الاثنين، 22 مايو 2017

ادمان استنشاق المذيبات الطيّارة والصمــوغ

ادمان استنشاق المذيبات الطيّارة والصمــوغ


إدمان المذيبات والصموغ الطيارةمن أشهر هذه المركبات الطيارة  الفحوم الهيدروجينية المشتقة من البترول، كالبنزين وما شابه، وكذلك الأسيتون وآسيتات الإيتيل، والكلوروفورم وغازات العبوات البخّاخة و بعض مذيبات الصموغ والورنيش، وغازات الولاعات وبعض المركبات المزيلة للرائحة، وكثير من مذيبات الدهانات المختلفة، وبعض المنظفات. 

طــرق الاستعمال:
طريقة تعاطي المستنشقاتمن أشهر الطرق الموصوفة أن تسكب الصموغ المذكورة آنفا في كيس مناسب من الورق أو البلاستيك؛ ثم يدس الوجه فيه مباشرة لاستنشاق الأبخرة المتصاعدة. 

ويلجأ بعضهم أحياناً إلى ترطيب قطعة قماش بالصمغ ثم تطبق بعد ذلك على الفم أو الأنف للاستنشاق. وقد تصب المذيبات في وعاء معدني يسخن على النار، ثم تستنشق حالاً الأبخرة المتصاعده.


أخطار هذه المركبات: 

كلنا يعرف الدور الهام الذي يؤديه الأوكسجين في الحفاظ على الحياة واستمرارها. والذي يحدث عند استنشاق هذه المذيبات أن تحل أبخرتها محل الأكسجين بنسبة عالية، ويؤدي استنشاق الأبخرة السامة إلى دوار شديد ينجم عن نقص الأوكسجين في الدم، وبالتالي نقص تروية الخلايا الدماغية بكمية كافية من الأوكسجين. وإذا طالت مدة استنشاق الأبخرة انتهت الحالة بالموت بسبب الاختناق.

تصل المركبات الطيارة بعد استنشاقها سريعاًً الى المخ وإلى الدورة الدموية و خلايا الجسم وأجهزته. ونستطيع أن نقول بصورة عامة: إن جميع هذه المركبات شديده السميه وبالتالي تسبب تلف الأعضاء التي تلامسها وخاصة في مستوى القصبات الرئوية والرئتين والكبد والكليتين والدماغ وجميع كريات الدم.
ولقد دلت التجارب العلمية، أن الأضرار التي تلحق بالبدن من جراء استنشاق هذه المركبات الطيارة، تتوقف بصورة عامة على نوع ومقدار المركبات المستهلكة   والحالة الصحية العامة وعمر المستهلك. وكذلك تلعب الحالة النفسية دورها.

ومما يزيد من خطورة التأثير: الصحبة والرفاق ودورهم في التعاطي وتوفير الظروف الملائمة لهذا النوع من الإدمان. خاصة وأن كثيرا منهم يبالغ في وصف حالة النشوة التي وصل اليها لاستثارة الآخرين. وقد يكون للتجارب الأولى أشد الأخطار.. حتى إن بعض التقارير ذكرت كثيراً من الحوادث المفجعة التي انتهت بالموت.

وتبدأ فعلها أولاً بنوع من التنبيه والاستثارة الذي يولد إحساسًا بالنشوة بالإضافة إلى دوار مقبول ومستعذب وتستمر هذه الحالة من السكر تبعاً للمقدار المستهلك حوالي (15-45) دقيقة؛ ومن الممكن إطالة المدة إلى عدة ساعات إذا استمر استنشاق الأبخرة من وقت لآخر. وقد يحدث في هذا الدور لبعض الأفراد أن يفقدوا توازنهم وتختل عندهم الأفكار والآراء، ويضطرب إدراكهم للألوان والأصوات وأشكال الأشياء، ويصابون بنوع من الهلوسة في الرؤية أو السمع؛ أي أنهم يتوهمون رؤية بعض الأجسام أو يسمعون بعض الأصوات التي لا أصل لها.

وقد تقود هذه المركبات إلى آثار جانبية: كالسعال الشديد وآلام الرأس  وإقياءات متكررة، وتخرش العيون والأنف والحلق. وكلما كان تركيز المركبات الطيارة عاليا في الخلايا الدماغية كلما تسارعت حالة النوم حيث ينتهي الأمر بفقدان الوعي. وحالما يعود إلى اليقظة يبدو عليه أنه ينسى كل ما حدث والآثار التي أصابته من جراء استهلاك هذه المركبات.

يؤدي إدمان هذه المركبات إلى ارتفاع قدرة التحمل من جراء ائتلاف عضوية البدن معها تدريجيًّا؛ مما يدعو إلى زيادة المقادير للحصول على الدرجة نفسها من النشوة والمتعة. وقد يصل الأمر ببعض الفتيان إلى أن يستهلكوا عدة عبوات من الصمغ في اليوم الواحد. وقد شوهدت حالات شغف شديد عند بعض الأطفال بهذه المركبات الخطيرة؛ وقد يصابون بحالات اضطراب شديدة عند حرمانهم منها.

إن تعاطي هذه السموم يؤدي إلى سلوك عدواني وأخلاق اجتماعية شرسة جدًّا. وقد تنعكس هذه الأخلاق على المرء نفسه فيقوم بأعمال طائشة قد تقضي على حياته.

وقد يفضي به الأمر للاعتداء على رفاقه وعلى أعز أصدقائه. كما تؤدي هذه السموم إلى عدم تناسق الحركات وفقدان حالات الحذر الطبيعية واضطراب الإحساس. وقد تنجم بعض الانفجارات الخطيرة من جراء تدخين هذه السموم الطيارة الملتهبة جدًّا.
ويبدو من متابعة الإحصاءات العلمية، أن أكثر المدمنين هم من الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم (8-16) سنة؛ وينتمون إلى مختلف الطبقات الاجتماعية، ويتركز ذلك خاصة في أطفال العائلات المتفككة وغير المتزنة.

ومع الأسف لا تزال هذه المركبات غير خاضعة للرقابة القانونية، ويمكن الحصول عليها في جميع المخازن التجارية والبقاليات باسعار زهيده.

هذا ويمكننا التعرف على الأطفال المدمنين على هذه السموم من خلال بعض العلامات المميزة:

· منها انتشار رائحة الصموغ في الغرف، ووجود العبوات الفارغة والأكياس وآثار الصموغ على الشعر أو الملابس.

· ومنها أن يفقد الطفل سيطرته على عضلاته وسيره بمشية تشبه الرقص؛ وميوعة في النطق؛ ونعاس مستمر وخاصة إذا كان الطفل قد تعاطى تلك المادة حديثًا.

· أن يفقد الطفل شهيته ويقل اهتمامه بالمدرسة وعائلته.

· وإذا كان التعاطي مستمرا شوهدت حالات من السيلان الأنفي المفرطة وتخرش الأنف والقنوات الدمعية كالحالة المرافقة للزكام الشديد.

ولمعالجة حالات الإدمان ينصح بمراجعة الأطباء والمستشفيات المتخصصة
غالبًا ما تشابه أساليب علاج إدمان المنبهات المتبخرةInhalant substances  مع علاج إدمان الكحوليات،  فمعظم الحالات تمر دون مضاعفات و لا تستدعي تدخل طبي قوي إلا فقط في الحالات الطارئة مثل:
  • فقدان الوعى "Coma ".
  • انقباض الشعب الهوائية.
  • الحروق.
  • الصدمات.
وعدا تلك المخاطر الطارئة فلا يحتاج المدمن إلا إلى متابعة فقط للوظائف الحيوية ودرجات الوعى لديه.
مع التحذير بعدم استخدام أى أدوية مهدئة مثل مركبات Benzodiazipine و التي تزيد من درجات التسمم المصاحبة لاستنشاق هذه المواد.
وعن علاج الأعراض الذهانية المصاحبة لإدمان المنبهات المتبخرة (بالاستنشاق)  substances  Inhalantفهى لا تختلف كثيرًا عن علاج أعراض التسمم ذلك لأن نوبات الذهان التي تنتاب المدمن غالبًا ما تكون:
  • لفترات قصيرة نادرًا ما تستمر لأسابيع قليلة.
  • بسيطة وقليلة الخطورة (Brief ) عدا وجود نوبات من الهياج تسيطر على المريض ويمكن السيطرة عليها باستخدام هالوبريدول 5مجم / 700 كجم وزن.
المحاذير الواجب اتباعها في علاج الاضطرابات الناجمة عن إدمان المنبهات المتبخرة:
  • عدم استخدام أى مركبات مهدئة مثل Benzodiazipine .
  • متابعة العلامات الحيوية للمريض بدقة خوفًا من حدوث توقف مفاجئ للقلب  أو التنفس.
  • التعامل الفوري مع أى طوارئ قد تحدث مثل غيبوبة، انقباض مفاجئ في  الشعب الهوائية أو عضلات الحنجرة.
  • التقييم الدقيق و الحذر للمرضى المصابين بقلق أو اضطرابات في المزاج نتيجة تناول المنبهات المتبخرة Inhalant لإحتمالية حدوث أفكار انتحارية .
و لا تلعب مضادات الاكتئاب أو أدوية القلق أى دور في العلاج خلال المرحلة الحرجة من التسمم Intoxication ولكن يمكن استخدامها فقط إذا كانت  هناك  نوبات اكتئاب مصاحبة لإدمان تلك المواد.

0 التعليقات: