأم جرعات عالية من الميثادون، فإن الجرعات لابد أن تخفض تدريجيًا بواقع 1مجم/ ثلاثة أيام مع المتابعة الدقيقة لحركة الجنين داخل الرحم في تلك الفترة.
أما إذا ما كان من الضروري الانسحاب أثناء الحمل فدائمًا ما نفضل ذلك في العقد الثاني من فترة الحمل.


إصابة الجنين بالإيدز  Fetal AIdS 

الايدزتعتبر إصابة الجنين بفيروس نقص المناعة الإيدز ”ADIS” من أكبر المشاكل التي تواجه الأم  المدمنة لمشتقات الأفيون Opioid والمصابة  بفيروس نقص المناعة.. فالفيروس ينتقل عن طريق الأوعية الدموية المخترقة للمشيمة كما ينتقل للرضيع عن طريق لبن الأم. ولذلك فاستخدام عقار ZidovudineRetrovir بمفرده أو مضافًا إليه مضادات أخرى لفيروس الإيدز للأمهات الحوامل اللاتي أصبن بفيروس الإيدز ”ADIS”  عن طريق  السرنجات بين  المدمنين من الممكن أن يقلل من فرصة إصابة الجنين بفيروس الإيدز.

العلاج النفسي

ويتم من خلاله استخدام كل أنواع العلاج النفسيلعلاج المرضى المدمنين مثل:
  •  العلاج النفسي الفرديIndividual Psychotherapy .
  •  العلاج النفسي الجمعي Group psychotherapy.
  •  العلاج السلوكيBehavioral therapy .
  •  مجموعات المساندةSupport – group .
  • العلاج الأسريFamily therapy.
ويتم التركيز على مساعدة المريض على تعلم المهارات الاجتماعية إذا كان يفتقر إليها وتحقيق أكبر قدر من الإستفادة من دور الأسرة إذا كان المريض يقيم مع أسرته.

المجتمعات العلاجية  

بيوت تأهيل المدمنينوتتكون من مجموعة من الأفراد المقيمين يتشاركون كلهم في معاناتهم من مشكلة ما من الإدمان. ولكى ينضم العضو إلى تلك المجتمعات لابد له و أن يمتلك حافز قوي للوصول إلى قانون تلك المجتمعات و هو التوقف.
وتتلخص الأهداف من إنشاء مثل تلك المجتمعات في:
  • العمل على إحداث تغيير كامل في أسلوب حياة المدمن.
  • إنشاء شعور داخلي بالأمان لدى المدمن نفسه.
  • إنشاء شعور داخلي بالمسئولة لدى المدمن نفسه.
  • اكساب المدمن مهارات اجتماعية.
  • الحد من المواقف العدوانية للمدمن و السلوك الإجرامي لديه.
ويتم مساعدة المتعالج عن طريق استخدام مجموعات المواجهة  ، وعزله عن العالم الخارجي وعن الأصدقاء المرتبطين بتناول تلك المواد المدمنة.
ويُسمح للمريض بالخروج من تلك البيوت والعودة إلى منازلهم فقط إذا عبّروا عن مقدرتهم لتحمل المسئولية من خلال تلك المجتمعات.
وبالرغم من أن تلك المجتمعات العلاجية من الممكن أن تلعب دورًا فعالاً في علاج مثل هؤلاء المدمنين إلا أنها تتطلب:
  • توفر مجموعة عمل كبيرة.
  • تسهيلات ضخمة للعمل.
ومع ذلك فإن معدلات نجاح مثل هذه البرامج بتلك المجموعات لا تتعدى 25% وذلك لعدم استكمال أكثر من 75% من الأشخاص شهر واحد من الإقامة.


مخاطر تبادل السرنجات بين المدمنين

السرنجاتوبالرغم من أن الاهتمام الأكبر في علاج إدمان مشتقات الأفيون (المورفين)Opioid هو الوصول إلى الإقلاع الدائم عن  تلك المواد إلا أن تعريف المتعالجين بخطورة انتقال فيروس الإيدز لابد و أن يلاقي نفس الاهتمام.
ولذلك فعلى المصاب بإدمان هذه المواد مستخدمًا في ذلك الحقن الوريدي أو تحت الجلد لابد له من معرفة خطورة استخدام هذه الوسائل وكذب المقولة التي تدعو إلى استخدام  وسائل جنسية آمنة تضمن عدم نقل العدوى إلى الطرف الآخر.
وقد أثبتت العديد من الدراسات أن اشتراك المدمنين في استخدام نفس السرنجات للحقن الوريدي يأتي بالدرجة الأولى من عدم توافر سرنجات لديهم وعلى ذلك فإننا ننتقد بشدة برامج توفير السرنجات للمدمنين   والذي يتعرض إلى ضغوط اجتماعية وسياسية شديدة إذا تم السماح له والذي يدعو إلى توفير تلك السرنجات إلى مدمني هذه المواد  للحول دون انتشار عدوى من استعمال السرنجات المشتركة فيما بينهم.
ونجد أن الحل الأمثل هو منع تواجد المخدر (إذا صدقت النوايا...وتوحدت الجهود) وعلاج المدمنين وتأهيلهم ثم محاولة إلصاق قلوبهم بفاطر هذا الكون والإلتجاء إليه وطلب معونته ورحمته 

0 التعليقات: